لو خرجت من جلدك لم أعرفك

 

يقال "المروزي" نسبة لمن الى مدينة مرو من خراسان، كما يقال مقدسي ونابلسي وبغدادي .يقول الجاحظ في كتاب البخلاء ومن أعاجيب أهل مرو ما سمعناه من مشايخنا يقولون :

 

أن المروزي يقول للزائر إذا أتاه: تغديت اليوم؟ فإن قال: نعم، قال: لولا أنك تغديت لغديتك بغداء طيبJ. وإن قال: لا، قال: لو كنت تغديت لسقيتك خمس أقداحJ. فلا يصير في يده على الوجهين قليل ولا كثير.

 

وقال رجل : لم أر الديك في بلدة قط إلا وهو لاقط، يأخذ الحبة بمنقاره ثم يلفظها قدام الدجاجة ، إلا ديكة مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب! J.

 

وقيل أن رجلاً من أهل مرو كان لا يزال يحج ويتجر، وينزل على رجل من أهل العراق، فيكرمه ويكفيه مؤنته. ثم كان كثيراً ما يقول لذلك العراقي: ليت أني رأيتك بمرو، حتى أكافئك لقديم إحسانك، وما تجدد لي من البر في كل زيارة ، فأما هاهنا فقد أغناك الله عنيJ.

 

قال: فعرضت لذلك العراقي بعد دهر طويل حاجة في تلك الناحية "مرو". فكان مما هون عليه مكابدة السفر، ووحشة الاغتراب، مكان صديقه المروزي هناك. فلما وصل مدينة مرو سأل عن مكان صاحبه المروزي فدل عليه ، فمضى نحوه في ثياب سفره في عمامته وقلنسوته وكسائه، ليحط رحله عنده، كما يصنع الرجل بثقته وموضع أنسه... فلما وجده قاعداً في أصحابه سلم وأكب عليه وعانقه، فلم يرحب به المروزي وكانه لا يعرفه ولم يره قطJ.

قال العراقي في نفسه: لعل إنكاره وعدم معرفته إياي لمكان القناع. فرمى بقناعته وابتدأ مسألته. فكان له أنكرJ. فقال: لعله أن يكون إنما أتي من قبل العمامة، فنزعها. ثم انتسب وجدد مسألته، فوجده أشد ما كان إنكاراًJ. قال: فلعله إنما أتي من قبل القلنسوة فخلعها J.

وعلم المروزي أنه لم يبق شيء يتعلق به المتغافل والمتجاهل ... فقال: لو خرجت من جلدك لم أعرفك! JJJ.

 

 

اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ

 

للإشتراك في مجموعة وبشر الصابرين  ارسل رسالة فيها " اشتراك "
wabshrsabreen@gmail.com