الصفحة الرئيسية | دليل المواقع | Call to Islam | |
الموضوعات التقنية | الموضوعات الدينية | المكتبات والمعلومات | |
التعليم في بلادنا | أخبار محلية | أخبار عالمية | سجل الزائرين |
العنوان: القاهرة تطالب بالإفراج عن الأسرى الموجودين عبر الحدود بين قنا والبحر الأحمر
التاريخ : Aug 11, 2005
المصدر: نجوى طنطاوي - جريدة الأسبوع
نص الموضوع :
التقت 'الأسبوع' بعدد من العائدين والمحتجزين عبر الحدود بين قنا والبحر
الأحمر
نوال محمود 'مدرسة' تقول: في كمين الكيلو 85 استوقف ضابط الشرطة السيارة
التي نستقلها وبعد تفتيشها
تفتيشا دقيقا اطلع علي إثبات شخصية الركاب وقام بحجز اثنين من الركاب
واستكملنا طريقنا وعند مدخل سفاجا
طلب أحد الضباط إثبات شخصيتي المدون بها عملي ومحل إقامتي بالبحر الأحمر
وظننت أنه لا غبار عليٌ
وسيسمح لي باستكمال طريقي فإذا بشخص يقف خلفه يطلب مني خلع الحجاب فرفضت
ونظرت إليه بغضب فقام بحجز السيارة أكثر من ساعتين ونصف الساعة في الشمس الحارقة
حتي سمح لنا بالتحرك.
ما
حدث من ترحيل أبناء المحافظات الأخري من المدن السياحية مقدمة
لإجراءات تشترط إصدار تصاريح لدخول الغردقة.. ولا يبقي إلا 'الكفيل'.
وإليكم القصة بالكامل
-------------------
استياء عام يسود بين مواطني البحر الأحمر المقيمين منهم والوافدين بسبب
قيام قوات الأمن بتمشيط مدن الغردقة
وسفاجا وترحيل المواطنين من غير أبناء البحر الأحمر لأماكن إقامتهم وقد
تكدست علي إثر عمليات التمشيط أعداد
كبيرة من المواطنين بكمين الزعفرانة المدخل الشمالي للمحافظة وهو طريق
دخول القادمين من القاهرة والدلتا
والسويس ومحافظات وسط الصعيد وكذلك كمين قرية النصر بالكيلو 85 جنوبا
وهو نقطة دخول القادمين من قنا
وجنوب الصعيد حيث تم منع الدخول تماما إلاٌ لأبناء البحر الأحمر فقط وقد تم
ترحيل أعداد كبيرة من المواطنين
وصلت الدفعة الأولي منها لحوالي 740 مواطنا وقفزت هذه الاعداد إلي حوالي
ثمانية آلاف حتي كتابة هذه السطور
ففي قسم شرطة ثان بحفر الباطن امتلأت غرف الحجز بمئات المواطنين في ظروف
بالغة السوء انتظارا لترحيلهم
وفي ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز 42 درجة مئوية نهارا وقريبا
منها ليلا حيث أماكن الاحتجاز مغلقة
ويملؤها شهيق وزفير هؤلاء الغلابة. كما تم تمشيط المناطق العشوائية وترحيل
الذين ليس لهم مصادر عمل ثابتة
ورغم أن عملية التمشيط متوجهة في الأساس إلي من ليس له اقامة أو عمل
منتظم بالغردقة إلا انها تسببت في وقف
حركة البناء والتشييد والانشاءات والمقاولات نتيجة اعتماد هذه الأعمال علي
عمال اليومية الذين لا ينتمون إلي
شركة أو مقاول محدد كما ترك ذلك أثرا علي المطاعم والمقاهي الشعبية
المنتشرة بمدينة الغردقة،. وفي غمرة
هذه الحملة الشرسة تساءل المواطنون: لماذا لم تقم الجهات الأمنية باعطاء
مهلة لمن يعمل منذ سنوات ولا يمتلك
تغيير إقامة بأن يطلب توفيق أوضاعه حتي لا يؤخذ فجأة من الشارع أو محل
العمل بدون أن يحصل علي فرصة
لجمع أغراضه ومتعلقاته إضافة للمبالغ المالية التي تركها هؤلاء المرحلون
لدي أصحاب العمل حيث يتم القبض
عليهم ثم الترحيل إلي أقسام الشرطة ومنها إلي سيارات الترحيلات لإبعادهم
عن البحر الأحمر؟!
ولأن هناك سباقا محموما الآن علي ترحيل أعداد هائلة لخارج المحافظة وكثرة
عدد السيارات والرحلات المكوكية
فقد انقلبت السيارة رقم 37112 عند الكيلو 60 طريق سفاجا قنا وهو ما أدي
لاصابة قائدها الجندي أحمد سعد
عبدالباسط وضابط الشرطة باهر محمد إبراهيم وسيد عبدالله وماجد رفعت وجمعة
إسماعيل ومحمد محمد عبدالعزيز
وحسن حسن محمد ومحمد أحمد عبد الواحد وهم من الغلابة الذين تم ترحيلهم
ولكنهم نقلوا إلي مستشفي سفاجا لتلقي
العلاج من الاصابات التي لحقت بهم في رحلة الابعاد عن البحر الأحمر.
وقد أثارت عمليات التمشيط أسئلة مازالت تبحث عن اجابات بمدينة الغردقة
حيث اقتصرت عمليات الترحيل علي
الشباب الباحثين عن عمل فقط وتغافلت عن الفتيات اللائي يتحركن بكل حرية
داخل هذه المدينة دون أن يكون لهن عمل ثابت سوي السلوكيات المنحرفة!!!
وأعلن مصدر أمني مسئول أن عمليات الترحيل سوف تستمر وأنها ليست مرتبطة
بزيارة اللواء فتحي طايل مساعد
أول وزير الداخلية للمنافذ وأكد عدد من المبعدين أن هذه الاجراءات تعيد
إلينا ذكريات مؤلمة وحزينة أيام الاحتلال
الانجليزي حيث كان الدخول لمحافظة البحر الأحمر بتصاريح تمنحها شركة آبار
البترول والزيوت الانجليزية
المحدودة والتي كانت صاحبة امتياز بمناطق رأس غارب والغردقة ورأس سدر
وبطامر والدمشة وكان الزائر
يحصل علي تصريح لمدة 15 يوما وبعدها لابد من مغادرة البحر الأحمر منطقة
الامتياز الانجليزية، أما العاملون
وأسرهم فكانت لهم تصاريح دائمة والتي تساوي حاليا محل الاقامة بالبطاقات
الحديثة، من ناحية أخري تعددت
شكاوي المقبوض عليهم من طول فترات الانتظار داخل أقسام الشرطة والمعاملة
غير الآدمية التي يتعرضون لها من
جانب بعض جنود وأمناء الشرطة والضباط حيث يتم منعهم من دخول دورات
المياه إضافة لعدم توافر مياه الشرب لفترات تمتد لثماني ساعات.
تصاريح دخول
وحسما للجدل الدائر حول دخول محافظة البحر الأحمر بتصاريح أو اعتبارها
كباقي محافظات الجمهورية من حيث
حرية التنقل أمام المواطن المصري أسوة بالاجانب أكد مصدر أمني مسئول أن
جميع المنافذ تم احكامها وابلاغ غرف
المنشآت الفندقية باستخراج تصريح للعاملين الذين يزاولون أنشطة بهذه
المنشآت، كما تم اخطار ادارات الفنادق
بذلك، وقام فعلا مديرو الأمن بالفنادق بإعطاء تصاريح للعمال أثناء حصولهم
علي الاجازات الخاصة بهم حتي لا يتم
اعتراضهم أمنيا في حالة العودة لأعمالهم أو وضعهم موضع الاشتباه وأضاف
المصدر انه تم وضع حواجز حديدية
لاعتراض أية سيارات تقف أمام الفنادق، كما تم اغلاق السوق التجاري بمنطقة
الدهار بالمتاريس لمنع السيارات من
دخول السوق ورفض المصدر تحديد رقم معين لحجم العمالة التي تم ترحيلها
كما أكد في نفس الوقت استمرار هذه
الحملات، يذكر أن بعض الشخصيات الأمنية رفيعة المستوي تتواجد الآن بمدينتي
الغردقة وسفاجا للاشراف علي
الخطة الأمنية الموضوعة وترددت أنباء عن قيام الجهات الأمنية بوقف الاقامات
الجديدة علي البطاقات الشخصية،
ومن جانبه أعلن اللواء سعد أبوريدة محافظ البحر الأحمر أنه سيتم توفير
عدد من أجهزة كشف المفرقعات والتي
سيساهم في نفقتها عدد كبير من المستثمرين بالاشتراك مع المحافظة، كما
طالب أبوريدة بسرعة الانتهاء من اعداد
البوابة الشمالية والجنوبية لمدينة الغردقة، ومن ناحية أخري أصابت حالة
الكساد التجاري مدينة الغردقة التي
توقفت فيها الأعمال والانشاءات بصورة شبه كاملة نتيجة ترحيل عمال المعمار.
وأكد مسئول بمركز معلومات
المحافظة أن عدد العاملين في مجال السياحة بالبحر الأحمر يصل لحوالي 35
ألفا بدون العمالة الحرفية بطائفة
المعمار وفي سفاجا قامت الجهات الأمنية بعمليات تمشيط واسعة والقبض علي
العديد من المواطنين غير الحاصلين علي اقامة داخل المحافظة.
أما بالنسبة للعاملين بالقري السياحية فقد تم الحصول علي جميع أسماء العاملين
وإجراء الكشف والتحري عنهم، وقد استنكر المواطنون بمدينة سفاجا هذه
الاجراءات الأمنية والتجاوزات
المصاحبة لها خاصة أن هناك صلات نسب ومصاهرة وقرابة ما بين أهالي محافظات
الصعيد والبحر الأحمر وهو
ما يجعل هذه الاجراءات يعاني منها الكثيرون، كما حدث تأثر نسبي سلبي ببعض
القري السياحية نتيجة ترحيل بعض
العاملين وهو الأمر الذي دفع إدارات هذه القري للبحث عن بديل وسط خشية
استقدام عمالة أجنبية من دول آسيا لا
سيما أن الأجنبي يجتاز الحواجز والأكمنة دون أن يتعرض له رجال الأمن، الشيء
الغريب والمصاحب لهذه
الحملات أن الشباب وأهالي سفاجا قد توقفوا عن التجوال خشية إلقاء القبض
عليهم حتي هؤلاء الذين يحملون بطاقات
الهوية، وقال محمد رفيع عضو مجلس محلي المحافظة إن العديد من العاملين
بالقري السياحية بالغردقة تخلفوا عن
الحضور عقب انتهاء الاجازات الخاصة بهم عقب حجزهم عبر المنافذ والأكمنة
وبالتالي أصبحوا مهددين بالفصل
وكذلك تعطلت بعض المرافق داخل هذه القري وأضاف رفيع أن هناك بعض العمال
غير المرتبطين بعمل معين مثل
عمال المعمار وبعض الحرف الأخري والذين تركوا فراغا كبيرا نتيجة هذه
الاجراءات الأمنية وطالب رفيع
بضرورة وضع ضوابط للعمل داخل الغردقة حيث لم يكن هناك ترتيب منظم وكان
يتوجب علي الجهات الأمنية
إعطاء فرصة أو مهلة لأصحاب العمل والعاملين للاستعداد لتوفيق اوضاعهم مع
الاجراءات الجديدة لأن ما يحدث
يعتبر تجاوزات وساق رفيع مثالا علي ذلك بأحد المواطنين الذي ألقي القبض
عليه وترحيله ولم تعلم زوجته وأولاده بذلك حيث تم تركهم دون عائل !!
كما أن الاعداد الكبيرة والمكدسة بأقسام الشرطة في مساحات ضيقة وترك
المواطنين والشباب في العراء خلال أيام
الصيف هذه ودرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤدي إلي اصابات أو وفيات
بين المرحلين وهناك شيء غريب يتم
عبر المنافذ حيث يتم انزال الشباب الوافد إلي المحافظة عند الأكمنة
واعادة السيارات التي كانت تقلهم والسؤال:
لماذا لا تتم إعادة السيارات بمن تحمل حتي لا يضطر الأمن إلي ترحيلهم مرة
ثانية بسيارات الداخلية وهم مكدسون وقد يؤدي ذلك إلي مشاكل لا حصر لها.
أما إبراهيم سليمان عضو مجلس محلي المحافظة فكان تعليقه علي هذه
الاجراءات أن قال: هناك مظهر أمني
وعلي أرض الواقع هناك غياب أمني حيث جاءت هذه الاجراءات الأمنية عقب حادث
شرم الشيخ ولن يصب ذلك في
مصلحة ما ينادي به محافظ البحر الأحمر من أن جميع أبناء محافظات مصر
لديهم فرص عمل بالبحر الأحمر وهناك
ناحية أخري هامة جدا وهي ضرورة حصر المشروعات الجديدة بكل القطاعات وعمل
كارنيهات للعاملين بها حتي لا
تتكرر وتستمر المشاكل، واتفق سليمان مع ضرورة الترحيلات ولكن بشرط عدم
أخذ العاطل بالباطل بل مطلوب
ترحيل من لا داعي لوجوده في البحر الأحمر حيث يشكل وجوده مصدرا للقلق.
وأكد المحاسب أحمد علي غابة من أبناء المحافظة أن ترحيل العمالة الزائدة
من جانب الجهات الأمنية لا شيء عليه
ولكن أسلوب تنفيذ هذه الاجراءات والتي تشبه الطرد تؤدي إلي حالات تخبط
وتعسف في تنفيذ القرارات حيث لا
يوجد في الدستور وهو أبوالقوانين أية مواد تمنع من دخول المصريين لأية
مدينة مصرية، وهو ما يؤكد أن تطبيق
هذه القرارات شابته بعض الاخطاء، كما أن هناك مشكلة يغفلها الكثيرون وهي
أن هذا الشباب الذي يتم ترحيله
وسلب فرصة العمل منه سيكون فريسة سهلة لبعض خلايا الارهاب نتيجة التعسف
معه من جانب الأمن ودفعه دفعا
من الدولة الي البطالة من خلال تضييق الخناق عليه، وشارك بالرأي ايضا
محمود الجبلاوي موظف بالبحر الأحمر
وقال تواجد أبناء محافظات الصعيد وخاصة قنا والأقصر وأسوان هو الامتصاص
الطبيعي للبطالة بهذه المحافظات
لكثرة توافر فرص العمل بها وتساءل متعجبا أنه في حالة عودة هؤلاء الشباب
إلي محافظاتهم والجلوس بلا عمل
فسوف تزيد حدة البطالة وتصبح هناك مشكلات أمنية، وأوضح ان عملية الترحيلات
لغير العاملين المقيمين يحسب
للجهات الأمنية خاصة بعد انتشار حوادث السرقة والبلطجة واختتم كلامه بأن
هناك العديد من المواطنين الصالحين
الذين تم القبض عليهم بطريقة عشوائية وبالتالي سيشعر هذا المواطن بالظلم
والقهر تجاه وطنه، وأكد أحد أصحاب
القري السياحية والذي رفض ذكر اسمه رفضه لتجاوزات الأمن وأضاف أن العمل
بالمنشأة السياحية الخاصة به لم
يتأثر حيث إنه يقوم بتوفير واستخراج كارنيهات للعاملين معه غير أن طائفة
المعمار والتي نحن في أشد الحاجة إليها
علي حد قوله تم ترحيلها عنوة وتعجب أن مثل هذه الاجراءات لم تحدث بشرم
الشيخ رغم أنها منتجع ومن السهل
السيطرة عليها، أما بالنسبة للبحر الأحمر فانها مرتبطة بأغلب محافظات
مصر، وقال أمير فادي محاسب بالبحر
الأحمر أن هذه الاجراءات وان كانت في صالح الأمن بالمحافظة إلا أنها سوف
تترك أثرا سلبيا ومباشرا علي
الأماكن الشعبية وخاصة المقاهي والمطاعم الشعبية التي توقفت تماما حيث لا
يجد أصحاب هذه الأماكن عماله لخدمة روادها.
