إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ
هدم الأضرحة في القلوب "4"
الشيخ: عبدالرحمن المحمود
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . الشرك بالله: هو أعظم المحرمات على الإطلاق لحديث أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم : { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) }قالوا: قلنا: بلى يا رسول الله. قال: { الإشراك بالله... } [متفق عليه].
وكل ذنب يمكن أن يغفره الله إلا الشرك فلا بد له من توبة مخصوصة.
قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ [النساء:116].
والشرك منه ما هو أكبر مخرج عن ملة الإسلام، صاحبه مخلد في النار إن مات على ذلك ... ومن مظاهر هذا الشرك المنتشرة في كثير من بلاد المسلمين:
عبادة القبور: واعتقاد أن الأولياء الموتى يقضون الحاجات ويفرجون الكربات، والإستعانة والإستغاثة بهم. والله سبحانه وتعالى يقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23]. وكذلك دعاء الموتى من الأنبياء والصالحين أو غيرهم للشفاعة أو للتخليص من الشدائد. والله يقول: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ [النمل:62].
وبعضهم يتخذ ذكر إسم الشيخ أو الولي - مستغيثاً به - عادته وديدنه إن قام وإن قعد وإن عثر، وكلما وقع في ورطة أو مصيبة أو كربة، فهذا يقول: يا محمد، وهذا يقول: يا علي، وهذا يقول: يا حسين، وهذا يقول: يا بدوي، وهذا يقول: يا جيلاني، وهذا يقول: يا شاذلي، وهذا يقول: يا رفاعي، وهذا يدعو العيدروس، وهذا يدعو السيدة زينب، وذلك يدعو ابن علوان، والله يقول: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ [الأعراف:194].
وبعض عباد القبور يطوفون بها، ويستلمون أركانها، ويتمسحون بها، ويقبلون أعتابها، ويعصرون وجوههم في تربتها، ويسجدون لها إذا رأوها ويقفون أمامها خاشعين متذللين متضرعين سائلين مطالبهم وحاجاتهم من شفاء مريض أو حصول ولد أو تيسير حاجة، وربما نادى صاحب القبر: يا سيدي جئتك من بلد بعيد فلا تخيبني، والله عز وجل يقول: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [الأحقاف:5].
وقال النبي صلى الله علية وسلم: { من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار } [رواه البخاري].
وبعضهم يحلقون رؤوسهم عند القبور، وعند بعضهم كتب بعناوين مثل: مناسك حج المشاهد
ويقصدون بالمشاهد القبور وأضرحة الأولياء، وبعضهم يعتقد أن الأولياء يتصرفون في
الكون وأنهم يضرون وينفعون،
والله عز وجل يقول:
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ
بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ
[يونس:107].
تتمة الموضوع على هذا الرابط:
http://www.twbh.com/index.php/site/article/readal3kedah/