الطواعين المشهورة في الإسلام
كما هو منقول في شرح النووي على مسلم وغيره في كتب التاريخ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ في سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ « إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِى إِذًا لَقَلِيلٌ ». قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « مَنْ قُتِلَ في سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ في سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ في الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ ».صحيح مسلم
قيل كانت الطواعين المشهورة في الاسلام خمسة: طاعون شيرويه بالمدائن على عهد النبى صلى الله عليه و سلم في سنة ست من الهجرة
ثم طاعون عمواس وكان بالشام سنة ثماني عشرة في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعمواس قرية في فلسطين بين الرملة وبيت المقدس مات فيه خمسة وعشرون ألفا.
وكان بالكوفة طاعون سنة خمسين وهو الذى مات فيه المغيرة بن شعبة.
ثم طاعون الجارف في زمن ابن الزبير في شوال سنة تسع وستين وسمى الجارف لكثرة من مات فيه من الناس .. هلك في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفا وأصبح الناس في اليوم الرابع موتي إلا قليل من آحاد الناس ، مات فيه لأنس بن مالك رضى الله عنه ثلاثة وثمانون ابنا ومات لعبد الرحمن بن أبى بكرة أربعون ابنا .
ثم طاعون الفتيات " الجواري " لأنه بدأ بالعذارى وذلك في شوال سنة سبع وثمانين بالبصرة وواسط والشام والكوفة.
ثم كان طاعون في سنة احدى وثلاثين ومائة في رجب واشتد في شهر رمضان فكان يحصى في سكة المربد في كل يوم ألف جنازة أياما ثم خف في شوال .
وقال علي بن القاسم: حدثني رجل قال: رأيت في المنام أيام الطاعون كأنه أخرجت من داري اثنتا عشرة جنازة وأنا وعيالي اثنا عشر، فمات منا أحد عشر وبقيت وحدي ، فقلت في نفسي: أنا تمام العدة ، فخرجت من الدار ثم رجعت من غد إليها فإذا لص قد دخل للسرقة فطعن في الدار فمات، فأخرجنا جنازته.
ورأى نافع رجلاً قد خرج من البصرة على حمار فرقاً من الطاعون ، وكان نافع يعرفه فقال: انظروا يفر من الله على حمار.
قال أبو الحسن: بلغني أن رجلاً نبش في الطاعون قبراً فأخرج الميت من قبره وأخذ ثيابه فطعن من ساعته فمات فوجد والثياب معه.
وقال رجل : تزوجت امرأة فدخلت بها ليلة الاثنين، وأصبحت غادياً من عندهم وهي عند أبيها وأمها وأختها وخادمهم، فعدت إليهم يوم الجمعة فلم يبق منهم أحد.
وذكر الحافظ أبو نعيم الاصبهاني قصة عجيبة : عن رجل يكنى أبا النفيد، وكان قد أدرك من هذا الطاعون، قال: كنا نطوف بالقبائل وندفن الموتى، فلما كثروا لم نقوى على الدفن، فكنا ندخل الدار وقد مات أهلها فنسد بابها عليهم.. قال فدخلنا دارا ففتشناها فلم نجد فيها أحدا حيا فسددنا بابها.. فلما مضت الطواعين بعد أشهر ..كنا نطوف فنفتح تلك السدد عن الابواب، ففتحنا سدة أحد الدار التي كنا سددناها فإذا نحن بصبي يحبو في وسط الدار طري دهين ، وكأنما أخذ من حجر أمه ، قال: فبينما نحن وقوف على الغلام نتعجب منه إذ دخلت كلبة من شق في الحائط فجعلت تلوذ بالغلام فتربض ناحية الدار ويحبو إليها والغلام حتى مص من لبنها، قال معدى: وأنا رأيت ذلك الغلام في مسجد البصرة وقد قبض على لحيته .