وفي مطروح والتي تشهد هي الأخري عمليات تمشيط وتفتيش واسعة النطاق بعد
أحداث شرم الشيخ خاصة أن
بالمحافظة منطقة رأس الحكمة والتي يتخذها الرئيس مبارك مصيفا خاصا ويقضي
به أكثر من 20 يوما سنويا هذه
المنطقة تتعرض لعمليات تفتيش وتمشيط دقيقة جدا لتطهير المحافظة وتأمين
المداخل الخاصة بها كما قامت ادارة أمن
مواني مطروح بتفتيش الركاب القادمين والمغادرين تفتيشا ذاتيا علاوة علي
تفتيش الحقائب في المطارات. كما
قامت مديرية أمن مطروح بزيادة وتكثيف عدد اللجان الخاصة بالمدخل البري
للمحافظة وقد قامت هذه اللجان بالقبض
علي عدد من الاشخاص المشتبه بهم والذين صدرت ضدهم أحكام كما تطور الأمر
للقبض علي بعض الاشخاص من
الذين يمكن الاشتباه بهم، كما قام الفريق محمد الشحات محافظ مطروح شخصيا
باغلاق عدد من المقاهي في أكبر
عملية بمطروح لأسباب مازالت مجهولة، كما تقوم ادارة المرافق بمطروح
بتضييق الخناق علي أصحاب المقاهي التي
لم تغلق بدون أسباب كافية وتهديد من يعترض علي ذلك بالاغلاق الفوري.
الإسكندرية لا تشهد إجراءات أمنية استثنائية إلا أن حملات إزالة ومطاردة
الباعة الجائلين في الشوارع والميادين
وإلقاء القبض عليهم وترحيلهم خارج الإسكندرية إلا إذا كان المقبوض عليه له
مقر اقامة أو سكن بالمحافظة كما تم
تشديد الحراسات علي الفنادق السياحية والمنشآت الهامة والحيوية غير أن
الإسكندرية كمحافظة بها المصايف لا
يشعر سكانها بهذه الاجراءات.
وكان أكثر من تأثر بهذا القرار الغريب هم أبناء محافظة قنا الذين يمثلون
أكثر من 70 % من المقيمين بمدن البحر
الأحمر سواء لارتباطهم بالعمل بالسياحة أو التجارة أو كعمال تشييد وبناء
حيث ضربت أجهزة الأمن في المسافة
بين قنا والبحر الأحمر أربعة أكمنة تحت سيطرة عدد هائل من كبار ضباط
الشرطة الذين فرضوا طوقا أمنيا علي
مداخل البحر الأحمر بطريقة غير مسبوقة يخضع فيها المواطنون رجالا وسيدات
وشيوخا للتفتيش الذاتي بدءا من
الكيلو 6 ثم الكيلو 85 طريق قنا البحر الأحمر ثم كمين سفاجا فالغردقة.
المواطنون القاصدون إحدي مدن البحر الأحمر خاصة سفاجا أو الغردقة ذات
النشاط السياحي المكثف يتم استيقافهم
عند الكيلو 85 ليبدأوا رحلة من التفتيش الذاتي والتذنيب لأكثر من ساعتين
في الشمس الحارقة انتظارا لدورهم في
التفتيش الذي يسفر عن احتجاز كل من لا تثبت علاقته بهذه المدن سواء
بالإقامة أو الارتباط بعمل حتي يسمح لهبالدخول.
والأنكي من ذلك هو اقتحام أجهزة الأمن للمنازل وإفراغها من سكانها
وإخضاعهم لتحريات دقيقة بعدها يتم ترحيل
الآلاف منهم ممن يعملون هناك وتسليمهم لنقطة الحدود علي مداخل مدينتي
الغردقة وسفاجا خاصة. أما أبناء باقي
المحافظات القاصدون مدن البحر الأحمر فهم ممنوعون من الدخول وأكثر
المحافظات تضررا هم أبناء محافظة قنا
الذين تم ترحيل وعودة الآلاف منهم وأصبح المشهد اليومي المعتاد في قنا
عودة أفواج من الشباب يحملون حقائبهم
مصابين بخيبة أمل بعد ترحيلهم وقطع مصدر رزقهم الوحيد والأكثر إيلاما أن
من تم احتجازهم عند نقطة الكيلو 85
ومنعهم من دخول مدن البحر الأحمر يتم حشدهم في سيارات نقل البضائع
لإعادتهم لبلادهم بطريقة غير آدمية مما
أسفر عن عدة حوادث مرورية أصيب في إحداها عشرات الأبرياء إثر انقلاب
السيارة النقل بهم.
