التحرز من سوء الظن
روى البخاري في صحيحه عن عَلِي بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي رواية "فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا" فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا .
رَفِيعِ عِمادِ البيتِ، يستر عرضه *** من الذمّ، ميمونِ النقيبة ِ خضرمِ
جوادٍ على العلاتِ، رحبٍ فناؤهُ *** متى يُسألِ المعروفَ لا يتجهّمِ
يذكر أهل العلم أنه ينبغي ألا يقف المسلم في مواقف الريبة ولا في مواقف التهمة حتى ولو كان أطهر من ماء الغمام لأن النفوس يشرع إليها الشك والقلوب تنتابها الأوهام .
فيستحب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس وطلب السلامة والاعتذار بالأعذار الصحيحة وأن يزيل كافة أسباب ظن السوء من القلوب ويحفظ نفسه وغيره من وساوس ومكائد الشيطان فإنه يجرى من الانسان مجرى الدم نعوذ بالله من وساوسه وشره .
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مـــــــــذهب
لئن كنت قد بلغت عني خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب
الريبة : قلق النفس وأن لا تطمئن إلى الأمر .