في اعترافات مسئولان سابقان بالموساد في كتاب لهما - مجموعة المكتبيين العرب

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

العنوان: في اعترافات مسئولان سابقان بالموساد في كتاب لهما

التاريخ : Oct 14, 2005

المصدر:  غرفة الأخبار / جريدة مصر العربية (الإلكترونية)

نص الموضوع :

زعم كتاب صدر حديثاً في "إسرائيل" أن "عامل المفاجأة" في حرب أكتوبر 1973
لم يكن هو الحاسم في الحرب، مؤكداً على أن عدداً من التحذيرات وصلت
إلى "إسرائيل" تنبئ بان الجيشين المصري والسوري يستعدان لشن الحرب وان
رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير ووزير الدفاع موشيه ديان كانا
بانتظار هذه الحرب.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت استعراضاً لكتاب بعنوان "وهم مستحوذ من دون
غفران" من تأليف اثنين من كبار المسؤولين السابقين في جهاز الموساد
الإسرائيلي هما دافيد أربيل وأوري نئمان والكتاب صادر عن دار النشر
التابعة ليديعوت أحرونوت.

وبحسب أربيل ونئمان فان القيادة السياسية والعسكرية في "إسرائيل" كانت
مدركة تماما للإنذارات التي تتالت على طاولتها وعرفت أن الحرب وشيكة
لكنها رغم ذلك لـم تفعل شيئاً حتى تمنعها وكانت مستعدة لدفع ثمنها من خلال
اعتبارات باردة تهدف إلى دفع أهداف استراتيجية إلى الأمام.

ويستند أربيل ونئمان في كتابهما واستخلاصاتهما إلى محاضر الجلسات التي
عُقدت في الأيام السابقة للحرب وعلى تقارير استخبارية وضعت على طاولة
رئيسة الوزراء ووزير الدفاع في تلك الأيام.

وقال نئمان وأربيل ان سبعة إنذارات مهمة كانت قد وُجهت لديان وغولدا
مئير، كان من شأنها أن تشعل أضواء حمراء من قبل وقت طويل من ظهيرة يوم
الغفران.

ويرفض المؤلفان نظرية "الـمفاجأة" والرأي السائد في أن شعبة الاستخبارات
العسكرية الإسرائيلية لـم توفر الإنذار الـمطلوب ويعتبران أن كل الحديث
حول عامل الـمفاجأة كان فرية ابتدعت في وقت لاحق لتمكين قادة إسرائيل من
التملص من تهمة الفشل.

واعتبر نئمان في حديث ليديعوت أحرونوت أن "الـمفاجأة هي ورقة التين التي
جاءت لتغطية الحقيقة بعد أن تبين لصناع القرار أن الأمور جرت بصورة
مغايرة عما توقعوه وقرروا تعليق الفشل على شماعة الـمفاجأة التي لـم يكن
بإمكانها أن تحدث بسبب كثرة الإنذارات".

وقال المؤلفان انه "لـم تكن كل حكومة إسرائيل راغبة في هذه الحرب.

"الجزء الأكبر من الحكومة لـم يعرف عموما بما يحدث وهناك أيضاً أشخاص مثل
وزير الـمالية بنحاس سفير والذين كانوا أعضاء في الـمجلس الوزاري
السياسي الأمني الـمصغر وتم إخفاء الأمور عنهم.

"ولكن كانت هناك نواة أُطلق عليها اسم الـمطبخ وشارك في اجتماعاته ديان
وغولدا ويسرائيل جليلي وبين حين واخر كان يشارك في هذه الاجتماعات يغئال
ألون وطاقم اختصاصي من وزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان ورئيس شعبة
الاستخبارات العسكرية وغيرهم من الـمساعدين الـمختلفين.

"لقد جلسوا في (اجتماعات) الـمطبخ وقاموا بطهي مستقبلنا".

وأوضح الكاتبان "سمعنا شهادات، ولكن ليست لدينا وثائق وليست هناك أيضاً
وثائق حسب رأينا لأن الـمسؤولين في تلك اللحظات قاموا بإغلاق
الـميكروفونات في هذه الاجتماعات وطلبوا من الكاتبة بأن تتوقف عن
التدوين.

"ولكن في هذه الجلسات كان هناك قرار حول التصور في أن الحرب يمكن أن
تكون جيدة لإسرائيل".

وقال نئمان ان "هناك أموراً لا يمكن التحدث حولها ولكن كانت هناك أمور
أثارت قلقي على مدار السنين ودعمت شعوري بأن الأمور الحقيقية كانت مغايرة
عما أظهرته لجنة أغرانات (التي حققت في الإخفاق بتوقع الحرب) أمام
الجمهور.

"دافيد أربيل وأنا انكشفنا لشهادات أشخاص ادعوا انهم كانوا قد حذروا
الحكومة وأجبرنا أنفسنا على عدم التحدث عن الأمور التي لـم تسمح وزارتنا
في السابق بنشرها في حينه.

"وهكذا فانه لم يتم الكشف (من خلال الكتاب الجديد) عن كل شيء".



وذكرت يديعوت أحرونوت أن الكتاب يتحدث بصورة موسعة عن سلسلة تحذيرات
وصلت تباعاً إلى الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية في الأسابيع التي سبقت
الحرب وبواسطتها يعد أربيل ونئمان لائحة الإدانة ضد وزير الدفاع ورئيسة
الحكومة في فترة الحرب.

ورأى نئمان ان "هذا الفريق السياسي الأمني عرف وتوجه لهذه الحرب بعيون
يقظة.

"لقد عرفوا أنهم سيضطرون إلى دفع الثمن ولكنهم اعتقدوا أن الثمن لن يكون
باهظاً وأن دفعه جدير من أجل الهدف لأننا سنحقق من خلال الحرب الـمزيد من
الإنجازات والثروات التي تستوجب خوض الـمخاطرة.

"ولكنهم عرفوا بصراحة ووضوح أن الحرب على الأبواب.

"كانت هناك إنذارات محددة تم طرحها بصورة منتظمة على النقاش في مكتب
وزير الدفاع".

وأضاف نئمان ان "الـمستوى السياسي الـذي يتخذ القرارات كان مطلعا على
هذه الـمعلومات إلا أنه قرر بالرغم من ذلك عدم استدعاء قوات الاحتياط وعدم
توجيه ضربة وقائية وإنما السماح للعرب بالبدء في الحرب على افتراض أنهم
سيضربوننا.

"قيادتنا اعتقدت: إذا ضربناهم بعد حرب أخرى قاموا هم بالـمبادرة إليها
ونحن "فوجئنا بها" وبالرغم من ذلك نجحنا في قلب الأمور رأساً على عقب
فسيكون بإمكاننا أن نأتي للعالـم وللعرب وان نقول لهم لا مفر، أنتم
تريدون صنع السلام معنا فلتفعلوا ذلك في الحدود التي نقررها نحن. هذا هو
السبب من وراء ملاءمة حرب إضافية لهم".

وكتب أربيل ونئمان في كتابهما أن "السعي إلى تعديل الحدود والى تسوية
جيواستراتيجية جديدة دفع إلى إغلاق العيون على الـمستوى السياسي
والعسكري.

"هذا كان جذر النواقص والاخلالات والخسائر الفادحة التي لحقت بالجيش في
الأيام الأولى من حرب الغفران والأمر لـم يحدث بسبب إخفاق أمني وإنما بسبب
فكرة مستحوِذة".

واعتبر الكاتبان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أبان حرب أكتوبر 1973 دافيد
العزار كان شريكاً في هذه الرؤية وأنه " لعب الدور الذي طلبته منه هذه
الـمجموعة من دون أن يعرف بتاتا أنه يقوم به.

"فهو أيضاً مثل غولدا (مئير) وديان كان ينتمي للتيار الذي يعتقد أن حدود
دولة إسرائيل كما جرى رسمها في عام 1948 هي مأساة للأجيال القادمة وعليه
يتوجب توسيعها.

كما اعتقدوا أن حرباً إضافية ستمهد الطريق في الساحة الدولية وعند العرب
أيضاً لقبول هذا الـموقف".

ويعتبر نئمان وأربيل أنهما يغلقان من خلال كتابهما ما تركته لجنة أغرانات
مفتوحاً عندما لـم تحدد الـمذنب الـمركزي ولـم تقدمه للـمحاكمة لان "لجنة
أغرانات فرت من تقديم الـمذنبين للـمحاكمة وهذا الأمر أبقى جرح حرب
الغفران نازفا والآن، بعد صدور الكتاب، سيصبح الأمر أقل إيلاما وربما سيكون
بالإمكان إغلاق قصة يوم الغفران والاستراحة منها".

ولفتت يديعوت أحرونوت إلى أن هذا أول كتاب حول يوم الغفران يكتبه رجال
الموساد.

ودافيد أربيل (69 عاماًَ) كان رئيس التوجيه وبعد ذلك ممثلا للـموساد في
اوروبا والولايات الـمتحدة وأوري نئمان (66 عاماً) كان رئيس قسم الأبحاث في
الموساد.

عندما اندلعت حرب أكتوبر 1973 كانا في بداية عملهما في الموساد.

وقال أربيل عاد قبل اندلاع الحرب بعدة اشهر من مهمة في الخارج وفي يوم
الخميس الذي سبق نشوب الحرب (يوم السبت) طلب المسؤولون في الموساد منه
الـمساعدة في سفر رئيس الموساد تسفيكا زمير إلى الخارج للالتقاء في لندن
بالعميل "بابل" وهو اشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد
الناصر والذي ابلغ إسرائيل باقتراب موعد نشوب الحرب.



وأضاف اربيل انه "كانت هناك في ذلك الحين مصاعب في إخراجه من البلاد وفي
نهاية الـمطاف أخرجناه بطريقة ما إلى الخارج.

"وفي ظهيرة اليوم التقيت في مصعد الـمبنى بصديق كان في وحدة جمع
الـمعلومات في الموساد وقد سألني هل تعرف لـماذا سافر تسفيكا؟

"قلت له: ليس لدي أي تصور وأعرف فقط أن هناك شيئا ما عاجلا.

"عندئذ قال لي: ماذا، ألا تعرف؟ هناك حرب.

"هذا يعني أن عددا من الأشخاص عرفوا أن الحرب قادمة وفي يوم السبت اندلعت
هذه الحرب ولـم أشعر بأي انفعال، كنت واثقا أن الجميع على أهبة الاستعداد
وأن كل شيء على ما يرام.

"بعد ذلك جاء الانهيار".

في تلك الفترة كان نئمان مسؤولا عن إقامة قسم يتولى الأبحاث حول أفريقيا
وآسيا وتسلـم من حين لآخر أوراقا تم إعدادها في قسم الأبحاث التابع لشعبة
الاستخبارات العسكرية وتشير إلى وجود معلومات مفصلة ومذهلة حول
الاستعدادات في الجانبين الـمصري والسوري للحرب.

وقال انه "كُتب هناك أن الـمصريين يقومون بالزج بالأسلحة والذخائر وانهم
شرعوا في جلب الجسور والـمدافع الـمائية لاقتحام خط بار - ليف كما أنهم
ألغوا إجازات كل الضباط ونفس الشيء حدث مع سورية وبالرغم من ذلك شاهدت
سطرا في الأسفل كُتب فيه: الحرب لن تنشب حسب تقديرنا".

وأضاف ان "الصورة الصعبة كانت ماثلة أمام ناظري ديان وغولدا ديان رأى
نفسه دائما كشخص ذكي ومدرك للأمور ويعرف الشرق الأوسط أفضل من الآخرين وفي
مرات كثيرة تحدث قائلا أنه ليس بحاجة إلى تقديرات الاستخبارات وأنه يستطيع
ان يقرأ الـمواد لوحده وأن يستخلص الاستنتاجات الصحيحة من ذلك.

"ديان وغولدا حصلا على الوثائق وعرفا كل شيء إلا أنهما فضلا عدم إدراك
الحقائق وعندما رحل العلـماء السوفييت من مصر كان ذلك مؤشرا آخر لدرجة
أن الأعمى حتى يُفسره على انه تحضير للحرب".

الشعور بأن الحرب وشيكة تحول إلى أمر أكثر تأكيدا قبل إطلاق النار بـ 36
ساعة عندما قام عميل الموساد المصري "بابل" بإرسال شيفرة إلى العنوان
السري والتي كانت ترجمتها "أطلب الالتقاء على عجل للتحدث بصدد الحرب" وقد
وصلت هذه الرسالة إلى مقر الموساد مساء الخميس، أي قبل يومين من نشوب
الحرب.