أما السائقون بموقف البحر الأحمر فيتسم بعضهم بالأمانة وينصح الركاب بعودة
من ليس لديه إثبات شخصية أو
مرتبطا بعمل قبل ركوب السيارة حتي لا يفاجأ بعودته من الكيلو .85
خلقت تلك الأزمة عددا من الصراعات والمشكلات يصعب حصرها مثل ضرب سوق
العمالة بالبحر الأحمر حيث إن
معظم العاملين به من أبناء محافظة قنا وكذلك تضخم سوق البطالة بقنا بسبب
تشريد وعودة أبناء قنا العاملين بالبحر
الأحمر وقطع الصلة بين الأسر المقيمة هناك وذويها بقنا وشل حركة العمل
بمدن البحر الأحمر والضغط النفسي
الذي يخضع له المقيمون بهذه المدن للممارسات الأمنية المتشددة بمبرر
وبدون مبرر.
التقت 'الأسبوع' بعدد من العائدين والمحتجزين عبر الحدود بين قنا والبحر الأحمر.
يقول الحاج عماري الصغير إنه مرتبط بأعمال مقاولات بالبحر الأحمر بعقود
تشغيل وتسليم عمل في مدة زمنية
محددة وفوجئ بترحيل سائقي المعدات الخاصة به بموقع العمل وأرسل بديلا لهم
وعند الكيلو 85 تم احتجازهم
وشحنهم في سيارة نقل بحجة أن بطاقاتهم الشخصية من قنا وليس البحر الأحمر
مما يعرضه لخسائر فادحة نتيجة
عدم السماح للسائقين بدخول الغردقة لممارسة عملهم.
ويضيف بدري نور الدين من منطقة الشئون بقنا: والدتي المريضة تقضي فترة
استجمام بالغردقة لدي شقيقي
محسن وفوجئت بزوجة شقيقي تخبرني بتعرض والدتي لأزمة حادة وانتكاسة شديدة
وأن شقيقي محسن الذي يعمل
بمنطقة جبل الزيت برأس غارب يصعب الاتصال به فانتقلت علي الفور بسيارة
خاصة أجرة قنا قاصدا الغردقة
للاطمئنان علي والدتي والعودة بها لعرضها علي اخصائيين واستكمال علاجها
وعند الكيلو 85 استوقفني ضابط
شرطة وسألني: إلي أين؟ أخبرته بأنني ذاهب للغردقة وطلب مني إثبات شخصيتي
وفور الاطلاع عليه أمر
السائق بالاستدارة للخلف وقام بشحن السيارة بمجموعة من عمال التسليح
وقال: 'دول تسلمهم عند سيدي عبد
الرحيم القنائي وما تنساش تقرا الفاتحة'. هكذا بمنتهي السخرية. فقلت له:
ماذا تفعل والدتي مريضة
وحالتها حرجة ولابد من استكمال طريقي لإنقاذها من موت محقق ولا يوجد من
يقوم علي رعايتها. فإذا به يسب
السائق بألفاظ نابية. وفور وصولي منزلي بقنا اتصلت بزوجة شقيقي وأخبرتني
بأنها نقلت والدتي لأحد
المستشفيات ولكن لا يوجد لديها المال الكافي لنفقات العلاج فاضطرت لبيع
جهاز الكمبيوتر الخاص بابنها لعلاج والدتي.
