قصة الطفلة (ام شوايل)
" الفرج بعد 40 يوما من الشدة "
قُلْ لَنْ
يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
قصة
الطفلة (ام شوايل) بعد خروجها من البئر في ارض رعوية قبالة منطقة ام سنطة محافظة
سودري بكردفان وحتى وصولها الى مستشفى عبدالله الطيب بالخرطوم.
حواراً
مع "عبدالخير سعيد" الرجل الذي اخرجها من البئر، فكشف اسرار وخبايا
وتفاصيل مثيرة عن وضع الطفلة داخل البئر.. فإلى تفاصيل افاداته.
فتاة فى
الحادية عشر من عمرها تقريبا كانت ترعى مع والدها الغنم قال لها والدها لما اضاعت اربعة اغنام من
مراحه الكبير:
تلحقي امك وللا ارميك في البير؟ اختارت الطفلة (ام شوايل) ، بإلهام رباني البئر
بديلاً عن الموت واللحاق بوالدتها المتوفاة .
فذهبا الى منطقة خارج القرية حيث توجد بئر
مهجورة منذ سبعة أعوام فقذف الأب أبنته داخل البئر ، سقطت (ام شوايل) في
البئر وكان فيها غصن الشوك الملفوف ، فأصبح لها (زريبة) حمتها الهوام والطيور والثعابين. وظلت داخل البئر أربعون يوما ، لم يعرف احد بأمرها حيث ظن اهلها انها اختطفت او اكلها الذئب ، وقضت
كل شهر رمضان داخل البئر حتى مر احدهم يرعى غنمه فى اليوم الأربعين فسمعت صوت الغنم
فأصبحت تصدر اصواتا عل احدهم ينقذها فجاء الراعي للبئر وهو يعلم أنها مهجورة
ولكن لكي يتيقن من الأمر فنادي للداخل : هل أنت جن أم انس ؟؟؟؟ فردت الفتاة بأنها
إنسية وتحتاج لمن يخرجها ….
عبدالخير،
كيف علمت بوجود الطفلة (ام شوايل) داخل البئر؟
- حدثنا صبي (جفت) اغنامه ناحية البئر، فحاول تغيير اتجاه
سيرها باستعماله لفرقاعات صوته (فرطوق)، وما ان بدأ يفرقع بسوطه حتى سمع صوت صرخة
من داخل البئر، فحضر وأخبرنا به.
عملتو
شنو؟
-
اتحركنا نحو البير، سألناها، انت انسان وللا شيطان؟ قالت انا انسان.. انا (ام
شوايل)..
عرفتها؟
لا..
انا ما عرفتها لكن لمن سألناها ابوك منو عرفناها.
*
طلعتها كيف من البير؟
-
جبنا عضلة (عود كبير) عارضناها على خشم البير، وقلت ليهم اربطوني بالحبال وأنا
بنزل ليها، لو بقت (ام شوايل) وللا بقت شيطان..!
*
شيطان؟
-
في ناس سمعوا الصوت دا قبل كده، وقالوا ده شيطان.
*
البير عمقها كم؟
-
زي 17 راجل (الراجل حوالي 175 سم)
*
نزلوك في البير؟
-
في وسط المسافة لجوه البير، كان في طير
(ابورقيع) كثير شديد لمن غمضت عيني.
*
خفت..؟
-
لا.. انا اتوكلت على الله وقلت لازم اصل
الصوت دا..!
*
لما وصلت جوه البير.. لقيت شنو؟
-
كان البير مضلمة شديد.. ما شفت حاجة.. طلبت نزلوا لي بطارية.. اول ما ولعت
البطارية ظهرت لي ثلاثة عيون.. العين الأولى لقيت فيها ثعبان كبير كان متقدم عليّ،
ولعت فيهو البطارية رجع وإداني ضهرو.. فتشت كل العيون ما لقيت حاجة.. سألتها.. انت
وين.. قالت لي انا هنا.
