القوة في القرآن
القوة : الشدة . وجمعها قوى . ويقال للذي لا زاد معه : مقو .
والقواء : الأرض التي لا أهل بها . وأقوى القوم : صاروا بالقواء .
وأقوت الدار : أي خلت .
وقوله تعالى " وَمَتَاعاً لِّلْمُقْويِنَ " المسافرين ، أي منفعة للنازلين بالقواء من الأرض ، وهو الخلاء والفلاة التي ليس بها أحد .
وذكر أهل التفسير أن القوة في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها : العدد . ومنه قوله تعالى في هود : "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " ، وفي الكهف : "قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا " أي: بعدد من الرجال ، وفي النمل : "قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ " يعني: عددا كثيرا.
والثاني : الجد والمواظبة . ومنه قوله تعالى في البقرة : "خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ " ، " وفي مريم : "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا " أي بجد.
والثالث : البطش . والبطش الأخذ بالشدة والغلبة ، ومنه قوله تعالى في هود : "قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " ، وفي غافر : "كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً " ، وفي سورة محمد " صلى الله عليه وسلم " : "وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ " ، وفي حم السجدة : "وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً " ، ويجوز أن يكون بمعنى القدرة، أي: من أقدر منا على الامتناع مما يراد بنا، ويجوز أن تكون القوة هنا العدة أيضا.
والرابع : الشدة . ومنه قوله تعالى في هود : "إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ " ، وفي القصص : "وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ " ، وفي المؤمن : "فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ " .
والخامس : السلاح . ومنه قوله تعالى في الأنفال : "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ " .