الصلاة في القرآن

الصلاة في القرآن

 

الصلاة في اللغة : الدعاء

وقد ذهب قوم إلى أن الصلاة الشرعية إنما سميت صلاة لما فيها من الدعاء . يقول الأعشى :

تقول ابنتي وقد قربت مرتحلا  ***  يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا

" عليك مثل الذي صليت فاغتمضي *** يوما فإن لجنب المرء مضطجعا "

وقال آخرون سميت صلاة لما فيها من الركوع والسجود الذي يكون برفع الصلا ، والصلا مغرز الذنب من الفرس قال : ويقال إنها من : صليت العود إذا لينته لأن المصلي يلين ويخشع .

 

وذكر أهل التفسير أن الصلاة في القرآن على عشرة أوجه : -

أحدها : الصلاة الشرعية . ومنه قوله تعالى في سورة المائدة   : “  الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة “ ، وكذلك كل صلاة مقترنة بالزكاة .

والثاني : المغفرة . ومنه قوله تعالى في الأحزاب  : “  إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) فصلاة الله تعالى المغفرة . وفيها  : “  هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) “ .

وقيل معنى صلاة الله سبحانه وتعالى على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، ومعنى صلاة الملائكة وغيرهم عليه طلبهم من الله الزيادة من الثناء والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم.

والثالث : الاستغفار . ومنه صلاة الملائكة المذكورة في الآيتين اللتين في الأحزاب . وصلاة الملائكة الاستغفار .

والرابع : الدعاء . ومنه قوله تعالى في براءة  : “  وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم “ .

والخامس : القراءة . ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل  : “  ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها “ .

والسادس : الدين . ومنه قوله تعالى في هود  : “  أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا “ .

والسابع : موضع الصلاة . ومنه قوله تعالى في الحج  : “  وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا “ .

والثامن : صلاة الجمعة . ومنه قوله تعالى في الجمعة :" إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله “ .

والتاسع : صلاة العصر . ومنه قوله تعالى في المائدة : “تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ “ .

والعاشر : صلاة الجنازة . ومنه قوله تعالى في براءة : “ ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره “ .

أنظر : كتاب نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر- أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي