الأخذ في القرآن
الأصل في الأخذ : تناول الشيء باليد . ثم يستعار في مواضع .
القبول . الحبس . العذاب . الهلاك. القتل . الأسر
فوجه منها : الأخذ يعني القبول . قوله تعالى في سورة آل عمران " قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا " يعني قبلتم . وقال تعالى في سورة المائدة " يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا " يعني فاقبلوه .
وقال في سورة براءة " أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ " وقال في سورة البقرة " وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ " أي لا يقبل . وقال تعالى في سورة الأعراف " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " يعني اقبل الفضل من أموالهم .
الثاني : الأخذ بمعنى الحبس قوله تعالى في سورة يوسف " فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " يقول احبس احدنا مكان أخيه " قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ " أي نحبس . وقال تعالى فيها " كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ " يعني ليحبس.
الثالث : الأخذ بمعنى العذاب والعقاب قوله تعالى في سورة حم المؤمن : " فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ " . وقال تعالى في سورة هود " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " يعني إذا عذب القرى " إن أخذه اليم شديد " وقال في العنكبوت " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ " يعني عذبنا بذنبه ، وقال في غافر: وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ . أي: عاقبتهم.
الرابع : الإهلاك ، قال اللَّه تعالى "فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ" ؛ أي أهلكتهم هذه الصيحة، ويجوز أن يكون نظير قوله: " فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ"؛ لأن الصيحة عقاب.
الخامس : الأخذ القتل قوله تعالى في سورة غافر " وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ " أي ليقتلوه.
السادس: الأخذ يعني الأسر قوله تعالى في سورة براءة " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ " يعني وأسروهم . نظيرها في سورة النساء " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ " يعني فأسروهم .
اهم المراجع:
· الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي .
· نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي.
· قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني.
· الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري.
· تفسير القرآن العظيم -ابن كثير
· تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي
· معاجم اللغة