وصية أب لإبنه
مشاركة من بريد المجموعة بتصرف
بني!..
إياك!.. أن تتكلم في الأشياء، وفي الناس، إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر.. وإذا
جاءك أحد بنبأ، فتبين!.. قبل أن تتهور..
فإن
الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ}
وإياك!..
والشائعة.. لا تصدق كل ما يقال!.. ولا نصف ما تبصر!..
وإذا ابتلاك الله بعدو، قاومه بالإحسان إليه. قال تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }..أقسم بالله!.. أن العداوة
تنقلب حباً.. تصور!..
إذا
أردت أن تكتشف صديقاً، سافر معه!.. ففي السفر ينكشف الإنسان، ويذوب المظهر، وينكشف
المخبر.. ولماذا سمي السفر سفراً؟.. إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر!.
وإذا
هاجمك الناس وأنت على حق، أو قذعوك بالنقد، فافرح!..
لأنهم يقولون لك : أنت ناجح، ومؤثر!.. فلا
يُرمى إلا الشجر المثمر!.
بني!..
عندما تنتقد أحداً، فبعين النحل تعود أن تبصر!..ولا تنظر للناس بعين ذباب، فتقع
على ما هو مستقذر!.
يا
بني!.. نم باكراً، فالبركة في الرزق صباحاً.. وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن، لأنك
تسهر..
وتذكر أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي
في بُكُورِهَا
)).
وسأحكي لك قصة المعزة والذئب، حتى لا تأمن من يمكر!.. وحينما يثق بك أحد، فإياك ثم
إياك!.. أن تغدر.. سأذهب بك لعرين الأسد.. وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة،
لأنه يزأر!.. ولكن لأنه عزيز النفس، لا يقع على فريسة غيره، مهما كان جائعاً
يتضور..
لا
تسرق جهد غيرك، فتجور!.. سأذهب بك للحرباء، حتى تشاهد بنفسك حيلتها!..فهي تلون
جلدها بلون المكان.. لتعلم أن في البشر مثلها نسخ تتكرر ،وأن هناك منافقين، وهناك
أناس بكل لباس تتدثر، وبدعوى الخير تتستر!..
تعود
يا بني!.. أن تشكر.. اشكر الله!.. فيكفي أنك مسلم.. ويكفي أنك تمشي.. وتسمع..
وتبصر.. أشكر الله.. وأشكر الناس.. فالله يزيد الشاكرين، والناس تحب الشخص الذي
عندما تبذل له يقدر..يقول صلى الله عليه وسلم : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
اكتشفت
يا بني!.. أن أعظم فضيلة في الحياة هي الصدق..وأن الكذب - وإن نجَّا - أرذل
رذيلة.. فالصدق أخلق بمن كان مثلك.
يا
بني!..بني!.. وفر لنفسك بديلاً لكل شيء.. استعد لأي أمر، حتى لا تتوسل لنذل، يذل
ويحقر..واستفد من كل الفرص، لأن الفرص التي تأتي الآن قد لا تتكرر ، فالشاعر يقول
:
فانهضْ لنهبِ فرصة ِ الزمانِ*** فلَستَ من فَجواهُ في أمانِ
لا تتشكى، ولا تتذمر!.. أريدك متفائلاً.. مقبلاً على الحياة.. اهرب من اليائسين، والمتشائمين..
وإياك أن تجلس مع رجل يتطير.. لا تتشمت، ولا تفرح بمصيبة غيرك.. وإياك!.. أن تسخر
من شكل أحد..فالمرء لم يخلق نفسه!..ففي سخريتك أنت في الحقيقة تسخر من صنع الذي
أبدع، وخلق، وصور!..لا تفضح عيوب الناس، فيفضحك الله في دارك!..
فالله الستار، يحب من يستر..لا تظلم أحداً!..وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر
أن الله هو الأقدر!..وإذا شعرت بالقسوة يوماً، فامسح على رأس يتيم، ولسوف
تدهش!..كيف للمسح أن يمسح القسوة من القلب، فيتفطر!.
لا
تجادل!..ففي الجدل كلا الطرفين يخسر!..فإذا انهزمنا، فقد خسرنا كبرياء نا نحن!..وإذا
فزنا، فلقد خسرنا الشخص الآخر!..إذن، لقد انهزمنا كلنا!..الذي انتصر.. والذي ظن
أنه لم ينتصر!..
لا تكن أحادي الرأي!..فمن الجميل أن تؤثر، وتتأثر!..لكن إياك!.. أن تذوب في رأي
الآخرين..وإذا شعرت بأن رأيك مع الحق، فاثبت عليه، ولا تتأثر..تستطيع يا بني أن تغير
قناعات الناس، وأن تستحوذ على قلوب الناس، وهي لا تشعر!..ليس بالسحر، ولا
بالشعوذة.. فبابتسامتك ، وعذوبة لفظك.. تستطيع بهما أن تسحر..
ابتسم!..فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا (عبادة)!..وعليها نؤجر!.. في الصين إن
لم تبتسم لن يسمحوا لك أن تفتح متجر!..
إن لم تجد من يبتسم لك، فابتسم له أنت..فإذا كان ثغرك بالبسمة لا يفتر، بسرعة
تتفتح لك القلوب لتعبر..وحينما يقع في قلب الناس نحوك شك..دافع عن نفسك.. وضح..
برر..
لا تكن فضولياً، تدس أنفك في كل أمر!..تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر!..بني!..
ترفع عن هذا، فإنه يسوؤني هذا المنظر..
لا تحزن يا بني على ما في الحياة..فما خلقنا فيها إلا لنمتحن ونبتلى، حتى يرانا
الله هل نصبر؟..لذلك هوِّن عليك، ولا تتكدر..وتأكد بأن الفرج قريب!..فإذا اشتد
سواد السحب، فعما قليل ستمطر!..لا تبك على الماضي، فيكفي أنه مضى..فمن العبث أن
نمسك نشارة الخشب، وننشر!..
أنظر للغد استعد.. شمر..كن عزيزاً.. وبنفسك افخر!..فكما ترى نفسك، سيراك
الآخرون..فإياك لنفسك يوماً أن تحقر..فأنت تكبر، حينما تريد أن تكبر!..وأنت فقط من
يقرر أن يصغر....!!!!!