الأخ الأكبر يراقبك - مجموعة المكتبيين العرب

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

العنوان: الأخ الأكبر يراقبك

التاريخ : Jul 27, 2005

المصدر:  أحمد المتبولي– إسلام أون لاين.نت

نص الموضوع :

لم تجد صحيفة "كوريير" النمساوية أفضل من شعار "الأخ الأكبر يراقبك"
المأخوذ من رواية للكاتب البريطاني جورج أورويل لوصف ما تشهده دول أوربا
حاليا من تشديد للإجراءات الأمنية ومراقبة مشددة تتركز بشكل خاص على
المسلمين خوفا من وقوع عمليات إرهابية مشابهة لتفجيرات لندن يوم 7 يوليو
2005.

ومنذ تلك التفجيرات أعلنت عدة دول أوربية عن إجراءات أمنية متنوعة، من
بينها التوسع في استخدام كاميرات المراقبة ذات التقنيات العالية،
واستخدام الكاميرات التليفزيونية في عربات مترو الأنفاق، والتنصت على
المكالمات الهاتفية بدون إذن قضائي والبريد الإلكتروني، فضلا عن مراقبة
المساجد وإعطاء الأجهزة الأمنية صلاحيات استثنائية لاعتقال ومراقبة المشتبه
بهم.

وذكرت صحيفة "كوريير" في عددها الصادر يوم 26 -7-2005 أنه من المقرر
بجانب ما سبق من إجراءات أن تستخدم العديد من الدول الأوربية خلال الأشهر
القليلة القادمة أحدث الوسائل التقنية في مجالات المراقبة والاتصالات؛ حيث
ستتمكن الأجهزة الأمنية الأوربية من تسجيل وتخزين أرقام الهواتف الثابتة
والمحمولة لمدة عام كامل، كما ستشمل الرقابة الاتصالات عبر شبكة الإنترنت
والتي سيتم تخزين بياناتها لمدة 6 أشهر.

وبحسب دراسة أعدها المعهد الاقتصادي للبنى التحتية والاتصالات بألمانيا
مؤخرا؛ فإن الرقابة الأمنية في مجال الاتصالات التي تنوي الدول الأوربية
تطبيقها ستكون عالية التكلفة، وتكاد تكون مستحيلة في بعض الأحيان؛ حيث
يجري بالنمسا وحدها يوميا 200 مليون اتصال هاتفي.

نبوءة أورويل تتحقق

ووصفت "كوريير" إجراءات الرقابة الأمنية المزمع التوسع فيها على الصعيد
الأوربي بـ"مراقبة الأخ الأكبر"، وهو مصطلح مأخوذ من رواية ظهرت في
الأربعينيات من القرن الماضي للكاتب البريطاني "جورج أورويل" بعنوان "1984
"، تنبأ فيها بتحول الأنظمة السياسية في المجتمعات بشكل عام إلى مجتمعات
شمولية لا حرية فيها للفرد، وذلك من خلال تشبيه الأنظمة بـ"الأخ الأكبر" الذي
يراقب كل من حوله منذ ولادته وحتى وفاته وهم على دراية بذلك.

تجنيد المسلمين بالشرطة

وفي النمسا وفي إطار إجراءات المراقبة الأمنية التي تستهدف المسلمين بشكل
أساسي، دعا وزير الداخلية الأسبق "كاسبر أينيم" خبير الشئون الأوربية
بالحزب الاجتماعي النمساوي المعارض إلى تجنيد عناصر من المسلمين في
الأجهزة الأمنية النمساوية لمراقبة أنشطة الإسلاميين في المساجد وعبر وسائل
الاتصالات المختلفة؛ لأنهم "يمكنهم السباحة في نفس المياه دون الحاجة إلى
بدلة غطس"، بحسب قوله.

وتعليقا على مطلب "أينيم" أبدى "ميخائيل كلويبمولر" مسئول شئون الأفراد
بإدارة الشرطة النمساوية قبوله لمثل هذا الاقتراح، لكنه قال: إنه لن يكون
الأساس في قبول المتقدمين للعمل بالشرطة.

ولا توجد إحصائية بعدد المسلمين حاليا في صفوف الشرطة النمساوية -بحسب
كلويبمولر- الذي أرجع ذلك إلى أن الخلفية الدينية لم تكن مهمة في شروط
التقدم.

ويبلغ عدد المسلمين في النمسا 400 ألف من إجمالي تعداد السكان البالغ 8
ملايين.

خلاف

وقد أثار التوسع في إجراءات الرقابة بالشارع النمساوي واعتزام السلطات
تعميم المراقبة عبر الدوائر التليفزيونية المغلقة في عدة أماكن عامة
خلافا في الأوساط الحزبية؛ حيث رفض حزب الخضر المعارض مثل هذه الإجراءات؛
لأنها ستحد من الحرية الشخصية، وستزيد مشاعر الخوف لدى الشعب الذي يعلم
أنه سيكون مراقبا طوال اليوم.

وقال "بيتر بيلتس" مسئول الملف الأمني في حزب الخضر: إن استحداث هذا
النظام الرقابي لن تكون له نتيجة ملموسة، خاصة أن نظام المراقبة
بالكاميرات عالي التقنية المستخدم في بريطانيا لم يمنع وقوع تفجيرات
لندن التي أودت بحياة نحو 56 شخصا وإصابة المئات.

ومن جانبه قال "فولفجانج باخلر" -خبير بالشئون الأمنية- في تصريحات
لصحيفة "ستاندرد" النمساوية يوم 26-7-2005: إن هذه الإجراءات لن تعمل على
مكافحة الإرهاب؛ مشيرا إلى أن البيانات التي ستسجل عبر هذا النظام يجب أن
تكون محل فحص من قبل موظفين متخصصين، وهو الأمر الذي يكاد يكون مستحيلا
بسبب الكم الهائل من البيانات.

وأضاف باخلر: "يجب علينا أن ندرك مدى استعداد الناس لأن يكونوا مقيدين
وفق الشروط الجديدة"؛ مؤكدا على أنه يجب "إعادة صياغة النظام الاجتماعي
ليتناسب مع الأوضاع الجديدة".

وفي المقابل أيد حزب الأحرار اليميني التوجه الأمني الجديد للحكومة
الاتحادية، وطالبت "هيلينا باتريك" -متحدثة الشئون الأمنية بالحزب- بتمديد
فترة تخزين بيانات الكاميرات المستخدمة في الأماكن العامة لمدة أطول عن 48
ساعة، وهي المدة المعمول بها حاليا لدى الشرطة.

ونقلت صحيفة "دي بريسيه" النمساوية المحافظة يوم 26-7-2005 عن "يوهانيس
راوخ" المتحدث باسم وزيرة الداخلية النمساوية "ليزي بروكوب" قوله:
التوسع في زرع كاميرات المراقبة سيتركز في المقام الأول بـ"المناطق
الساخنة" التي يرتفع فيها معدل الجريمة وبخاصة تجارة المخدرات.

ومن المقرر أن تزود الأجهزة الأمنية هيئة مواصلات فيينا بنظام مراقبة
بالكاميرات؛ حيث سيتم بداية من شهر أغسطس 2005 اختبار زرع كاميرات
مراقبة داخل العربات في مترو الأنفاق، وستستمر التجربة لمدة عام يبحث في
نهايته مدى نجاح التجربة. وسيتم الاحتفاظ بالصور التي يتم تسجيلها عبر
هذه الكاميرات، ولن تفحص إلا في حالة وجود مشاهد تستحق المراقبة.