ربما يمكن الادعاء أن إطلاق صافرة الحرب لـم يكن ليتم بناء على إنذار وصل
من "بابل" في الخامس من تشرين الأول، إلا أن هذا الإنذار لـم يكن وحيدا
وإنما كان واحدا من جملة متنوعة من الـمعلومات التي تدفقت على الهيئة
الاستخبارية.

الإنذار الأول صدر عن قائد الـمنطقة الشمالية في حينه، يتسحاق حوفي، الذي
قال في جلسة القيادة في 24 أيلول/سبتمبر أن الجيش السوري موجود في حالة
استعداد هجومية الأمر الذي يمكنه من شن هجوم مفاجئ وديان رد عليه قائلا أن
السوريين لن يخرجوا إلى الحرب في التوقيت الحالي.

في اليوم التالي وصل إنذار من العاهل الأردني الملك حسين.

وقال نئمان ان "الـملك حسين طلب الالتقاء مع القيادة الإسرائيلية وغولدا
مئير هي التي اعتادت الالتقاء به وقد عقد هذا اللقاء في مقر الموساد.

"لقد جاء الملك مع اثنين أو ثلاثة من مساعديه وأوضح لغولدا أن مصادر
الأردنيين الجيدة تشير إلى أن السوريين يستعدون للحرب.

"كان هذا إنذار صريح وليس تقديرا من سياسي وارتكز على مصدر عرف بعضنا
أنه موجود وانه كان في مرتبة عالية جدا في سورية.

"والملك حسين قال صراحة: كل شيء ينفذ على انه مناورة إلا أن القوات
(السورية) موجودة في حالة هجوم".



في مقابل الـمحادثة بين الـملك حسين وغولدا مئير جلس ضابط الاستخبارات
الرئيس أهارون لوبران ورئيس الموساد تسفيكا زمير في غرفة مجاورة مع
شخصية بارزة في حاشية الـملك وعرفت جيدا ما هو الـمصدر السوري الحساس
وقد تحدثت تلك الشخصية عن الاستعدادات التي يقوم بها الجيش السوري في
إطار تأهبه لشن الحرب بالتنسيق مع مصر.

الإنذار الثالث الذي يتحدث عنه الكتاب ورد من وكالة الاستخبارات الـمركزية
الأميركية في الليلة الفاصلة بين 29 - 30 أيلول وتحدث تقرير الـ
سي.آي.ايه عن ان الجيش السوري قد دخل في أهبة الاستعداد للقتال.

الإنذار الإضافي الذي يتحدث عنه أربيل ونئمان كان إنذار "كورت".

"كورت" هذا كان ضابطا برتبة عالية في الجيش الـمصري وحذر من أن الحرب
ستنشب من خلال "خدعة الـمناورة".

إنذار "كورت" مهم لأنه كان أول إنذار يُفصل الادعاء بأن الحرب ستنشب من خلال
خدعة الـمناورة.

الكتاب يتحدث عن إنذارين آخرين وردا من مصر من مصادر بقيت أسماؤها سرية
ودعمّت أقوال "كورت".

وقال نئمان انه "رغم ذلك لـم يتزحزح أي شيء.

"فقط عندما جاء /بابل/ وقال ما قاله استسلـم الجميع واستجابوا وحتى من
رغب في حينه لـم يعد بإمكانه أن يتجاهل الأمر ويتوجب أن نذكر ان هذا
الـمصدر كان فريدا من نوعه، والجميع قدروا أننا سنسمع منه بالضبط ما
يحدث في ساعة الـمحك.
"في كل الأحوال، حتى بعد إنذار بابل نفسه واصل ديان رفض توجيه ضربة
استباقية وحتى خلال الـ 48 ساعة الأخيرة عندما أصبح واضحا أن الأمر واقع لا
محالة".

ورأى أربيل "بما أن الموساد عرف مصادره جيدا فقد كان بإمكانه ان يقول
الأمور بصوت أكثر ضجيجاً.

"كان عليه أن يؤكد الحقائق ومع ذلك أقول أن القيادة كانت تعرف حتى لو
صرخ وأن الـمشكلة هي هوس القيادة العليا التي عرفت ولكنها لـم تغير من
موقفها".