الأهل في القرآن
الأهل : الأقارب من العصبة وذوي الأرحام ، لأنه يجمعهم النسب والتناصر .
ثم يستعار في مواضع تدل عليها القرينة .
فالأَهْلُ لِلرَّجُلِ : زَوْجَتُه ويدخلُ فيه الأولادُ ،وقِيل : أَهْلُه : الرجالُ الذين هم آلُه ويدخلُ فيه الأحفادُ والذّرِّيّاتُ .
والأَهْلُ لِلبَيتِ : سُكَّانُه .
أَهْلُ القُرَى : سُكَّانُها .
الأَهْلُ لِكُلِّ نَبِيٍّ : أُمَّتُهُ وأهْل مِلَّته .
ويقال : منزل آهل بِه أَهْلُه ، ومَكانٌ آهِلٌ ومَأْهُولٌ: فيه أَهْلُه .
وقد تأَهَّلَ فلان؛ أي تزوَّجَ واتَّخَذ أَهْلاً .
وقولهم: مرحباً وأَهْلاً ، أي أتيت سعةً وأتيت أهلاً ، فاستأنسْ ولا تستوحشْ.
وذكر بعض المفسرين أن الأهل في القرآن على عشرة أوجه :
أحدها : ساكنو القرى . ومنه قوله تعالى في الأعراف : " أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ " ، وفي براءة " وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ" .
والثاني : قراء الكتب " التوراة والإنجيل". ومنه قوله تعالى في آل عمران: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا " . ومثله كثير
والثالث : الأرباب ، المالكين . ومنه قوله تعالى في سورة النساء: " فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ "
والرابع : الزوجة ، الأولاد . ومنه قوله تعالى في القصص: " فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا " ، مثله في سورة النمل " فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ " يعني وبناته ونحوه .
والخامس : الأصحاب ومنه قوله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا " اي إلى أصحابها .
والسادس : الدين . ومنه قوله تعالى في هود: " قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ".
والسابع : القوم الذين بعث فيهم نبي . قوله تعالى في سورة مريم " وَكَانَ يَأمُر أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ " يعني قومه الذين بعث فيهم ، ومنه قوله تعالى في طه : " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا " .
والثامن : أَهْلُ الرَّجُلِ : عَشِيرَتُه وذَوُو قُرباه. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: " فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ".
والتاسع : المختار له . قوله تعالى في سورة الفتح " فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا " يعني المختارين .
والعاشر : المستحق . ومنه قوله تعالى: " وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ". معناه أنا المستحق لذلك .
اهم المراجع:
· الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي .
· نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي.
· قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني.
· الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري.
· تفسير القرآن العظيم -ابن كثير
· تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي
· معاجم اللغة