وَيَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَـا

من قصص الفرج بعد الشدة

 

كَانَتِ أمة سَوْدَاءَ لِحَيٍّ مِنْ الْعَرَبِ فَأَعْتَقُوهَا وكانت تَغْشَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا وَكَانَتْ تُكْثِرُ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ:

وَيَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا ... أَلا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي

فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:" مَا هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَرَاكِ تَتَمَثَّلِينَ؟" فَقَالَتْ: شَهِدْتُ عَرُوسًا "صبية" لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَضَعُوا وِشَاحَهَا وكان أَحْمَر مِنْ سُيُورٍ وَأَدْخَلُوهَا مُغْتَسَلَهَا ، فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ فَأَبْصَرَتِ الْحِدَأَةُ حُمْرَةَ الْوِشَاحِ وَهُوَ مُلْقًى فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا فَخَطِفَتْهُ فَاتَّهَمُونِي به ، فَفَتَّشُونِي وعذبوني حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلِي !!  فَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُبَرِّئَنِي ، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَقَائِمَةٌ مَعَهُمْ إذ َجَاءَتِ الْحِدَأَةُ بِالْوِشَاحِ حتى وازَتْ رؤوسنا ثم أَلقَتْه وَسْطَهُمْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، فَقُلْتُ هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ وَهُوَ ذَا هُوَ ، قَالَتْ فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَكَانَ لَهَا خِبَاءٌ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ حِفْشٌ.

 

وفي صحيح البخاري بهذا الفظ: حدثني فروة بن أبي المغراء: أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب، وكان لها حفش في المسجد، قالت: فكانت تأتينا فتحدث عندنا، فإذا فرغت من حديثها قالت:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا … ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني.
فلما أكثرت، قالت لها عائشة: ‌وما ‌يوم ‌الوشاح؟ قالت: خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من أدم، فسقط منها، فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما، فأخذته، فاتهموني به فعذبوني، حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قبلي، فبينا هم حولي وأنا في كربي، إذ أقبلت الحديا حتى وازت برؤوسنا، ثم ألقته، فأخذوه، فقلت لهم: هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه برئية

فيه هذه القصة : دليل على أن الله تعالى قد يفرج كربات المكروبين ويخرق لهم العوائد وإن كانوا كفارا .

الوشاح : شيئا من لباس المرأة الذي تتوشح به ، وفيه حلي وسيور حمر.

والحدياة : طير الحدأة . حديأة وهو تصغير حدأة

 

أنظر صحيح البخاري 3623 ، فتح الباري ، عمدة القاري ، شعب الإيمان، الفرج بعد الشدة لتنوخي.