النفحات الربانية
قال تعالى : وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " الأنفال : 33 "
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم "انظر الصَّحِيحَة : 1890"
النفحة: الدفعة من العطية وفي الصّحاح : ولا يزال لفُلانٍ من المعروف نَفَحَاتٌ أَي دَفَعَاتٌ . قال ابن مَيّادةَ :
لمَّا أَتَيتُكَ أَرْجُو فضْل نائِلكُمْ ... نَفَحْتَني نَفْحَةً طابَتْ لها العَرَبُ
ويقول جرير :
يا حبذا جبلُ الريانِ من جبلٍ *** وحبذا ســاكنُ الريانِ من كانا
وحبذا نفحـــــاتٌ من يمانيـــــةٍ *** تأتيك من قبلِ الريانِ أحيانــــا
ويُروى عن لقمان عليه السّلام أنّه قال لابنه : يا بنيّ عوّد لسانك : اللّهمّ اغفر لي فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً .
وقال الحسن : أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي اسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم فإنّكم لا تدرون متى تنزل المغفرة " أنظر جامع العلوم والحكم و نوادر الأصول "
صلى رجل إلى جنب عبد الله بن المبارك ، فلما سلم الامام سلم وقام عجلا ، فجذب عبد الله بثوبه ، وقال : أما لك إلى ربك حاجة !
فتعرض إلى نفحات الله بكثرة الإستغفار والدعاء فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء ولعلك تصادف ساعة إجابة تسعد فيها سعادة لا تشقى بعدها ، ولعلك توافق نفحة من نفحات الكريم وهبات المنّان تصلح أمورك بها .