علاج المعيون والمحسود بالرقية
العين والحسد "19"
ذكرنا في رسالة سابقة علاج العين بأخذ الأثر من العائن ولكن إذا لم يعرف العائن أو لم يتمكن المعيون من أخذ أثره ، نلجأ إلى رقية المعيون بالرقى والتحصينات الشرعية ، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :" لا رقية إلا من عين أو حمة " حديث صحيح رواه الترمذي . ومعناه لا رقية أولى وأنفع من رقييتهما وهذا كما قيل لا فتى إلا علي. ... الحمة : السم ، اللدغة "لدغة العقرب وذوات السموم"
والرقية تكون إما بالقرآن مثل سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ صحيح البخاري أو بالادعية المأثورة فعَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ . صحيح مسلم
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ".صحيح البخاري
ورقى صلى الله عليه وسلم سهل بن حنيف فقال اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا ، وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ قَالَتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ.
ويجوز رقية المعيون والمحسود بأي دعاء لا شرك فيه وموافقا لشروط الرقية الشرعية كأن يقول المريض الله اشفني من العين والحسد اللهم اصرف عني صداع الحسد وضيقة العين ونفور العين وأمراض العين وأوجاع العين اللهم أخرج العين من صدري واصرف الحسد عن تجلرتي وعن بيتي وزوجي وأبنائي ... الخ . وللراقي أن يجمع بين الرقية بالقرآن والدعاء.
والرقية يقرأها المريض بنفسه أو يقرأها عليه غيره وتقرأ على المعيون مباشرة وتقرأ على زيت الزيتون ليأكله ويدهن به وعلى الماء ليشرب منه ويغتسل به ، أو أن يضعه في حوض ويضيف عليه من الماء ما يعم به جميع بدنه ويجلس فيه لمدة ربع ساعة أو نحوها ويمكن أن يضاف اليه السدر والملح والشب أو بعضها .
وينبغي على المصاب بالحسد أن يداوم على قراءة هذه الرقية "مع تكرار قراءة آيات العين والحسد" بنية الشفاء وحبذا لو مرة في الصباح واخرى في المساء وأن يكثر من الدعاء حتى يزول البلاء بإذن الله تعالى . المهم العزم ومواصلة الرقية حتى يأذن الله بالشفاء .
ومن خلال التجربة والمتابعة لكثير من الحالات التي تشتكي من العين خاصة تبين أن للاغتسال بالماء الذي قرئ عليه الرقية أثراً عجيباً في صرف العين ، خصوصا إذا كان الاغتسال في المغطس والجلوس فيه لمدة ربع ساعة أو نحوها يوميا إن أمكن ذلك ، بمعنى أن تخمر الأعشاب في الماء المنفوث عليه في إناء لمدة ربع ساعة أو نحوها ، ثم تضاف الى الماء الذي في المغطس حتى يغطي كافة الجسد ، ويصب المريض منه على رأسه وهو جالس في المغطس فيكون تأثيره أقوى ، ويمكن أن يضاف إلى الماء زيت الزيتون ، الملح ، الشب , الفاسوخ ، ورق السدر الأخضر المدقوق أو ورق السدر الناشف المطحون ، السذاب بعد طحنه " استخدم الموجود ولو الماء فقط ".
ومن طرق الاغتسال ما ذكره الشيخ محمد الرومي " متخصص في تاويل الرؤى " وتعرف "بخلطة الرومي" : كيلو سدر مطحون + كيلو شبة مطحونة + كيلو ملح مطحون .
تخلط وتقسم سبعة أقسام متساوية من أجل استخدامها في سبعة أيام.
كل قسم يذاب في خمس ليترات ماء ويستحم به المريض بعد صلاة العصر بنصف ساعة أو ساعة ويتركه على جسمه لمدة ساعتين أو ساعة ونصف يذكر خلالها أذكار المساء ويدعو الله تعالى .. بعدها يغتسل لينظف جسمه من آثار الأعشاب . أ.هـ
ولكني أحب أن أنبه إلى عدم تقيد العلاج بسبعة أيام فلا حرج من استخدامها لمدة شهر أكثر أو أقل إذا كان المريض محتاجاً لذلك ، وكذلك عدم تقيدها بالوقت بل يمكن للمريض أن يغتسل في أي وقت من ليل او نهار ، وحبذا لو استخدم المغطس " البانيو " والجلوس فيه لمدة ربع أو نصف ساعة أو نحوها عوضا عن الاغتسال وهو الأفضل فيما أرى ، وفي كلا الحالتين احرص على ان لا يدخل شيء من الأعشاب في العينين ولو حصل فبادر بغسلهما بالماء .
ولا مانع من الاغتسال بالماء الذي قريء عليه شيء من القرآن في دورات المياه، هذا على وجه الإباحة لا على وجه الاستحباب والوجوب ، ومن المعلوم أن ماء زمزم أعظم بركة منه ويغتسل به .