الفتنة في القرآن
الفتنة : الاختبار . يقال : فتنت الذهب في النار : إذا أدخلته إليها لتعلم جودته من رداءته .
وذكر بعض المفسرين أن الفتنة في القرآن على خمسة عشر وجها :
أحدها : الشرك . ومنه قوله تعالى في البقرة: " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ " ، وفيها : "وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ" ، وفي الأنفال : "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ" . يعني: الشرك أعظم جرما عند الله من القتل في الشهر الحرام. ونحوه كثير.
والثاني : الكفر . ومنه قوله تعالى في آل عمران: " فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ " . وكذلك كل فتنة مذكورة في حق المنافقين واليهود.
والثالث : الابتلاء والاختبار . ومنه قوله تعالى في طه : " وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا " ، وفي العنكبوت " الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " .
والرابع : العذاب . ومنه قوله تعالى في النحل : " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا " ، وفي العنكبوت : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ " .
والخامس: الاحراق بالنار . ومنه قوله تعالى في الذاريات : " يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ " ، وفي البروج : " إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ " .
والسادس: القتل . ومنه قوله تعالى في سورة النساء: " إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا " ، وفي يونس: " عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ " يعني أن يقتلهم.
والسابع: الصد . ومنه قوله تعالى في المائدة: " وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ " ، وفي بني إسرائيل : " وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ " .
والثامن: الضلالة . ومنه قوله تعالى في المائدة : " وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا " ، وفي الصافات : " مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ " .
والتاسع: المعذرة . ومنه قوله تعالى في الأنعام : " ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ " .
والعاشر : العبرة . ومنه قوله تعالى في يونس : "رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " ، وفي الممتحنة : " رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا " .
والحادي عشر: الجنون . ومنه قوله تعالى في نون والقلم : " بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ " .
والثاني عشر: الأثم . ومنه قوله تعالى في براءة : " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا " .
والثالث عشر: العقوبة . ومنه قوله تعالى في النور : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ " .
والرابع عشر: المرض . ومنه قوله تعالى في براءة: " أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ".
والخامس عشر : القضاء . ومنه قوله تعالى في الأعراف: " إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ " .