تدبير صرف الغضب وقمعه

الكنود

 

يقول سبحانه وتعالى: " إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)" [العاديات]

 

قال القرطبي : الكنود : الكفور الجحود لنعم الله أ.ه ... وقيل هو الذي يذكر المصائب وينسى النعم ، أخذه الشاعر فنظمه :

يا أيها الظالم في فعــــله     ... والظلم مردود على من ظلم

إلى متى أنت وحتى متى ... تشكو المصيبات وتنسى النعم

وكند إذا كفر النعمة فهو كنود .. وَفُلانٌ كَفُورٌ كَنُود أي سَيِّئ الاحْتِمَال لِلصَّنَائِعِ ، كَتُوم لِلنِّعْمَةِ ، سَاتِر لِمَا يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ الإِحْسَانِ ، لا يَعْرِفُ لِلصَّنِيعَةِ حُرْمَة ، وَلا يَشْكُرُ نِعْمَة ، وَلا يَنْشُرُ جَمِيلا .

يقول كثير عزة

لتعلمَ أنّي للمودَّةِ حافظٌ    ...     وما لليدِ الحسنَى لديَّ كنودُ

وإنّك عندي في النّوالِ وغيرهِ ... وفي كلِّ حالٍ ما بقيتَ حميدُ

 

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}  يعني: لو أن الإنسان حاسب نفسه لعرف أنه فعلاً يجحد نعم الله عز وجل، فتجد بعضهم يقول: إنني مريض، ولا أملك شيئاً، يشكو ربه تبارك وتعالى! ، فإذا راجع نفسه وتأمل وقال: الله أطعمني، وسقاني، وكفاني، وأواني، ومنع عني الخلق شرورهم، ورزقني، عرف أنه كاذب فيما ادعى من عدم الملك، وأن الله قد أنعم عليه بالنعم العظيمة. {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [النحل:18] ، ولكن {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13]

اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