الضعيف في القرآن
الضعيف : اسم مأخوذ من الضعف : والضعف ضد القوة .
وذكر أهل التفسير أن الضعيف في القرآن على عشرة أوجه :
أحدها : العاجز . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : “فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا “ ، وفي الأنفال : “الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا “ ، وفي البقرة " لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ" ، وفي سورة آل عمران " فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا" يعني وما عجزوا عن قتال عدوهم .
والثاني : القليل الصبر . يعني لا يصبر عن امر النساء ومنه قوله تعالى في سورة النساء : “يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا “ .
والثالث : الضرير . ومنه قوله تعالى في سورة هود : “قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا “ . وذلك أنه كان ضرير البصر، فأرادوا ضعف البصر، قال سفيان بلغنا أنه كان مصابا ببصره.
والرابع : المصاب بمرض مزمن . ومنه قوله تعالى في براءة : “لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ “ . قال ابن عباس: يعني الزمنى والمشايخ والعجزة. وقيل: هم الصبيان وقيل: النسوان.
والخامس : المقهور . ومنه قوله تعالى في القصص : “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ “ .
والسادس : سفلة الناس . ومنه قوله تعالى في سورة سبأ : “وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا “ .
والسابع : النطفة . ومنه قوله تعالى في الروم : “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ “ ، أي : من نطفة وماء مهين، فأنشأكم بشرا سويا.
وجه ثامن : وهو الهرم . في نفس الآية السابقة وهي قوله تعالى:" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً " أي بعد ضعف الطفولية شبابًا، وهو وقت القوة، ثم أحدث لكم الضعف بالهرم والكبر.
التاسع: الضعف العذاب . ومنه قوله تعالى في سورة الاسراء "إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا " يعني عذاب الحياة و الممات ، قيل: "الضعف": هو العذاب ، سمي ضعفا لتضاعف الألم فيه ، ويجوز أن يكون المعنى: لو فعلت ذلك لأذقناك ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات يعني: أضعفنا لك العذاب في الدنيا والآخرة.
العاشر: المضاعفة . يقول تعالى في سورة الاحزاب "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ" يعني قسطين كقوله تعالى في سورة البقرة "مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً " اي اقساطا كثيرة ، وفي آل عمران" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً"