العين الحاسـدة
يقول الله تعالى :{ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (31)} " النساء" ويقول سبحانه :{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) }" النساء"
أتدري على من أسأت الأدب |
|
أسأت على الله في حكمه |
لأنـك لم ترض لي ما وهب |
ذكرنا في رسائل سابقة العين المعجبة والتي تكون بسبب الإعجاب والعين القاتلة والتي تخرج ممن لديه الطافة والقدرة الى المراد إصابته بقصد الضرر به وذلك بإختيار وإرادة العائن ، مع العلم أن كل أنواع العين قد تفضي الى الموت .
أما العين الحاسدة فهي من الحسد والذي هو تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود.
فالعين الحاسدة سهام تخرج من نفسٍ حاسدةٍ خبيثة ، صاحبها خبيث الطبع كذوات السموم مثل العقارب والحيات ، باعثها الاستحسان المشوب بالصفات الذميمة كالغيرة والحقد والكراهية والحسد ، وتؤثر بالمحسود أو شيئا يخصه ولو بغير إرادة ومشيئة ومعرفة الحاسد وهذا هو الفارق بينها وبين العين القاتلة .
يقول ابن القيم في الزاد : فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة ، وتقابل المحسود ، فتؤثر فيه بتلك الخاصية ، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى ، فإن السم كامن فيها بالقوة ، فإذا قابلت عدوها ، انبعثت منها قوة غضبية ، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية .
يقول الشاعر:
عين الحسود عليك الدهر حارسه ... تبدى مساويك والإحسان يخفها
فاحذر حراستها واحذر تكشــــــفهـا ... وكــــــن على قدر ما توليك توليهـا
وقال آخر :
وأقــل جوادك عثرة ندرت له ... إن الجواد لمن يقيـل العاثرا
وتوق من عين الحسود وشرها ... لا كان ناظرها بسوء ناظـرا
وقال آخر :
باليمن مقرون المدى وبنيه أقمار ... السرى في أوج دائرة السعود
وليهن مع أشباله داموا ملاذاً ... للورى سخنت بهم عين الحسود