الكريم في القرآن

الكريم في القرآن

الكريم :أصل الكرم الشرف والفضل، ومنه سمي الكرم لفضله على غيره من الشجر ، ثم جاء الكرم بمعنى العز، قالوا: هو أكرم علينا، أي: أعز، ويقال الكريم ويراد به: الصفوح . ويقال الكريم ويراد به الحسن.

 

وذكر أهل التفسير أن الكريم في القرآن على سبعة أوجه :

أحدها : الاصطفاء والتفضيل . ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل :" قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ " أي : فضلت علي وفيها : "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ  " ، وفي الفجر : "فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ " .

والثاني: الحسن . ومنه قوله تعالى في النساء : "وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا " ، وفي بني إسرائيل : "وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " ، وفي النمل : "قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ " ، وفي الشعراء : "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ " .

والثالث: الصفوح : المتجاوز ومنه قوله تعالى في النمل : "وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ " يعني: يتجاوز ويصفح.

الرابـــع: العزيز. ومنه قوله تعالى في الانفطار "يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ" أي: العزيز الذي لا يغلب ولا يفوته شيء، فما الذى غَرَّكَ به فعصيته.

والخامس: المتكبر. الكريم في زعمه (أي زعم نفسه) ومنه قوله تعالى في سورة الدخان : "ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ " أي إنك كنت كذلك عند نفسك.

والسادس: الجليل القدر ، يعني: الكريم على الله عز وجل في المنزلة فذلك قوله في الحاقة والتكوير : "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ". يعني: كريما على الله عز وجل وهو جبريل عليه السلام. وقال في الحجرات: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ". أي: في المنزلة ، وفي الإنفطار: "كِرَامًا كَاتِبِينَ " ، ومثله في عبس: "كِرَامٍ بَرَرَةٍ".

والسابع: الكثير. ومنه قوله تعالى في الأنفال : "لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " ، أي كثير.