كوكبة الجبار

كوكبة الجبار " الجوزاء " Orion

من الكواكب الجميلة الملفتة للأنظار

 " الجوزاء " يطلق على ما يعرف اليوم باسم كوكبة " الجبار " ، أو الصياد ، أما ما يطلق عليه الناس اليوم اسم برج " الجوزاء " ؛ فانه عند علماء الهيئة المسلمين كان معروفا باسم برج " التوأم " .

 

قال الحسين بن يونس الحاسب في كتابه في هيئة الصور الفلكية ‏:‏

والناس مخطئون في ذلك " يقصد : إطلاقهم اسم الجوزاء على برج التوأم " ؛ وإنما الجوزاء هي الصورة المعروفة بالجبار " كوكبة الجبار " في الصور الجنوبية ... وقدم التوأم الأيمن بعض كواكب الجبار التي على تاجه‏‏ .

 

والهقعة : وهي رأس كوكبة الجوزاء " الصياد " أو " الجبار " .

وسميت الهقعة تشبيهاً بدائرة تكون في عنق الفرس .

 وقد يقال للدابرة يكون الشق الفرس الهقعة .

وهي تكره ، يقال فرس مهقوع .

وهي على أعلى القدم اليسرى من برج التوأم " الجوزاء " ‏.

حكي عن ابن عباس أنه قال لرجل طلق زوجته :

عدد نجوم السماء يجزئك منها هقعة الجوزاء .

وقد عرفت كوكبة الجوزاء قديما ، قبل عام 2703 قبل الهجرة " 2000 قبل الميلاد " ،أو ما يزيد عن ذلك .. حيث عرفها الكلدانيون ، وأطلقوا عليها اسم " تموز " .

 وعرفها قدماء المصريين باسم " حورس " ، ابن الشمس ... وفي الأدب اليوناني القديم عرفت باسم " أوريون " ، ابن الإله _ المزعوم _ نبتون .

 فقد تخيلوها تمثل قوام جبار ، ضخم ، صياد _ لذا فهي تدعى أحيانا بكوكبة الصياد _ له منكبان عريضان يمتدان بين نجمي إبط الجوزاء في الكتف اليمنى ، والمرزم في الكتف اليسرى ، ذي القدر الثاني . ويلتف على وسطه نطاقه المرصع بثلاثة نجوم زرقاء متساوية في اللمعان ، من القدر الثاني .

 

وقد عرفها علماء الهيئة المسلمين ، وأطلقوا الأسماء العربية على جميع نجومها اللامعة ..وأطلقوا على النجم الأوسط من حزام الجبار ، الواقع على خط الاستواء السماوي اسم " النيلم " . ويتدلى من " النيلم " سيف ، ينتهي طرفه بنجم السيف " من القدر الثاني " يحمل في يده اليمنى هراوة ضخمة يطارد بها الحيوانات التي تفر مذعورة في كل اتجاه حوله ... ولذلك تصوروا حوله مجموعات من حيوانات الصيد ، كبرج الكلب الأكبر ، والكلب الأصغر ، والثور ، وكوكبات :  وحيد القرن ، الأرنب ، والحمامة .

 وأشهر نجوم هذه الكوكبة نجم " إبط الجوزاء " ، وهو نجم من القدر الأول يكبر الشمس بنحو " 340 " مرة .ويبلغ قطره " 290 " مليون ميل ، أي أن قطره يساوي قطر مدار الأرض حول الشمس  ... وأخيرا فان هذه المجموعة تعتبر درة من درر السماء . فهي أنصع ، وأجمل مجموعة في السماء ، وجميع نجومها ساطعة من الدرجة الأولى ، بأسمائها العربية .

 

مثل :

إبط الجوزاء : في كتف الجبار اليمنى ، " من القدر الأول " .

المرزم : في كتف الجبار اليسرى " من القدر الثاني " .

النيلم : النجم الأوسط من حزام الجبار " من اقدر الثاني " .

الرجل : طرف قدم الجبار اليسرى " من القدر الثاني " .

السيف : سيف الجبار " من القدر الثاني " .

النطاق : حزام الجبار " من القدر الثاني " .

الهقعة : رأس الجبار " ثلاثة نجوم من القدر الرابع " .

 

وقد أشتق اسم " المرزم " من قول العرب :" رزم الشتاء رزمة " .أي بمعنى " برد " ... حيث أن نجم المرزم يظهر مساءا مع كوكبة الجوزاء ، وكوكبة الكلب الصغير في أشهر فصل الشتاء .

وأم مرزم : الشمال ، أو الريح . 

والمرزمان : نجمان ، أحدهما مع الشعرى الغموص ، والآخر مع كوكبة الجوزاء " الجبار " ..

 

1 - الشعرى الغميصاء " الغموص " :

وهي التي تسمى بالشعرى " الشامية " .

والشعرى الشامية ، نجم ساطع جدا ، يظهر بلون أصفر ، وهو النجم الرئيس في كوكبة الكلب الصغير .

ويصحب نجم الشعرى الشامية ؛ نجم صغير ، أحمر اللون ، خافت الضوء ، يدور معها .. يطلق عليه اسم " المرزم " .

وأحيانا يضاف إليه لقب الذراع " لتمييزه عن نجم المرزم الموجود في كتف الجبار اليسرى " ، فيقال :

" مرزم الذراع " .والذراع : هي ، ذراع الأسد المبسوطة .

وهي كوكبة " الكلب الصغير " ، ونجمها الرئيس " الشعرى الشامية " .

 

 

 2 – كوكبة الجوزاء " الجبار " :

كوكبة الجوزاء ، هي الجبار ، ويسمى النجم الموجود في الكتف اليسرى للجبار اسم " المرزم " .

