مصطلحات فلكية
أولا : السنة الضوئية :
هي وحدة مبتكرة ، لقياس أبعاد النجوم . فمن المعروف أن سرعة الضوء تساوي ( 000 ,
186 )
ميل في الثانية أي نحو 600 , 297 كيل في الثانية . وهذا ما يعادل ( 300 مليون متر
في الثانية ) .
لذلك فلو صدر شعاع ضوء من جسم معين ، فانه خلال سنة زمنية كاملة ، يقطع بهذه السرعة
مسافة تعادل :
000000 , 865396 , 5 ميل أي نحو ( 6 مليون مليون ) ميل ! وهو ما يعادل
(000000 , 385000 , 9 كيل ) ، أي نحو ( 9 مليون مليون كيل )
ثانيا : أبعاد النجوم :
تقاس المسافة التي تفصل بين الكرة الأرضية والنجوم بمقياس ( السنة الضوئية ) .
. ومن المعروف أن أقرب النجـوم إلى كوكب الأرض هو نجم( الأقرب القنطوري ) أو (
الفاقنطوري ) وهو يقع على مسـافة ( 2 , 4 ) سنـة ضوئية تقريبا أي ( 000000 , 000000
, 25 ميل ) تقريبا أي نحو ( 40 مليون مليون كيل ) .
وهذا يعني أن بعد أقرب النجوم إلى الأرض ، يزيد على بعد الشمس ( 300 ألف مرة ) ! .
ثالثا : أحجام النجوم :
من أروع الأمثلة على كبر أحجام كثير من النجوم ، أن نجم ( إبط الجوزاء ) يبلغ قدر
حجم الشمس( 25 مليون مرة ) ! .
والنجم المعروف باسم ( قيطس ) يكبر حجمه حجم الشمس بنحو ( 30 مليون مرة ) ! .
رابعا : القدرة الشمعية للنجوم :
وهو المقدار الذي يعادله شدة الضوء الصادر من النجم ، شدة الضوء الصادر عن عدد معين
من الشموع . وعلى ذلك فان القدرة الشمعية للشمس تعادل ( 3000 مليون مليون مليون
مليون ) شمعة !
بينما القدرة الشمعية لألمع نجوم السماء نجم ( الشعرى اليمانية ) تفوق قدرة الشمس
الشمعية بنحو ( 26 مرة ) .
تم تصغير هذه الصورة آليا. إضغط على هذا الشريط لتشاهدها بحجمها الحقيقي. الأبعاد
الأصلية 960x720 والحجم 51KB.
خامسا : أقدار النجوم :
هي درجات لمعان النجوم ، وهي تقسم إلى ( 23 قدرا ) ، والعين المجردة لا تستطيع أن
ترى من النجوم إلا ماكانت من الأقدار الستة الأولى فقط .
فأقل النجوم خفوتا ، تنتمي إلى القدر السادس ، أما التي من القدر الخامس ، فيزيد
لمعانها عنها مرتين ونصف المرة والتي من القدر الرابع أشد لمعانا من سابقتها في
القدر مرتين ونصف المرة ، وهكذا ..حتى نجد أن نجوم القدر الأول تزيد عن نجوم القدر السادس في اللمعان ( 100 ) مرة .
وعلى ذلك يكون حساب أقدار لمعان النجوم بالشكل التالي :
1 – نجوم القدر الأول : نسبة لمعانها ( 100,00 ) .
2 – نجوم القدر الثاني : نسبة لمعانها ( 39,80 ) .
3 – نجوم القدر الثالث : نسبة لمعانها ( 15,85 ) .
4 – نجوم القدر الرابع : نسبة لمعانها ( 6,31 ) .
5 – نجوم القدر الخامس : نسبة لمعانها ( 2,51 ) .
6 – نجوم القدر السادس : نسبة لمعانها ( 1.00 ) .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن :
أ - نجوم القدر ( 0 ) أشد لمعانا من نجوم القدر الأول .
ب - نجوم الأقدار السالبة ( - ) أكثر لمعانا من نجوم الأقدار الموجبة ( + ) .
وعليه فان نجم ( الشمس ) يبلغ قدر لمعانها ( - 26,7 ) .
وقدر لمعان كوكب القمر ( - 12,6 ) .
وقدر لمعان نجم الشعرى اليمانية ( ألمع نجم في السماء ) في كوكبة الكلب الكبير ( -
1,6 ) .
وقدر لمعان نجم ( سهيل اليمن ) في كوكبة السفينة ( - 0,86 ) .
وقدر لمعان نجم ( قلب العقرب ) في برج العقرب ( 1,22 ) .
وقدر لمعان نجم ( قلب الأسد ) في برج الأسد ( 1,34 ) .
وقدر لمعان نجم ( الدبران ) في برج الثور ( 1,06 ) .
وقد لمعان نجم ( مؤخر التوءمين ) في برج الجوزاء ( 1,21 ) .
وقدر لمعان نجم ( السماك الأعزل ) في برج العذراء ( 1,21 ) .
وقدر لمعان نجم ( إبط الجوزاء ) في كوكبة الجبار ( 1,4 ) .
