سواء في القرآن
سواء : أصل السواء من التماثل، ومنه قيل هما سيان أي: مثلان ، ومنه يقال : هذا لا يساوي كذا ، أي : لا يعادله.
ويقال السواء : ويراد به الوسط ، لاعتدال نواحيه في المقادير إليه .
ذكر بعض المفسرين سواء في القرآن على خمسة أوجه :
الوجه الأول: سواء، يعني عدلا. فذلك قوله في آل عمران: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ". يعني: عدلا بيننا وبينكم. وقوله في ص: " وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ " يعني: عدلا، وقوله في حم السجدة: " سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ". يعني: عدلا لمن سأله.
الوجه الثاني: سواء، يعني: الوسط. فذلك في الصافات: " فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ". نظيرها في الدخان: " خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ". يعني: وسط الجحيم.
الوجه الثالث: سواء، يعني: أمراً بيناً. فذلك قوله في الأنفال: " فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ". يعني على أمر بين كقوله تعالى في سورة الأنبياء " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ " يعني أمراً بيناً .
الوجه الرابع: سواء، يعني: الاستواء "المساواة والمعادلة والمماثلة" فذلك قوله في سورة النساء: " وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ". يعني: تكونون والكفار في الكفر سواء. وقوله في الحج: " سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ". يعني: أهل مكة، يعني: هم وغيرهم فيه سواء. وقوله في النحل: " فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ". وكقوله في الروم: " هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ " يعني: العبيد ، متساوين أنتم وهم.
ومنه قوله تعالى في البقرة: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ". وكقوله في يس: " وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ".
الوجه الخامس: سواء، يعني: قصد السبيل. فذلك قوله في المائدة: " وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ". يعني: عن قصد السبيل. وقوله في القصص: " وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ". وقوله في الممتحنة: " فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ". يعني: قصد السبيل.