الكتاب في القرآن
الكتاب : اسم لكلام مجموع في صك . والأصل فيه : الجمع .ومنه سميت الكتيبة لاجتماعها .
وذكر بعض المفسرين أن الكتاب في القرآن على ثلاثة عشر وجها :
أحدها : اللوح المحفوظ . ومنه قوله تعالى في الأنعام : "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " ، وفيها : "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ " وفي الحديد : "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا " .
والثاني : الكتابة . ومنه قوله تعالى في آل عمران : "وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ " وفي المائدة " وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ" .
والثالث : الحساب . ومنه قوله تعالى في الجاثية : "وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا " .
والرابع : عدة المرأة . ومنه قوله تعالى في البقرة : "وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ " .
والخامس : أعمال بني آدم . ومنه قوله تعالى في المطففين : "إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ " ، وفيها : "إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ " ،أي الكتاب الذي فيه أعمالهم .
والسادس : الوقت . ومنه قوله تعالى في آل عمران : "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا " أي وقتاً مؤقتاً ، وفي الحجر : "وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ " .
والسابع : القرآن . ومنه قوله تعالى في ص : "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ " ، وفي حم السجدة : "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ " يعني القرآن وله نظائر كثيرة.
والثامن : التوراة . ومنه قوله تعالى في آل عمران : "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ، وفي المائدة : "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ " ، وقوله تعالى في سورة آل عمران " وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ " يعني التوراة .
والتاسع : الانجيل . ومنه قوله تعالى في آل عمران : "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ " .
والعاشر : الفرض . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : "وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " .
والحادي عشر : الكتب كلها . ومنه قوله تعالى في آل عمران :" هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ". يعني : وتؤمنون بالكتب كلها كما يدل له قوله تعالى في الشورى : " وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ الله مِن كِتَابٍ " وقوله في البقرة : " كُلٌّ آمَنَ بالله وملائكته وَكُتُبِهِ " الآية .
الثاني عشر : العلم . ومنه قوله تعالى في الروم : "لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ " أي: فيما كتب الله لكم في سابق علمه وحكمه.
الثالث عشر : الحجة الثابتة من جهة الله ." وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ " ، أَيْ بِلَا عَقْلٍ صَحِيحٍ وَلَا نقل صَرِيحٍ ووَحْي نير واضح ، ونظيرها في لقمان.