السوء في القرآن

السوء في القرآن

السوء : ما يسوء . وسميت العورة سوأة : لأن كشفها يسوء .

وذكر أهل التفسير أن السوء في القرآن على أحد عشر وجها :

أحدها : الشدة . ومنه قوله تعالى في سورة البقرة  : “  يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ “ ، وفي الرعد  : “  أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ “ .

والثاني : الزنى . ومنه قوله تعالى في يوسف  : “  قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا “ ، وفيها  : “  قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ “ ، وفي مريم  : “  مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ “ .

والثالث : العقر . ومنه قوله تعالى في الأعراف وهود والشعراء : “ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ “ .

والرابع : البرص . ومنه قوله تعالى في طه والنمل والقصص : “ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ “ .

والخامس : العذاب ومنه قوله تعالى في الرعد : “ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ “ ، وفي النحل  : “  إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ “ ، وفي الزمر  : “  وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “ .

والسادس : الشرك . ومنه قوله تعالى في سورة النحل  : “  مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ”  وفيها  ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا “ ، قال مقاتل : نزلت في جبر غلام عامر بن الحضرمي . أكرهه على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ، ومثله في الروم  : “  ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى “ أي عاقبة الذين اشركوا العذاب ، وفي النجم : “ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا “ .

والسابع : الشتم . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : “  لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ “ ، وفي الممتحنة  : “ وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ “ .

والثامن : الضر . ومنه قوله تعالى في الأعراف  : “ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ “ ، وفي النمل  : “  أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ “ .

والتاسع : الذنب . ومنه قوله تعالى في سورة النساء  : “  إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ “ ، وفي الأنعام  : “  أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ “ .

والعاشر : القتل والهزيمة . ومنه قوله تعالى في آل عمران : “ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ “ ، وفي الأحزاب  : “  قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً

والحادي عشر : بمعنى  " بئس"  . ومنه قوله تعالى في حم المؤمن : “ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ “ .