أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) } "البقرة".
ويقول تعالى : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنَ الساجدين } [ الحجر : 97 - 98 ]
أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور { وَإِنَّهَا } أي: الصلاة { لَكَبِيرَةٌ } أي: شاقة { إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ } فإنها سهلة عليهم خفيفة؛ لأن الخشوع، وخشية الله، ورجاء ما عنده يوجب له فعلها، منشرحا صدره لترقبه للثواب، وخشيته من العقاب، بخلاف من لم يكن كذلك، فإنه لا داعي له يدعوه إليها، وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه. تفسير السعدي
{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ } أي واستعينوا في كل أموركم بالصبر والصلاة على ما يستقبلكم من أنواع البلاء بجميع أنواعه, واعلم أن ترتيبه جل وعلا في آية الحجر الأمر بالتسبيح والسجود على ضيق صدره صلى الله عليه وسلم بسبب ما يقولون له من السوء دليل على أن الصلاة والتسبيح سبب لزوال ذلك المكروه .
وأنت إذا أصبت بشيء يحتاج إلى صبر فاصبر وتحمل واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً وأما الصلاة فإنها تعين على الأمور الدينية والدنيوية حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر عنه أنه إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة . رياض الصالحين
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ».و كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى.