العزة والعزيز في القرآن
أصل العزة : الشدة . ومنه قولهم : عز علي ، إنما هو : اشتد علي هذا الأمر .
والعزة: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب.
ذكر بعض المفسرين أن العزة في القرآن على ثلاثة أوجه :
أحدها : العظمة . ومنه قوله تعالى في الشعراء : “فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ “ ، وفي ص : “قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ “ .
والثاني : المنعة . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : “أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا “ .
والثالث : الحمية . الحمية والأنفة المذمومة ومنه قوله تعالى في البقرة :“وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ “ ، وفي ص : “بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ “ .
العزيز في القرآن
العزيز : المنيع الذي لا يغلب ، الذي يقهر ولا يقهر.
ومن معاني العز في كلام العرب الغلبة . ومنه قوله تعالى في ص : “ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ “قهرني وغلبني في المحاجة.
وذكر أهل التفسير أن العزيز في القرآن على ثلاثة أوجه :
أحدها : القوي الممتنع . ومنه قوله تعالى في الفتح : “وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا “ ، وفي المنافقين : “يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ “ .
والثاني : العظيم . ومنه قوله تعالى في هود : “وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ “ ، وفي يوسف : “قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ” ، وفيها : “يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ “ ، وفي النمل : “وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ “ .
والثالث : الشديد . الصعب : ومنه قوله تعالى في إبراهيم : “وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ “ ، قوله بعزيز أي : شديد أو شاق ، وفي براءة :” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ “ .
والعزى: صنم العزى ، صنم لقريش، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بعد فتح مكة فهدمها. قال تعالى في النجم: " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ".