بعد
عقود من الإرتماء في أحضانهم
بإعتبارهم رموز الدين و الدولة ، صحا
المجتمع الإسرائيلي متأخرا على حقيقة
شديدة المرارة ، زلزلت كل القناعات و
المسلمات القديمة ، فالحاخامات الذين
يعظون ويرشدون في أمور الدين باتوا
يحترفون كل أنواع الجرائم و الموبقات
، تهريب المجوهرات ، وضرب وإيذاء
الزوجات ، و المثير في الأمر أن
الجرائم التي تنكشف للرأي العام
تباعا تؤكد أن للحاخامات أسلوبا خاصا
في الجريمة ، ومذاقا متفردا في
الإغتصاب ، و التغرير بالضحايا!
ففي
دراسة نشرها معهد القدس للدراسات فإن
71.9% من رجال مجتمع الحريديم (الحاخامات)
بمدينة القدس لا يعملون و يعتمدون على
زوجاتهم ، ورغم ذلك فزوجات رجال الدين
هن أكثر الفئات تعرضا للضرب والإيذاء
البدني في الدولة الصهيونية . وأكثر
الجرائم إنتشارا بين رجال الدين في
إسرائيل هي جرائم التحرش الجنسي و
الإغتصاب ، فمنذ فترة أقامت خمس سيدات
من جنوب إسرائيل دعوى قضائية ضد أحد
الحاخامات يتهمنه بالتحرش بهن جنسيا
، وكشفن أن الحاخام يخدع أنصاره و
مريديه بأنه صاحب خوارق وقوى غير
طبيعية! ، وقد تلقت الشرطة
الإسرائيلية شكوى أخرى من إحدى
الفتيات تتهم فيها حاخاما من مدينة
حيفا بإغتصابها بعد أن لجأت إليه كي
يساعدها على التوبة و الإقلاع عن
ذنوبها ، فما كان منه إلا أن قام
بإغتصابها بدعوى منحها البركة!! وبعد
القبض على هذا الحاخام تبين أنه متورط
في عدة قضايا متماثلة!
ولا
يتورع الحاخامات في إسرائيل عن
إقتراف أحط وأقذر أنواع الجرائم وهى
إغتصاب الأطفال و المراهقين ،
والسنوات الأخيرة شهدت ثورة عارمة
تطالب بإلغاء التعليم الديني في
إسرائيل في أعقاب إتهام رئيس إحدى
المدارس الدينية في إسرائيل وهو
الحاخام (زئيف كوبلوفيبتش) بأنه خلال
السنوات العشر الأخيرة قام بالإعتداء
جنسيا على المئات من تلاميذ مدرسته
ومن خلال التحقيقات تبين أن هناك عددا
كبيرا من الحاخامات كانوا على علم بما
يجري داخل جدران المدرسة ،إلا أنهم
فضلوا الصمت وتجاهل ما يجري ، وهناك
جرائم أخرى يندي لها الجبين إقترفها
حاخامات آخرون ، ففي بداية شهر فبراير
تقدمت تلميذة بإحدى المدارس الدينية
وتبلغ من العمر 15 سنة ببلاغ ضد
الحاخام (إيلان مور) الذي يتولى وظيفة
الجابي في المعبد اليهودي تتهمه فيه
بإغتصابها داخل المطبخ الملحق
بالمعبد ، وفي الإسبوع الماضي تمت
إحالة (شموئيل هولاندر) المدرس بإحدى
المدارس التكنولوجية الدينية إلى
التحقيق بعد إتهامه بمارسة الشذوذ مع
أربعة من تلاميذه .
وهناك
نوعية أخرى من الجرائم يشتهر بها
حاخامات إسرائيل وهي تهريب المجوهرات
،فمنذ عدة أشهر إعتقلت السلطات
الروسية أحد الحاخامات بعد ضبطه
متلبسا بتهريب كمية من الماس الخام
إلى إسرائيل قدرت قيمتها بحوالي
مليوني دولار و يعتقد البعض أن هذه
العملية من أكبر عمليات تهريب
المخدرات في السنوات الأخيرة ، وكان
متوقعا أن يحقق هذا الحاخام ربحا
صافيا يقدر بنحو مليون دولار لو لم
يتم القبض عليه! ولزوجات رجال الدين
نصيب في عمليات تهريب المجوهرات ،ففي
شهر يناير من عام 99 ألقت سلطات مطار بن
جوريون الإسرائيلي القبض على أربع
سيدات أُثناء محاولتهن تهريب كمية
كبيرة من المشغولات الذهبية ،ومن
خلال التحقيقات تبين أنهن جميعا
زوجات لرجال دين ،وفي التاسع من
فبراير المنقضي إعتقلت السلطات
الإسرائيلية (يوناثان يوسف) حفيد (عوفاديا
يوسف) كبير حاخامات إسرائيل والزعيم
الروحي لحزب شاس المتطرف للاشتباه في
قيامه بجمع أسلحة لجماعة يهودية
متطرفة . أما عن السرقة فحدث ولا حرج ،
ففي الثالثة من فجر 15 يونيو 99 داهمت
الشرطة الإسرائيلية منازل ثلاثة من
الحاخامات بمدينة القدس بعد إتهامهم
بالإستيلاء على ملايين الشيكلات من
وزارة الأديان عن طريق الإحـتيال
وزوير الوثائق ، وكانت وحدة مكافحة
جرائم النصب و الإحتيال التابعة
للشرطة الإسرائيلية قد إكتشفت أن
للمتهمين شريكا رابعا وهو الحاخام (إبراهام
بوخ) لكنه إ ستطاع الهرب إلى الولايات
المتحدة وقد أطلق على هذه القضية (شبكة
الحاخام بوخ)!.
ومن
أطرف جرائم رجال الدين في إسرائيل
قيام بعض العاملين بالمجلس الديني
الإسرائيلي بمدينة (بئر سبع) بتخزين
المخدرات في بالوعات الصرف الصحي
لتكون في مأمن بعيدا عن أعين رجال
الشرطة ، وكانت الشكوى من إنسداد
بالوعات الصرف بحمامات مبنى المجلس
الديني قد إ زدادت في الفترة الأخيرة
و بعد حضور عمال الصيانة إكتشفوا أن
سبب الإنسداد وجود عدد كبير من أكياس
النايلون تحتوي على مخدري
الماريجوانا و الحشيش تم وضعها
بعناية داخل البالوعات!
|