لا تسبوا الشيطان وتعوذوا من شره
قال الله تعالى : (1) { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف : 199 ، 200] ، وقال تعالى : (2){ ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ } [المؤمنون : 96 - 98] وقال تعالى : (3){ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [فصلت : 34 - 36].
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضى الله عنه قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِى بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ « قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَىْءٍ وَمَلِيكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِى وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ». قَالَ « قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ ».حديث صحيح رواه أبو دواد
وعَنْ أَبِى الْمَلِيحِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَعَثَرَتْ دَابَّتُهُ فَقُلْتُ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ « لاَ تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ وَيَقُولَ بِقُوَّتِى وَلَكِنْ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ ».سنن أبي داود
فعثرت : عثر الرجل في ثوبه يعثر والدابة ، ويقال للزلة عثرة لأنها سقوط في الإثم انتهى .
فقلت تعس: أي هلك ومثل هذا الكلام يوهم أن للشيطان دخلاً في مثل ذلك .
فقال لا تقل تعس الشيطان: التعس الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد الانحطاط، وفي الدعاء تعسا له وتعس وانتكس، فالتعس أن يخر لوجهه، والنكس أن لا يستقل بعد سقطته حتى يسقط ثانية وهي أشد من الأولى انتهى
تعاظم : أي صار عظيماً وكبيراً .
ويقول بقوتي : أي حدث ذلك الأمر بقوتي.
تصاغر: أي صار صغيراً وحقيراً ، وفي الحديث ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ، ولا أحقر ، ولا أدحر ، ولا أغيظ منه في يوم عرفة ، وما ذلك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام ، إلا ما رأى يوم بدر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر صَحِيح الْجَامِع : 7401 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3128
حديث أبى المليح : أخرجه النسائى فى الكبرى (6/142 ، رقم 10389) ، وأبو يعلى فى المعجم (1/83 ، رقم 71) ، والطبرانى (1/194 ، رقم 516) ، وقال الهيثمى (10/132) : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن حمران وهو ثقة . والحاكم (4/325 ، رقم 7793) ، والضياء (4/196 ، رقم 1412) وقال : إسناده صحيح . وأخرجه أيضًا : أبو داود (4/296 ، رقم 4982) ، وابن أبى عاصم فى الآحاد والمثانى (2/306 ، رقم 1068) . وفى الحديث أن أبا المليح عن أبيه قال كنت ردف رسول الله ( فعثر بعيرنا فقلت تعس الشيطان) .
حديث أبى تميمة عن رديف النبى : أخرجه أحمد (5/59 ، رقم 20610) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (4/302 ، رقم 5185) . وأخرجه أيضًا : الحاكم (4/324 ، رقم 7792) وقال : صحيح الإسناد . والضياء (4/197 ، رقم 1413) .