ما ندم من استشار

ولا خاب من استخار

 

قال الله تَعَالَى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159 آل عمران )

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَمَرَهُ بِمُشَاوَرَتِهِمْ لِيَسْتَنَّ بِهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَتْبَعَهُ فِيهَا الْمُؤْمِنُونَ وَإِنْ كَانَ عَنْ مَشُورَتِهِمْ غَنِيًّا.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ ». حديث صحيح

وسئل بعض الحكماء: أي الأمور أشد تأييداً للفتى وأيتها أشد إضراراً به؟ فقال: أشدها تأييداً له ثلاثة: مشاورة العلماء، وتجربة الأمور، وحسن التثبت. وأشدها إضراراً به ثلاثة أشياء: الاستبداد والتهاون والعجلة.

 

وأوصى ابن هبيرة ولده فقال: لا تكن أول مشير، وإياك والهوى والرأي الفطير؛ ولا تشيرن على مستبد ولا على وغد ولا على متلون ولا لجوج وخف الله في موافقة هوى المستشير. فإن التماس موافقته لؤم، وسوء الاستماع منه خيانة.

 

وكان عامر بن الظرب يقول: دعوا الرأي يغب حتى يختمر، وإياكم والرأي الفطير. يريد الأناة في الرأي والتثبت فيه.  قال ابن المُسيِّب: ما اْستشرتُ في أمر واْستخرتُ وأبالي على أيَ جنبيّ سقطْتُ .

قال العتبي: قيل لرجل من عبس: ما أكثر صوابكم !!!؟ قال نحن ألف رجل وفينا حازم واحد ، فنحن نشاوره، فكأنا ألف حازم. وقد قيل أوّلَ الحَزْم المَشورة. وقيل : إذَا صَدِئَ الرَّأْيُ صَقَلَتْهُ المَشُورَةُ .

وَقَالَ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ :

إذا بلغ الرأيُ المشورةَ فاستعن *** برأي نصيحٍ أو نصيحةِ حازم

ولا تجعل الشُّورى عليك غضاضةً *** فإن الخـوافي قوةٌ للقوادم