الطواف في القرآن
الطواف بالشيء : استيعاب نواحيه بالسعي حوله . تقول : طفت بالبيت : إذا درت حوله .
وذكر بعض المفسرين ان الطواف في القرآن على ستة أوجه :
أحدها: الطواف بالبيت . أي: لقصاده الذين يطوفون به ، ومنه قوله تعالى في البقرة : " أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " ، وفي الحج : " وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ".
والثاني: السعي بين الصفا والمروة . ومنه قوله تعالى : " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " .
والثالث: الجولان . ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن :" يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ " . أي: بين أطباق الجحيم ولهبها " وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ" أي: ماء حار جدا.
والرابع: الخدمة . ومنه قوله تعالى في الطور : " وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ " ، أي : يخدمونهم .
والخامس: عذاب . ومنه قوله تعالى في نون : " فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ " . أي عذاب مِنْ رَبِّكَ ليلا ولا يكون الطائف إلا بالليل، وكان ذلك الطائف نارًا نزلت من السماء فأحرقتها.
والسادس: الوسوسة . ومنه قوله تعالى في الأعراف : " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ " أي وسوسة من الشيطان.
والطائفة الجماعة من الناس ، منه قوله سبحانه في سورة الحجرات "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا " اي جماعتان ، وقوله تعالى في التوبة : " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ " ، قال بعضهم: قد يقع ذلك على واحد فصاعدا ، وهذا مروي عن ابن عباس وغيره، فقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى في سورة النور:" وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "، قال: الطائفة: الرجل فما فوقه ،وعن مجاهد قال: الطائفة: واحد إلى الألف.
الطوافون في قوله تعالى في سورة النور: " ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " عبارة عن المماليك والصبيان الصغار أنهم يدخلون ويخرجون على مواليهم وأقربائهم في منازلهم غدوة وعشية بغير إذن يطوفون عليهم، بعضكم على بعض في غير الأوقات الثلاث التي أمرهم أن لا يدخلوا على ساداتهم وأقربائهم فيها إلا بإذن .