الوكيل في القرآن
الوكيل : أصله التوكيل جعل الأمر إلى الغير، أي أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك، قال تعالى في النساء: " وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " أي: اكتف به أن يتولى أمرك، ويتوكل لك، وعلى هذا قوله تعالى في آل عمران: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " .
وذكر أهل التفسير أن الوكيل في القرآن على أربعة أوجه :
أحدها : الحافظ . المانع ومنه قوله تعالى في سورة النساء : "فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا " أي فمن الذي يحفظهم ويذب عنهم في الآخرة ، وفي بني إسرائيل : "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا " .
والثاني : الرب . ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل : " وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا " ، وفي المزمل : "رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا " .
والثالث : المسيطر ، والمسيطر المسلط . ومنه قوله تعالى في الأنعام : "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ " وكل شيء في القرآن وما أنت عليهم بوكيل معناه بمسيطر كقوله تعالى في الغاشية: "لست عليهم بمسيطر"، وفي الفرقان : " أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا " .
والرابع : الشهيد . ومنه قوله تعالى في هود : "إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " ، وفي يوسف والقصص : "قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ " .