النعمة في القرآن

النعمة في القرآن

النعمة : ما يحصل للإنسان به التنعم في العيش .

والنعمة : المنة ، ومثلها النعماء . والنعمة : المال . يقال : فلان واسع النعمة .

ونعم  ضد لا ، وقد تكسر عينها ، ونعم ضد بئس .

 

وذكر بعض المفسرين أن النعمة في القرآن على عشرة أوجه :

أحدها : المنة . ومنه قوله تعالى  في البقرة " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ " والمائدة  : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ “ ، ومثلها في فاطر " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ "

والثاني : الدين والكتاب . ومنه قوله تعالى في البقرة : “سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ “ ، وفي سورة آل عمران "فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " يعني بالإسلام والدين ، وفي إبراهيم : “ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا “ .

والثالث : محمد  صلى الله عليه وسلم. ومنه قوله تعالى في النحل : “يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ “ .

والرابع : الثواب . ومنه قوله تعالى في آل عمران  : “  يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ “ .

والخامس : النبوة . ومنه قوله تعالى في الفاتحة  : “ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ “ ، يعني بالنبوة نظيرها في سورة النساء "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ" وفي الضحى  : “  وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ “ أي بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام.

والسادس : الرحمة . ومنه قوله تعالى في الحجرات  : “  فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “ .

والسابع : الإحسان . ومنه قوله تعالى في الليل  : “  وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى “ . أَيْ ليس بذله في مكافأة من أسدى إليه معروفاً، فهو لا ينفق لمقابلة إحسان سابق.

والثامن : الملك والغنى وسعة المعيشة . ومنه قوله تعالى في سورة المزمل “ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا“ أي ذَوي المَال لَهُم والغنى ، وفي لقمان: “ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً “ ، وفي الفجر " فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ " يعني وسع عليه معيشته .

والتاسع : الإسلام . ومنه قوله تعالى في الأحزاب  : “  وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ “ .

والعاشر : العتق . ومنه قوله تعالى  في الأحزاب  : “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ “ ، لأن إنعام الله تعالى عليه بالإسلام ، وإنعام النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق ، وهو زيد بن حارثة .