النهي عن الحلف بمخلوق

كالنبي والكعبة والملائكة والسماء والآباء والحياة والروح والرأس وحياة السلطان ونعمة السلطان وتربة فلان والأمانة ، وهي من أشدها نهياً

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( إنَّ الله تَعَالَى يَنْهَاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ ، فَمَنْ كَانَ حَالِفاً ، فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ ، أَوْ لِيَصْمُتْ )) . متفق عَلَيْهِ . وفي رواية في الصحيح : (( فَمَنْ كَانَ حَالِفاً فَلاَ يَحْلِفْ إِلاَّ بِاللهِ ، أَوْ لِيَسْكُتْ )) .

 

وعن بُريدَةَ رضي الله عنه : أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( مَنْ حَلَفَ بِالأمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا )) حديث صحيح ، رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يقُولُ: لاَ وَالكَعْبَةِ ، فَقَالَ ابنُ عُمَرَ : لاَ تَحْلِفْ بَغَيْرِ اللهِ ، فَإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ : (( مَنْ حَلَفَ بِغَيرِ اللهِ ، فقد كَفَرَ أَوْ أشْرَكَ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

 

وهو شرك أصغر إلا إذا كان المحلوف به معظَّما عند الحالف إلى درجة عبادته له فهذا شرك أكبر . كما هو الحال اليوم عند عُبَّاد القبور ، فإنهم يخافون من يعظمون من أصحاب القبور أكثر من خوفهم من اللّه وتعظيمه ، بحيث إذا طلب من أحدهم أن يحلف بالولي الذي يعظمه لم يحلف به إلا إذا كان صادقا ، وإذا طلب منه أن يحلف باللّه حلف به وإن كان كاذبا .

فيحرم الحلف بغير الله ، فلا يجوز الحلف بالنبي أو بالكعبة ولا بأبي، ولا بحياتي، ولا بحياتك ، ولا بشرفي، ولا بتربة أبوي، أو بقبر والدي.

 

ـــــــــــــــــــــ

الحلف معناه : اليمين وهو تأكيد الشيء بذكر معظم ، والإنسان لا يحلف بشيء إلا لأنه معظم في نفسه فكأنه يقول : بقدر عظمة هذا المحلوف به إني صادق ، ولهذا كان الحلف بالله عزوجل .