*وصية أم لابنتها *
عن أَبي
هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( لَوْ
كُنْتُ آمِراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرْتُ المَرأةَ أنْ تَسْجُدَ لزَوجِهَا
)) رواه الترمذي ، وَقالَ : (( حديث حسن صحيح )) .
وعن معاذ
بن جبل رضي الله عنه ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( لاَ تُؤْذِي
امْرَأةٌ زَوْجَهَا في الدُّنْيَا إلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُورِ العِينِ لاَ
تُؤذِيهِ قَاتَلكِ اللهُ ! فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ
أنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا )) رواه الترمذي ، وَقالَ
: (( حديث حسن )) .
هذه وصية أم لإ بنتها في الجاهلية والرسول يقول : بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
خطب عمرو
بن حجر إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس، فقال:
نعم، أزوجها على أن أسمي بنيها وأزوج بناتها. فقال عمرو
بن حجر: أما بنونا فنسميهم بأسمائنا وأسماء آبائنا وعمومتنا، وأما بناتنا فينكحهن أكفاؤهن
من الملوك، ولكني أصدقها عقاراً في كندة وأمنحها حاجات
قومها، لا ترد لأحد منهم حاجة. فقبل ذلك منه أبوها، وأنكحه إياها. فلما كان
بناؤه بها خلت بها أمها فقالت:
أي بنية، إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشك
الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن
لك عبدا، واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخرا.
أما الأولى
والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة. وأما
الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا
يشم منك إلا الطيب ريح.
وأما الخامسة
والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص
النوم مغضبة.
وأما السابعة
والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر
في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة
والعاشرة: فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره
أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره. ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً،
والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً." نقلا عن العقد الفريد "