وعند التفكير في ( أقدار النجوم ) لا بد من الإحاطة بأن مدلولها ظاهري فقط ، إذ أن
عامل البعد له ارتباط وثيق بمقدار درجة اللمعان .
فرب نجم خافت لو زاد قربه من كوكب الأرض .. لزاد قدره عشرات المرات .
ولذلك فان للفلكيين بعد قياسي وهمي يبلغ مقداره ( 32,6 ) سنة .
وتقاس درجة لمعان كل نجم عند هذا المقياس ، وتسمى عندئذ ( القدر المطلق ) .
وألمع نجوم السماء في نصف الكرة الشمالي عددها ( 20 نجما ) ، أشدها لمعانا ( الشعرى
اليمانية ) في كوكبة الكلب الكبير .
سادسا : ألوان النجوم :
النجوم هي عبارة عن غازات ملتهبة ، مشتعلة ، يتم فيها الاحتراق ذاتيا .
تظهر النجوم للناظر إليها بالعين المجردة ذات لألوان مختلفة .. منها : الأبيض ناصع
البياض ، والأصفر ، والأحمر ، والأزرق .
وسبب اختلاف درجة اللون هو اختلاف درجة حرارة النجم نفسه ، ولذلك استدل من درجة
اللون على درجة الحرارة على سطح النجم .
وقسم العلماء النجوم من حيث ألوانها إلى ست مراتب ، هي :
1 – مرتبة النجوم الزرقاء .
2 - مرتبة النجوم الخضراء .
3 – مرتبة النجوم البيضاء .
4 – مرتبة النجوم الصفراء .
5 – مرتبة النجوم البرتقالية .
6 – مرتبة النجوم الحمراء .
وقسموا كل مرتبة منها إلى عشرة أقسام فرعية ، بحسب درجات لون نجوم القسم نفسه .
سابعا : حرارة النجوم :
وأشد هذه النجوم حرارة النجوم ذات اللون الأزرق ، مثل نجم ( الشعرى اليمانية ) ،
ونجم النسر الواقع ( فيقا ) و نجوم حزام الجبار ( النيلم ) الثلاثة . وتمتاز
بالحرارة العالية جدا ، حيث تتراوح درجة حرارة سطحها بين ( 23000 - 39000 ) درجة
مئوية .
وتلك الحرارة العالية ، والاحتراق الداخلي الشديد أكسباها اللون الأزرق .
ثم النجوم ذات اللون الأخضر ، مثل نجم ( السهى ) ، وهو نجم صغير مرافق لنجم المئزر
( العناق ) في كوكبة الدب الأكبر .
ثم النجوم ذات اللون الأبيض ، مثل : نجم ( الطائر ) ، ونجم ( ذنب الدجاجة ) ، ونجم
( فم الحوت ) .
ثم النجوم ذات اللون الأصفر ، مثل نجم ( الشمس ) ، ونجم ( العيوق ) ، ونجم ( السماك
الرامح ) .
وتبلغ درجة حرارة داخلها مليونا ( 2,000,000 ) درجة مئوية ، ودرجة حرارة سطحها
حوالي ( 6000 ) درجة مئوية .
ثم النجوم ذات اللون البرتقالي ، مثل : نجم ( التوءم المؤخر ) .
وأقلها حرارة النجوم ذات اللون الأحمر ، مثل نجم ( قلب العقرب ) ، ونجم ( الدبران )
، ونجم ( منكب الجوزاء ) .
وتتراوح درجة حرارة سطحها بين ( 1400 - 2000 ) درجة مئوية .
ثامنا : كوكبات النجوم :
أطلق الفلكيون المسلمون على مجموعات النجوم اللامعة وتشكيلاتها اسم ( الكوكبات ) ،
أو المدن النجمية ( Const Ellation ) ، وقد ساعد هذا في سهولة التعرف عليها ..وقد أولع الناس بتصور المجموعات النجمية ( الكوكبات ) على هيئة حيوانات ، أو أبطال
..كالحصان المجنح ، والدب ، والعقاب ، والحية ، والدجاجة ، والجبار ، وقيفاوس ،
والمرأة المسلسلة ، وفرساوس ، وهرقل نسجوا لها الخرافات والأساطير ، منذ عهد قدماء
المصريين ، والصينيين ، واليونان ، والرومان ، والكلدان ، والاغريق ، والمسلمين .
ولم يكن القصد من ذلك إلا التشبيه ، حيث أن نجوم تلك الكوكبات تنتظم بأشكال مميزة ،
يمكن تصورها بعدة هيئات ..وحينما تنوعت تلك الأشكال ، وزاد عددها ، كان لابد من وضع سجلات ، وخرائط تحدد
مواقعها .
تاسعا : الخرائط السماوية :
حينما تنوعت أشكال المجموعات النجمية ، وكثر عددها ؛ رسمت الخرائط السماوية لمواقع
تلك المجموعات النجمية ( الكوكبات ) ، والبروج على مدار فصول السنة المختلفة ..وأصبحت الخرائط السماوية تشبه الخرائط الجغرافية . تظهر عليها أسماء ، وتقسيمات
المواقع ، على اليابسة .
