الاسراف والتبذير

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴿٢٦﴾ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿٢٧﴾ " سورة الإسراء "

 

عن المغيرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات . وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال . متفق عليه  

 

قوله : " مَنْعاً " مَعنَاهُ : مَنْعُ مَا وَجَب عَلَيهِ . وَ" هَاتِ " : طَلَبُ مَا لَيْسَ لَهُ . وَ" وَأْد البَنَاتِ " مَعنَاهُ : دَفنُهُنَّ في الحَيَاةِ ، وَ" قيلَ وَقالَ " مَعْنَاهُ :الحَديث بكُلّ مَا يَسمَعهُ ، فيَقُولُ : قِيلَ كَذَا ، وقَالَ فُلانٌ كَذَا مِمَّا لا يَعْلَمُ صِحَّتَهُ ، وَلا يَظُنُّهَا ، وَكَفَى بالمَرْءِ كذِباً أنْ يُحَدّثَ بكُلِّ مَا سَمِعَ . وَ" إضَاعَةُ المَال " : تَبذِيرُهُ وَصَرفُهُ في غَيْرِ الوُجُوهِ المأذُونِ فِيهَا مِنْ مَقَاصِدِ الآخِرةِ وَالدُّنْيَا ، وتَرْكُ حِفظِهِ مَعَ إمكَانِ الحِفظِ . وَ" كَثْرَةُ السُّؤَال " : الإلحَاحُ فيما لا حَاجَة إِلَيْهِ .

 

 

وقال تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " [الأعراف:31]

 

قال ابن عباس: كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة. قال علي بن الحسين بن واقد: قد جمع الله الطب كله في نصف آية فقال: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا".

 

لو مات ما صليت عليه

وعن أَبي كريمة المقدام بن معد يكرِبَ رضي الله عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاء شَرّاً مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فإنْ كانَ لا مَحالةَ فثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسه " رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

 

روي أن سمرة بن جندب رضي الله عنه سأل عن ابنه فقيل له: بشم البارحة؟ قال: بشم؟  قالوا: نعم قال: أما إنه لو مات ما صليت عليه.

وقال العلماء: من الإسراف: الأكل بعد الشبع.

وقال لقمان لابنه: يا بني لا تأكل شبعاً فوق شبع فإنك إن تنبذه للكلب خير من أن تأكله. نقلا عن أيسر التفاسير

البَشَمُ : التُّخَمة ،  أكثر من الطعام حتى اتخم و سئمه فهو بشم.