الكفر في القرآن
الكفر : التغطية والستر . وأنشدوا : في ليلة كفر النجوم غمامها .
والكفر بفتح الكاف: ما بعد من الأرض عن الناس لا يكاد ينزله ولا يمر به أحد .
والكفارة: ما يغطي الإثم، ومنه: كفارة اليمين نحو قوله في المائدة: “ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ “ وكذلك كفارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظهار. وقال فيها : “ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ “ .
والتكفير: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل، ويصح أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران، نحو: التمريض في كونه إزالة للمرض.
وذكر أهل التفسير أن الكفر في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها : الكفر بالتوحيد . ومنه قوله تعالى في البقرة : “ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ “ ، وفي الحج : “ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ “ . وهو الأعم في القرآن .
والثاني : كفران النعمة . ومنه قوله تعالى في البقرة : “ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ “ ، وفي الشعراء : “ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ “ ، وفي النمل : “ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ “ .
والثالث : التبري . بمعنى البراء ومنه قوله تعالى في العنكبوت : “ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا “ ، أي : يتبرأ بعضكم من بعض . وفي الممتحنة: “ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ “ .
والرابع : الجحود . ومنه قوله تعالى في البقرة : “ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ “ .
والخامس : التغطية . ومنه قوله تعالى في الحديد : “ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا “ ، يريد بالكفار ها هنا: الزّرّاع، واحدهم كافر. و إنما سمّي كافرا لأنه إذا ألقى البذر في الأرض كفره، أي غطّاه، و كل شيء، غطّيته فقد كفرته.