جعيفران الموسوس
قيل هو جعيفران بن علي
بن أصفر بن السريّ بن عبد الرحمن الأبناوي من ساكني سرّ من رأى ومولده ومنشؤه ببغداد
.وكان جعيفران أديباً شاعراً مطبوعاً وغلبت عليه المرة السوداء فاختلط وبطل في أكثر
أوقاته ومعظم أحواله ثم كان إذا أفاق ثاب إليه عقله وطبعه فقال الشعر .
من شعره :
استوجب العالَم مِني القتلا ... لمّا
شَعرت فرأوني فحلا
قالوا عليَّ كذِباً وبُطْــلاً ...
إنيَ مجنون فقَدتُ العقلا
قالوا المحال كذِباً وجهلاً ... أقبحْ
بهذا الفعل منهم فعلا
ويقول:
لستُ بِراضٍ من جَهول جهلا ... ولا مجــازيه بِفعل فِعلا
لكنْ أرى الصفح لِنفسي فضلا ... مَن يُرِد الخيرَ يجدْه سهلا
قيل اجتمع جعيفران الموسوس ومحمد بن يسير في بستان فنظر إلى
محمد بن يسير وقد انفرد ناحية للغائط ثم قام عن شيء عظيم خرج منه فقال جعيفران:
قد قلتُ لابن يَسِيرٍ
... لمّا رمَى من عِجانِهْ
في الأرض تَلَّ سَمادٍ
... عَلاَ على كُثْبانـهْ
طُوبَى لصاحب أرضٍ
... خَرِئْتَ في بُستانه
قال فجعل ابن يسير يشتم جعيفران ويقول أي شيء أردت
مني يا مجنون حتى صيرتني شهرة بشعرك
J
.
قال الجاحظ: كان جعيفران الموسوس يماشي رجلاً من إخوانه
على قارعة الطريق، فدفع الرجل جعيفران على كلب ! .
فقال جعيفران: ما هذا ؟
قال الرجل: أردت أن أقرنك به.
قال: فمع من أنا أمشي منذ الغداة ؟
J.
المراجع : العقد الفريد/ الاذكياء/الأغاني/ جمع الجواهر/عقلاء المجانين.