أما العويضي محمد رضوان من العاملين بمدينة الغردقة ومقيم بها منذ عشر
سنوات لكن بطاقته الشخصية لا تزال
تحمل محل إقامته الأصلي بقنا ولم يفكر في إثبات محل إقامته الجديد في
البطاقة. واضطر أن يقوم بزيارة عاجلة
لقريته لتأدية واجب العزاء في أحد أقاربه ولدي عودته للغردقة تم
استيقافه في الكيلو 85 وبعد إلحاح شديد استطاع
إقناع ضابط الشرطة بأنه مقيم إقامة دائمة ومستقرة منذ عشر سنوات
بالغردقة حتي منزله الذي ورثه عن والده
ببلدته قام ببيعه وبناء عمارة صغيرة بالغردقة بعدها سمح له الضابط
باستكمال طريقه للغردقة وعند نقطة تفتيش
سفاجا استوقفه كمين آخر وهناك رفض الضابط تماما السماح له باستكمال
طريقه وقام بشحنه في سيارة نقل مع
أكثر من عشرين شخصا كانوا محتجزين وعند الكيلو 85 طريق قنا البحر الأحمر
قام السائق بإفراغ حمولة
السيارة المكدسة بالبشر وقال: 'انتو هنا علي الحدود شوفوا حد يكمل معاكم
المشوار لقنا لأنني عائد لسفاجا
ومش فاضي' وظللت في قنا لدي أقاربي حتي أرسلت زوجتي عقد ملكية العمارة
الذي استطعت بواسطته عبور الحدود المحرمة والعودة لمنزلي.
أما الحاج عابدين فراج فيصرخ قائلا: لم أكن أتصور أن الأمن يمنعني من تلقي
واجب العزاء في شقيقي. فقد
اتصلت بي ابنة شقيقي تخبرني بوفاة والدها الذي ترك قريته بقنا واستقر
بالبحر الأحمر منذ أكثر من 25 عاما
لارتباطه بأعمال المقاولات هناك. وفور علمي بنبأ الوفاة استقللت سيارة
بيجو بصحبة زوجتي وبناتي الثلاث
لنلحق بتشييع جنازة شقيقي الأكبر وعند نقطة الكيلو 85 استوقفني في الكمين
ضابط شرطة برتبة لواء وكلف أحد
الضباط بمتابعتنا وطلب من الضابط إثبات شخصيتي أنا والسائق فقال للواء
الشرطة: 'من قنا يا أفندم'
فأشار إليه بعودة السيارة للخلف. فتحت باب السيارة وتقدمت من الضابط
الكبير وأخبرته بأنني ذاهب للبحر
الأحمر لتشييع جنازة شقيقي ولم يصدقني وطلبت منه النظر إلي داخل السيارة
حيث السيدات متشحات بالسواد دليلا
علي أننا ذاهبون لواجب العزاء فرد قائلا: 'كل الصعايدة بيلبسوا أسود زي
الغربان'! ولم أفلح في إقناعه
بالسماح لي باستكمال طريقي وعدت ولم أشيع جثمان شقيقي الأكبر لمثواه
الأخير أو حتي اتلقي العزاء فيه.
نوال محمود 'مدرسة' تقول: في كمين الكيلو 85 استوقف ضابط الشرطة السيارة
التي نستقلها وبعد تفتيشها
تفتيشا دقيقا اطلع علي إثبات شخصية الركاب وقام بحجز اثنين من الركاب
واستكملنا طريقنا وعند مدخل سفاجا
طلب أحد الضباط إثبات شخصيتي المدون بها عملي ومحل إقامتي بالبحر الأحمر
وظننت أنه لا غبار عليٌ
وسيسمح لي باستكمال طريقي فإذا بشخص يقف خلفه يطلب مني خلع الحجاب فرفضت
ونظرت إليه بغضب فقام
بحجز السيارة أكثر من ساعتين ونصف الساعة في الشمس الحارقة حتي سمح لنا
بالتحرك.
وفي مدينة الأقصر ذات الإقبال السياحي المتدفق كانت هناك إجراءات أمنية
مشددة بدءا من كمين حجازة ثم مدخل
الأقصر وتفتيش السيارات والركاب تفتيشا دقيقا بعدها يسمح لهم بالدخول.
ملحوظة: حتى عامنا هذا 2007 ما يزال أبناء الصعيد ممنوعون من دخول محافظات البحر الأحمر