عاشرا : النجوم الشمالية ،
والنجوم الجنوبية :
وحتى تسهل عملية مراقبة النجوم ، والتعرف عليها ، وحتى تكون العملية منتظمة ،
ومتسلسلة ، فقد
جرى تقسيم السماء إلى قسمين : شمالي ، وجنوبي . يفصل بينهما خط الاستواء السماوي ...الذي يقطع السماء من الشرق إلى الغرب في دائرة مثل الدائرة الاستوائية التي تقطع
كوكب الأرض من منتصفها ...
وعليه فان ما وقع من النجوم شمال خط الاستواء السماوي فهي النجوم الشمالية أو (
الشامية ) ،
وما وقع جنوبه فهي النجوم الجنوبية أو ( اليمنية ) .
لذا فالنجوم اليمانية ترى من الشام في الأفق الجنوبي ، والنجوم الشامية ترى من
اليمن في الأفق الشمالي .
حادي عشر : حركة النجوم الظاهرية :
أنظر إلى صفحة السماء ، وتأمل النجوم في مساء مظلم ، ثم ركز بصرك على أحد النجوم
اللامعة
التي تظهرفي الشرق وحدد موقعه بعمود ، أو شجرة .
أنظر إليه مرة أخرى بعد بضع ساعات ، سوف تلاحظ أن ذلك النجم قد تحرك الغرب ، وبعد
بضع ساعات أخرى ستجده قد اقترب من الجهة الغربية من السماء حتى يختفي أسفل الأفق
الغربي .
إن ما يفعله هذا النجم المراقب تفعله جميع الأجرام السماوية ، وتظهر لنا من كوكب
الأرض
متحركة في السماء من الشرق باتجاه الغرب .
فهل هذه الحركة من الشرق إلى الغرب التي تقوم بفعلها الأجرام السماوية تحدث فعلا ؟
إن رحلة الأجرام السماوية من الشرق إلى الغرب ليست حركة حقيقية تفعلها تلك الأجرام
، وإنما
هي حركة ظاهرية ، أي تظهر لنا وكأنها تتحرك من الشرق عبر قبة السماء إلى الغرب ...
والحقيقة أن هذا ناتج عن دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق مرة واحدة في
اليوم كل ( 23 ساعة و 56 دقيقة ) ، قاطعة ما يقرب من ( 15 درجة في الساعة الواحدة )
.
أما التغير الفصلي في ظهور النجوم في قبة السماء فهو ناتج عن دوران كوكب الأرض حول
الشمس
في مدار بيضاوي خلال مدة ( 365 يوما و 5 ساعات و 48 دقيقة و 51 ثانية ) وهي ما
تعادل سنة شمسية كاملة ، قاطعة أربع درجات يوميا . ونظرا لميل محور الأرض على
مدارها حول الشمس بزاوية ( 23 درجة ) على الاتجاه الرأسي على المدار فانه تحدث بسبب
ذلك الفصول الأربعة ( الربيع ، الصيف ، الخريف ، والشتاء ) .
وفي كل فصل من فصول السنة تظهر تشكيلات جديدة من النجوم ، تختلف عن تشكيلات الفصول
السابقة .
حيث أن النجم الذي نراه في فصل الشتاء ، في تمام الساعة التاسعة مساء لن نراه في
فصل الصيف
في الوقت نفسه ، والمكان نفسه ، حيث أن موقعه قد تغير بعدما قطعت الأرض خلال ستة
أشهر نصف دورتها حول الشمس .
والسؤال هنا :
كيف يتم ذلك والأرض تدور حول محورها كل يوم ؟
وللإجابة على هذا السؤال لابد أن نعلم أن مدة دورة الأرض حول محورها تتم في 23 ساعة
، و 56
دقيقة على وجه التحديد ، وليس كما هو متعارف عليه في 24 ساعة !
ومن ذلك يحدث أن تتم الحركة الظاهرية للنجوم أسرع من حركة عقارب الساعة بفارق ( 4
دقائق ) في اليوم الواحد !
فلو ظهر لنا نجم معين في السماء مساء هذا اليوم في مكان ما في تمام الساعة العاشرة
، فانه في
اليوم التالي يظهر في نفس المكان في الساعة التاسعة وست وخمسين دقيقة ، وفي اليوم
التالي في الساعة التاسعة وثنتين وخمسين دقيقة ..وهكذا يتناقص ظهوره كل يوم ( 4 دقائق ) ، حتى نراه بعد أسبوع يظهر في الساعة
التاسعة وثنتين
وثلاثين دقيقة ، وبعد ثلاثة أشهر يختفي تحت الأفق في هذا الوقت ، ويظهر مكانه نجم
آخر ، من كوكبة
أخرى .
لذا فلكل فصل من فصول السنة نجومه الخاصة ، وكل نجم فيها يتم دورة كاملة في الظهور
خلال العام
الشمسي الواحد .
كتاب "مصابيح الضياء في معرفة المنازل و الأنواء"