*
لقيتها وين؟
ـ
ما لقيتها، قربت اصدق انها شيطان.. لكن فجأة شفت مسيرتها (ضفيرة شعرها) واقعة في
الموية.
*
هي كانت وين؟
ـ
كانت تحت الشوك.
*
صحتها كانت كيف؟
ـ
كانت عبارة عن هيكل.. (كملانة من لحم الدنيا).. حاولت اطلعها من تحت الغصن،
ضفيرتها اتشربكت في الشوك، ما قدرت اخلصها طلعت السكين وقطعت الضفيرة.. ربطتها من
كرعيها وطلعت بيها بره.
*
الحصل شنو بعد طلعتوها بره؟
ـ
لقيناها بلا هدوم.. لقينا ملابسها اكلتها الأرضة.. سقيناها لبن طلعتو بأنفها..
تاني سقيناها طلعتو بأنفها، لمن جوا جماعة قالوا لينا اسقوها سمن.
*
وجدتوا في ملابسها شنو؟
-
ملابسها كانت منتهية نهائي، ماكلاها الأرضة، لكن وجدنا في شعرها عقربين واحدة حية
والثانية ميتة.
*كانت
بتتكلم؟
ـ
نعم بتتكلم بعد شربت اللبن بعد السمن سألناها الرماك هنا شنو؟ قالت رماني ابوي في
عشان (ودرت) الغنم.
*
وعملتوا شنو بعد كلمتكم؟
ـ
علمنا ورقة في شرطة ام سنطة، العساكر بعد جوا ورسموا الحادث في البير.
واغرب
مافي القصة هو انها قالت كل يوم كان ياتيها رجل يلبس جلباب ابيض ويسقيها اللبن بالملح وانه لم
يتحدث معها اطلاقا الا امس حين اخبرها انه اخر بوم ياتى لها لانها سوف تخرج قريبا
فسبحان الله القادر على كل شئ تعظم اسمه.
بدأت
الطفلة رحلة معاناة اخرى، بعد خروجها من البئر، فلم يكن الحصول على عربة لتقل
الطفلة في تلك البادية امراً سهلاً. هكذا قال عبدالخير سعيد (طردنا جمال تجيب لينا
مويه.. لمن وصلوا مورد الموية في ناس قالوا ليهم كنا بنسمع الصوت دا لكن تكلناهو
على الشيطان). وقبل ان يصل الوفد حاملاً الماء، من مورده البعيد سخر الله لهم عربة
تجوب الفيافى لم يعرفوا من اين اتت، فما عهدوا فى تلك المنطقة المقفرة عربات تحوم،
فقاموا بحمل الطفلة الى الطبيب بمنطقة ام سنطة.
يحكي
عبدالخير -الرجل الذى اخرج الطفلة من البئر وظل مرافقاً لها في كل مراحل علاجها:
ـ
(الطفلة ظلت لثمانية أيام راقدة في السرير بين الموت والحياة، راقدة على ضهرا بعد
اليوم التاسع بدأت تقعد شوية شوية).
في
اليوم العاشر لخروج الطفلة من البئر لحق بها جدها محمد زايد ونقلها على اسعاف
مستشفى حمرة الشيخ الذي مكثت فيه 27 يوماً، بعد ذلك تم تحويلها الى مستشفى سودري
الذي مكثت فيه 3 ايام ثم الى مستشفى الأبيض الذي قضت فيه يومين ليتم تحويلها الى
مستشفى عبدالله الطيب بالخرطوم.
سألنا
جدها عن حالتها الصحية الآن، فقال، حامداً الله، ان صحتها تحسنت الآن كثيراً وهي
الآن بيننا في قرية (الكرياب) وقمنا بتغيير اسمها الى آمنة بنت وهب بعد ان كتب
الله لها عمراً جديداً.
نقلا
عن النت ووذكر أن الخبر عرض في التلفزيون السوداني .