العفو في القرآن
العفو : أصله الترك، ويقال ويراد به : زوال الأثر . يقال : عفت الديار إذا غطى التراب أثرها فخفيت يقول عنتر :
عفتِ الديارَ وباقي الأطلال *** ريحُ الصَّبا وتقلُّبُ الأَحْوَالِ
وعفا مَغانِيَها فأَخْلقَ رسْمِها *** تردادُ وكفِ العارضِ الهطال
والعفو : يقال ويراد به الصفح .
والعفو : حلال المال وطيبه . وعفو المال : فاضله عن النفقة .
وذكر أهل التفسير أن العفو في القرآن على أربعة أوجه :
أحدها : الصفح والمغفرة . ومنه قوله تعالى في آل عمران : " وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ " ، وفي براءة : " عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ " .
والثاني : الترك . ومنه قوله تعالى في البقرة: " إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ " ، أراد : ترك المهر . وفيها " فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ " أي: ترك له الدم وصولح على الدية وهذا قريب من معنى الأول .
والثالث : الفضل من المال. ومنه قوله تعالى في البقرة : " وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ " ، وفي الأعراف :" خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " يعني: الفضل من أموالهم في الصدقة.
والرابع : الكثرة. ومنه قوله تعالى في الأعراف: " ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا "، أي : كثروا وازدادوا، قال مجاهد: كثرت أموالهم وأولادهم.