والمقصود هنا بنجم المرزم " الذي سمى هذا النوء باسمه " هو مرزم " الشعرى الغميصاء " .

لأن مرزم الجوزاء لا نوء له وليس من المنازل ، وقد ذكرا جميعاً بالنوء على ذكر الشعريين والسماكين .

 

قال جدار :

أحتبك جد المرزمين *** متى ينجدا بنـوال تـغـورا

ونوء المرزم يشتمل على منزلة واحدة من منازل الشمس و القمر هي : منزلة الذراع .

" ما ذكر أعلاه من كتاب مصابيح الضياء "

 

وتقول الأساطير أن الشعرى اليمانية Sirius وهي من ألمع نجوم السماء في الشتاء وقد ذكرها القرآن الكريم في سورة النجم في قوله تعالى:" وأنه هو رب الشعرى"  فتزعم الأسطورة أن هذا النجم قد عبر نهر المجرة وهو المعروف بالطريق اللبني أو درب التبان مع الحبيب نجم سهيل Canopus ولهذا تسمى بالشعرى العبور، ولم تستطع أختها الشعرى الشامية Procyon اللحاق بها فبكت حتى تقرحت عيناها من فرط البكاء وبقيت على طرف المجرة ولهذا تسمى بالغميصاء أي متقرحة العينين من البكاء فالشعرى العبور مالت نحو الجنوب من السماء أي جهة اليمن فهي اليمانية والغميصاء مالت نحو الشمال أي جهة الشام فهي الشامية.

 

قلت:المشهور عند عامة الناس بأن المرزم هو نجم الشعرى اليمانية يقول ابن كثير في تفسيره سورة النجم : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد ، وغيرهم : هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له : "مِرْزَم الجوزاء" كانت طائفة من العرب يعبدونه.

 

ويقول السعدي :{ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } وهي النجم المعروف بالشعرى العبور، المسماة بالمرزم، وخصها الله بالذكر، وإن كان رب كل شيء، لأن هذا النجم مما عبد في الجاهلية، فأخبر تعالى أن جنس ما يعبده المشركون مربوب مدبر مخلوق، فكيف تتخذ إلها مع الله .

ويقول البغوي في تفسيره : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } وهو كوكب خلف الجوزاء وهما شعريان، يقال لإحداهما العبور وللأخرى الغميصاء، سميت بذلك لأنها أخفى من الأخرى، والمجرة بينهما. وأراد هاهنا الشعرى العبور، وكانت خزاعة تعبدها، وأول من سن لهم ذلك رجل من أشرافهم يقال له أبو كبشة عبدها، وقال: لأن النجوم تقطع السماء عرضًا والشعرى طولا فهي مخالفة لها، فعبدتها خزاعة.

 

 

يقول ابن منظور في لسان العرب :

قوله تعالى وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى الشعرى كوكب نَيِّرٌ يقال له المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ وطلوعه في شدّة الحرّ تقول العرب إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى وهما الشِّعْرَيانِ العَبُورُ التي في الجوزاء والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع تزعم العرب أَنهما أُختا سُهَيْلٍ وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ وعبد الشِّعْرَى العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية ويقال إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها فأَنزل الله تعالى وأَنه هو رب الشعرى أَي رب الشعرى التي تعبدونها وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت في أَحاديثها إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ .

 

يقول راشد الخلاوي :

وإلـى مضـي خمـسٍ وعشـــــــريـن ليـلـه *** يـطـلـع لـــك الـمــرزم كـقـلــب الــذيــب

وإلـى مضـي خمـسٍ وعشـريـن ليـلـه *** يطلـع لــك سهـيـل مـكـذب الحسـيـب

 

ويقول محمد العبدالله القاضي :

ويظهـر ذراع الليـث هــو الـمـرزم الــذي*** كـمــا مـشـعـل الـســاري بـنــوره تـشـاعـق

يــرفــرف بــنــورة كــــل مــابــان واخـتـفــى ***  كــمــا عــيــن عـمـهــوج غــنـــوج لـعــاشــق

 

قال ابن كُناسَةَ المِرْزَمان نجمان وهما مع الشِّعْرَيَيْنِ ومنهم من جعل المرزم نجمان مع الشعريين ، ففي القاموس المحيط والمِرْزَمانِ : نَجْمَانِ مع الشِّعْرَيَيْنِ .

وعند ابن قتيبة في ادب الكتاب : " الشِّعْرَيَان " إحداهما " العَبُور " وهي في الجَوْزاء، والأخرى " الغُمَيْصَاء " ومع كل واحدة منهما كوكب يقال له " المِرْزَمُ " فهما مِرْزَمَا الشِّعْرَيَيْن.


وفي المهجم الوسيط :( المرزم ) اسم لعدد من النجوم أشهرها مرزمان هما الشعريان العبور و الغميصاء و أم مرزم الريح أو ريح الشمال الباردة لأنها تأتي بنوء المرزم و معه المطر و البرد.

 

وفي كتاب العين للفراهيدي : يقال للسماك الرامح  " السَّماكُ المِرْزَم " ، والأعزل من السمّاكين : الذي ينزل به القمر والسمّاك الآخر هو السمّاك المرزم الذي لا ينزل به القمر لأنّه ليس على مجراه وهو السمّاك الرامح.

 

وذكر صاحب كتاب الأنواء ومنازل القمر أن العرب تطلق اسم المرزم على كل نجم نير يتقدمه نجم صغير ، والمشهور منها ثلاثة هي مرزم الشعرى اليمانية ومرزم الجوزاء وهو كتف الجبار ومرزم الشعرى الشامية ، وإذا اطلق المرزم في الأنواء فالمقصود به الشعرى الشامية لأنها من منازل القمر ولها نوء دون غيرها.

 

 

الرجوع الى الصفحة الرئيسية