الفصل والتفصيل في القرآن
أصل الفصل : التفريق ، والفصل : القطع . يقال فصلت الخرقة من الثوب. ويقال : فصلت الصبي عن أمه ، إذا فطمته . ومنه قيل للحوار إذا قطع عن الرضاع "فصيل" لأنه فصل عن أمه ..
وفصيلة الرجل: قرابته، أي عشيرة الرجل ، وقيل هم فخذ الرجل من قومه الذين هو منهم وفي التنزيل العزيز "وفَصِيلته التي تُؤْوِيِه" .
وَفَصْلَ الْخِطَابِ: البيان والتمييز بين الحق والباطل.
وذكر أهل التفسير أن الفصل والتفصيل في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها : القضاء . ومنه قوله تعالى في الدخان : "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ " ، وفي النبأ " إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا " .
والثاني : الفطام . ومنه قوله تعالى في البقرة : "فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا" ، وفي الأحقاف : "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا " .
والثالث : الخروج . ومنه قوله تعالى في البقرة: "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ " ، وفي يوسف : "وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ " ، أي :خرجت من عريش مصر متوجهة إلى كنعان .
الرابع : التفريق ، ومنه قوله تعالى في الأعراف : " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ " ، أي : متفرقات بعضها من بعض .
والخامس : البيان ، ومنه قوله تعالى في الأعراف : "مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ " ، وفي هود : "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ " ، وفي يوسف: " مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ " ، وفي حم السجدة : "كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " .