السبيل في القرآن

السبيل في القرآن

السبيل في اللغة الطريق و ما وضح منه يذكر و يؤنث  ، والسبب والوصلة و في التنزيل العزيز " يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا " والحيلة الجمع سبل و أسبلة ، وسبيل الله الجهاد والحج وطلب العلم و كل ما أمر الله به من الخير و استعماله في الجهاد أكثر ، والحرج يقال ليس علي في كذا سبيل ، والحجة يقال ليس لك علي سبيل ، وابن السبيل المسافر المنقطع به و هو يريد الرجوع إلى بلده و لا يجد ما يتبلغ به .

 

الأول : السبيل الطاعة لله عز وجل قوله تعالى في سورة البقرة " مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "  أي في طاعة الله.

الثاني : السبيل البلاغ قوله تعالى في سورة آل عمران " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا " يعني بلاغاً .

الثالث : السبيل المخرج قوله تعالى في سورة الإسراء " فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً " يعني مخرجاً وقال تعالى في سورة الفرقان " انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا (9)" ، وكقوله تعالى في سورة النساء " فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا (15) " أي مخرجاً من الحبس .

الرابع : السبيل المسلك قوله تعالى في سورة النساء " إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً " يعني و بئس الصنيع والمسلك .

الخامس : السبيل العلل قوله تعالى في سورة النساء " وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) " يعني عللاً، أي: فقد حصل لكم ما تحبون فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية ، والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر.

السادس : السبيل يعني الدين والملة قوله تعالى في سورة النساء : " وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ " يعني دين المؤمنين كقوله تعالى في سبيل النحل " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " يعني دين ربك ، وقوله تعالى في سورة يوسف " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) " أي ملتي وديني ونحوه كثير.

السابع : السبيل الإثم قوله تعالى في سورة آل عمران " ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل " يعني إثماً كقوله تعالى في سورة التوبة " ما على المحسنين من سبيل " يعني إثماً في القعود عن الغزو.

الثامن : السبيل الحجة قوله تعالى في سورة النساء " وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا " يعني حجة

التاسع : السبيل الطريق قوله تعالى في سورة النساء " لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلا " يعني لا يعرفون طريقاً إلى المدينة ، وفي القصص : " وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) " أي: قصد الطريق إلى مدين.

العاشر : السبيل يعني طريق الهدى قوله تعالى في سورة المائدة " أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ " يعني قصد الطريق للهدى أي: الإسلام، ومثله: "وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السبِيلِ".

وفي النساء : "فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)

وفي موضع آخر : " مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا (143)" أي: لن تجد طريقا لهدايته

الحادي عشر : العقوبة ، يقول تعالى :" وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)" أي: إنما تتوجه الحجة بالعقوبة الشرعية عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وهذا شامل للظلم والبغي على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.

ويقول جل في علاه " ليْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ". أي : ما السبيل بالعقوبة على أهل العذر، يا محمد، ولكنها على الذين يستأذنونك في التخلف خِلافَك، وترك الجهاد معك، وهم أهل غنى وقوّةٍ وطاقةٍ للجهاد والغزو، نفاقًا وشكًّا في وعد الله ووعيده.

الثاني عشر : السبيل الطاعة والقربة كقوله سبحانه في سورة الفرقان " إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا" أي: زلفى وقربة وطاعة ربه نظيرها في سورة المزمل "إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا (19)" ، والإنسان "إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا (29)".

 

اهم المراجع:

المعجم الوسيط - إبراهيم مصطفى ـ أحمد الزيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد النجار

الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري

نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي

قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني