مجموعة المكتبيين العرب-ابن لادن والجزيرة وأن

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

ابن لادن والجزيرة وأنا

أسامة بن لادن، من هو؟
لن أخوض كثيراً في موضوعية البرنامج وموقف مقدمه من الموضوع نفسه، ومن
أسامة وما يطرحه فلكل وجهة نظره ولست بالضرورة ممن يتفق مع أسامة أو
يختلف معه، ولكنني كصحفي علي الالتزام بما أعد به، وكذلك كان على
الجزيرة الالتزام بما وعدت به لي وللحكومة الأفغانية. فرغم الوعود
الكثيرة من إدارة الجزيرة ببث مقابلة أسامة ضمن البرنامج الموعود، إلا
أن ما تضمنه البرنامج منها كان أقل من ثلث ساعة رغم أن مدتها الأصلية
كانت ساعة واثنتين وأربعين دقيقة! وكان اتفاقنا مع الحكومة الأفغانية
ومع من أجرينا معهم المقابلات على بث فقرات غير تلك التي بثتها الجزيرة
في حال تعذر بث المقابلة كلها لأسباب لا تخفى على أحد. وقد وافقت الجزيرة
على هذا الاقتراح من يوم وصول المقابلات إليها!!

لم يزل في خاطري أن الذي قوض الرومان بالرمح أبـي
وجـواداً قـبلت حـافـره لـجة البحر تجـاه المغـرب
ومـلـوك الصين تهدي تربـ ـها لـفـتانا في صحاف الـذهب

س: أولا وفي البداية نسأل من هو أسامة بن لادن وماذا يريد؟
أسامة: الحمد لله ، أسامة بن محمد بن عوض بن لادن، من الله علي أن ولدت من
أبوين مسلمين، في جزيرة العرب في الرياض في حي الملز عام 1377 هجرية،
ثم من الله علينا أن ذهبنا إلى المدينة بعد الولادة بستة أشهر، ومكثت بقية
عمري بعد ذلك في الحجاز بين مكة والمدينة وجدة. أبي الشيخ محمد بن عوض
بن لادن من مواليد حضرموت، ذهب للعمل في الحجاز منذ أكثر من سبعين سنة،
ثم فتح الله عليه بأن شرف بما لم يشرف به أحد من البنائين وهو بناء
المسجد الحرام الذي فيه الكعبة المشرفة، ثم قام ببناء المسجد النبوي في
المدينة المنورة، ثم لما علم أن الحكومة الأردنية قد أنزلت مناقصة
لترميم قبة الصخرة، جمع المهندسين وطلب منهم أن يضعوا سعر التكلفة بدون
أرباح . فقالوا له نحن نضمن الربح مع سعر التكلفة، فقام رحمه الله بتخفيض
سعر التكلفة حتى يضمن رسو المناقصة عليه، فكان أن رسا عليه العطاء،
وكان من فضل الله عليه أنه كان يصلي أحياناً في المساجد الثلاثة في يوم
واحد. ولا يخفى أنه كان أحد المؤسسين للبنية التحتية في المملكة العربية
السعودية ، وبعد ذلك درست في الحجاز ودرست الاقتصاد في جامعة جدة أو ما
يسمى بجامعة الملك عبد العزيز، وعملت مبكراً في الطرق في شركة الوالد
عليه رحمة الله، رغم أن الوالد توفي وكان عمري عشر سنوات . هذا باختصار
عن أسامة بن لادن .

سألبس ثوبها وأذود عنها بأطراف الأسنة والصفاح
أتتركنا وقد كثرت عليها ذئاب الكفر تأكل من جناحي
ذئاب الكفر ما فتئت تؤلب بني الأشرار من شتى البطاح
فأين الحر من أبناء ديني يذود عن الحرائر بالسلاح
وخير من حياة الذل موت وبعض العار لا يمحوه ماحي


أكبر سرقة في التاريخ :
أما من ناحية الدنيا فهذا البترول كان يؤخذ بمبالغ زهيدة، ففي دول
الخليج وفي السعودية شركة أرامكو وفي فترة مبكرة في عهد الملك فيصل كان
لا يدفع للمملكة من البترول إلا بضع وسبعون سنتا للبرميل الواحد، يعني
أقل من دولار، ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن قامت الحرب ضد اليهود في عام
1973 ، وقطع العرب البترول فكسبوا أيضاً في دنياهم وارتفعت الأسعار إلى
أن وصلت إلى ما يقرب من أربعين دولاراً للبرميل الواحد، ووصلت إلى ستة
وثلاثين في الثمانينات، ثم قام الأمريكان باحتلالهم وضغطهم على دول الخليج
وإجبارها على زيادة حجم إنتاجها النفطي ومن عرضها له في السوق، مما أدى
إلى نزول الأسعار، فنحن نتكلم عن أكبر سرقة عرفتها البشرية في التاريخ،
يمكن أن نوضح هذا من خلال الخريطة:
((هنا فتح الشيخ أسامة خريطة كانت معه يبين فيها ما قال عنه أكبر سرقة
عرفتها البشرية وكانت فيها المعلومات التالية:
سعر البترول المفترض حالياً: 36×4=144 دولار.
سعر البترول حالياً: 9 دولار .
حجم السرقة الأمريكية في كل برميل:144-9=135 دولار.
الإنتاج اليومي من البترول للدول الإسلامية:30,000,000 برميل يومياً.
حجم السرقة اليومي: 135×30,000,000=4050 مليون دولار يومياً.
حجم السرقة السنوية :4050×365=1,478,250 مليون دولار.
حجم السرقة الكلية خلال 25سنة:1478250×25=36 تريليون دولار.
حجم ما يطالب به كل مسلم أمريكا من سرقتها:
36تريليون ÷1200 مليون مسلم =30,000 دولار لكل مسلم)).
سعر البترول وصل إلى أربعين دولار، لو أخذنا متوسط السعر 36 دولار
للبرميل الواحد، فكما هو معلوم الأسعار الآن هي تسعة دولارات للبرميل وهو
أقل سعر للبرميل منذ ربع قرن ومعلوم أن البترول هو السلعة الأساسية،
والصناعات الأخرى متفرعة عنه، فلا معنى لوجود السيارات الفارهة بهذا
الحجم ووجود كثير من الصناعات بهذا الحجم إلا وهي متفرعة عن البترول،
فنجد أن الدول الصناعية رفعت أسعار السلع إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف على
الأقل بينما للأسف البترول نزل سعره أربع مرات للأسفل في حين أنه كان
ينبغي رفعه أربع أضعاف أو خمسة على الأقل ، فمن هنا عندما كان البترول
سعره 36 دولاراً فلو رفعنا سعره أربع مرات يكون عندنا 144 دولار للبرميل
الواحد، في حين أن سعره الحالي هو تسعة دولارات ، فحجم السرقة والخسارة
في كل برميل من التي تسرقها أمريكا وحلفاؤها هو 144-9=135 دولار حجم
السرقة للبرميل الواحد، وإذا علمنا أن أوبيك أو الدول الإسلامية وحدها في
أوبيك تنتج وتصدر 25 مليون برميل في اليوم الواحد ، وأن الدول الإسلامية
خارج الأوبيك تنتج وتصدر خمسة ملايين برميل يومياً فالإجمالي عندنا هو 30
مليون برميل يومياً، وإذا ضربنا هذا العدد بالرقم أعلاه لحجم السرقة في
البرميل الواحد يومياً، يكون حجم السرقة في اليوم الواحد أربعة مليارات
وخمسين مليون دولار يومياً.

مساومة وإغراء:
أثناء وجودي في الدوحة وبعد أن بثت الجزيرة جزءً من المقابلة مع أسامة
مباشرة اتصل مسئول في سفارة عربية في إسلام أباد بمنزلي يستفسر عني،
فأبلغ بأنني مسافر ، وسأل ثانية ما إذا كنت أنا الذي أجريت المقابلة مع
أسامة أم لا ؟ فأبلغ بالجواب .
اتصل الدبلوماسي العربي مباشرة بالجزيرة سائلاً عني بحجة أنه قريب لي
فأبلغ بأنني في الفندق ، وأخذ يتصل على الفندق أكثر من مرة ولم يأته رد
مني .
وبعد رجوعي إلى إسلام أباد بيومين اتصلت به ((وأنا أخمن ما الذي يريده))
مستفسراً عنه وعن سبب اتصاله ، فدعاني إلى ملاقاته، لكنني اعتذرت عن ذلك
لانشغالي ببعض الأمور ، فقال إذن أنا آتي إلى بيتك لأمر هام .
أعطيته عنوان المنزل، وبعد دقائق وصل، لكنه رفض الدخول، وكان سريعاً في
عرض ما جاء لأجله :
هل بالإمكان الحصول على النسخة الأصلية من المقابلة؟
فأجبته نعم .اتصل بالجزيرة وتفاهم معهم، لكنني أظن أن تلفزيون بلادكم لن
يعرض منها شيئاً بسبب السياسة التي تنتهجها دولتكم حيال هذا الأمر .
فرد قائلا : لا نريد النشر ، ولكن نريد منعه مهما كانت الأحوال. وأنت
يمكنك استعادة المقابلة من الجزيرة وبيعها لنا بضعف الثمن الذي اتفقت
مع الجزيرة عليه .
فقلت له: أنا أجريت المقابلة حتى يتم نشرها وليس وأدها، وأنا حريص على
نشرها وتحقيق إنجاز صحفي لي أكثر من حرص الجزيرة على المقابلة وأكثر من
حرصي على المال! ومستعد للتنازل عن حقوقي المادية من هذه المقابلة إن
وافقت الجزيرة على نشرها كاملة غير منقوصة.
استغرب الدبلوماسي من إجابتي بقوله : يا سلام ، أنت تبدو متحمسا جداً
لأسامة وتريد أن تعمل له دعاية في العالم العربي!!
أجبته : لا . . ليس حماساً له بقدر ما هو دعاية لي. فلو أنفقت عشرات
الألوف من الدولارات لأعمل دعاية لنفسي لن يكون صداها من ناحية إعلامية
بقدر ما يعرف العالم أنني أجريت مقابلة مع أشهر رجل مطلوب في العالم.
ولهذا السبب أنا حريص على نشر المقابلة ، كما أن هذا يحفظ لي رصيدي
المهني ومصداقيتي أمام من قابلتهم أو ساهم في إنجاح المقابلة أو غيرهم،
وهذا أمر لا يقدر بثمن بالنسبة لي .
فقال : أنا أعطيك ما وعدتك به الجزيرة وأكثر، شريطة استعادة النسخة
الأصلية من الجزيرة أو الاشتراط عليهم ألا يبثوا أي جزء منها بعد ذلك.
فقلت له: إن هذا أمر مستحيل بالنسبة لي ، وحتى لو وافقت الجزيرة على
ذلك فأنا لن أرضى به. وإن كان لكم أي اعتراض على المقابلة فيمكنكم
الاتصال بالجزيرة ، وأظنكم تعرفون أرقام هواتف إدارتها .
عند ذلك شعر أنه أسقط في يديه ولم ينل شيئا مني ، فقال لنتحدث عن
موضوع آخر ، وانس أمر هذه المقابلة : هل تستطيع مقابلة أسامة مرة أخرى
وفي وقت قريب ؟
فقلت له : لا مانع لدي في إجراء مقابلات معه في أي وقت . لكن هذا يعتمد
على الحكومة الأفغانية وعليه هو ، ومن ناحيتي فإن ما أعرفه عنه هو رفضه
مقابلة صحفي مرتين ، لكن لو وافقت الحكومة الأفغانية على إتاحة الفرصة
لي مرة ثانية فلن أتردد في ذلك.
فرد قائلا : حسنا. نريد منك أن تنقل له شيئا معك .

مهمة قاتلة!
ظننت أن الذي يريده مني هو رسالة من حكومته تنقل لأسامة بن لادن ولا
يريدونها أن تصل له عبر الحكومة الأفغانية ، فاعتذرت بأنه لا يمكنني حمل
شيء من الرسائل إلا بعلم الحكومة الأفغانية .
استدرك قائلا : لا . الأمر لا يتعلق برسالة .
فقلت له :هل هناك أسئلة معينة تريدون أجوبته عليها ؟
قال :لا .. لا نريد سؤاله عن أي شيء .
فقلت : إذن ماذا تريدني أن أحمل له ؟
فقال في تردد وعيناه تحدقان في ملامح وجهي : نريدك أن تأخذ معك إن ذهبت
لمقابلته ثانية جهاز بث صغير( TRANSMITER) تضعه في ملابسك ، وحينما تصل
إليه فقط تفتح الجهاز ليبث إشارات إلى مكان ما .
أدركت ما يريده مباشرة ، فقلت له ضاحكاً : وكم تدفع من أجل هذا العمل !؟
فأجاب دون تردد وكأنه يخشى عدم موافقتي ويحاول إقناعي بما يزيده في
عرضه المادي : مائة ألف دولار ، مائتي ألف ، مائتين وخمسين ألفا . ماذا
تقول ؟
قلت له: لا . . لأن ما تدفعه زهيد جداً لعمل مثل هذا !
فقال : إذن ندفع لك نصف مليون دولار . جيد ! وهذا المبلغ لم ندفعه من
قبل لأي شخص مهما كان الأمر . اتفقنا .
كررت له إجابتي، مردفاً أن غيرك دفع أكثر مما تدفع أنت .
فسأل باستغراب : ومن يكون هذا الذي دفع أكثر، وكم دفع ؟
قلت له : الأمريكان . لقد أعلنوا عن جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار .
وهذا الجهاز الذي تريدني حمله سيحدد مكاني ومكان أسامة (إن سمح لي
برؤيته ثانية) بشكل دقيق . فلو رغبت القيام بعمل من هذا القبيل فلماذا
لا أذهب إلى من يعطي خمسة ملايين بدلاً من نصف مليون . فقال بلهفة : وهل
اتصل بك الأمريكان ؟ أو اتصلت بهم ؟
قلت : لا .. لم يتصلوا ولن أتصل بهم !!
فرد بالقول : أنا أحضر لك الجائزة منهم ، فهل تقبل القيام بهذه
المهمة .فأجبته : ما رأيته على الانترنت وفي الدعاية الأمريكية أنهم لم
يطلبوا واسطة للشخص الذي يريد الإدلاء بمعلومات ، أو يفيدهم بأي شيء ،
والسفارة الأمريكية موجودة في إسلام أباد ومكتبهم الإعلامي أعرفه ، ولو
أردت يمكنني الذهاب دون أي واسطة .
خمسة عشر مليون دولار !!
فأجاب وهو يلح علي بالقبول بما يعرضه : حسناً . أنا أعرض عليك شيئاً
إضافياً لما عرضوه ، منهم خمسة ملايين ومنا خمسة ملايين، ماذا قلت؟ وقبل
أن أرد على سؤاله أضاف : منا عشرة ملايين دولار ومنهم خمسة ملايين دولار ،
أي يكون لك خمسة عشر مليون دولار ، وهذا مبلغ لم تدفعه أي دولة في
العالم لأي شخص في مثل هذه الأعمال! هاه ، ماذا قلت !؟
ضحكت في أعماقي ، وأمسكت لحيتي بيدي وقلت :إن كان الأمر هكذا ، أنا لا
أريد المال ، أريد شيئا أخر غيره!
فتلهف لسماع ما أريده ، وأنصت بدقة ، فقلت له :أريد قطعة صغيرة من
الورق . وقبل أن أكمل قال نعم نحن نعطيك جنسية وجواز سفر ، فقلت له ما
هذا الذي أسال عنه .
فأجاب : ماذا تريد إذن؟ فقلت له : أريد قطعة ورق صغيرة موقعة من رب
العالمين مكتوب فيها أنني مغفور لي كل ما أفعل ، فإن أحضرت لي هذه
الورقة ، فأنا على استعداد للقيام بأي عمل تريده ، مهما كان ، وضد أي
شخص كان .
بهت الرجل مما سمع وظن أنني أمزح معه ، فقال وكأنه يحاول إقناعي بالأمر
بالتخفيف من عواقبه : أنت تعلم أنه لا أحد يمكنه إحضار مثل هذه الورقة ،
ونحن لا نطلب منك قتل الرجل ولا إيذاءه . فقط اذهب بالجهاز وافتحه حينما
تكون عنده .
فرددت عليه بلهجة أشد مما كنت أكلمه به : هذا الجهاز الذي تريدني نقله
إلى هناك سيبث ذبذبات يتم التقاطها في مكان ما ، وسيتم بناءً عليها
تحديد موقعه بالضبط ، وموقعي أنا بالذات بصورة أدق، والذي أعرفه أن
بلادكم ليس لها قدرات تقنية متطورة تتعامل من خلالها مع هذا الجهاز ،
والذي سيستفيد منه هو الأمريكان الذين سيضربون مجموعة من الصواريخ على
المكان الذي تم تحديده ، والصاروخ سيأتي إلي قبل أن يصيبه هو ، هذا إن
وصلت إليه ومعي الجهاز ! فماذا لو أمسكوا بي وفتشوني قبل أن أصل إليه
واكتشفوا وجود مثل هذا الجهاز معي؟؟؟ بالطبع سيحققون معي وسيعلمون أنني
تعاملت معكم أو مع غيركم . وأنت تعلم ما مصير من يقبض عليه في هذه
القضايا . ترى لو تم هذا ماذا ستنفع الخمسة عشر مليون دولار .
فأجاب وكأنه يريد استمالتي من ناحية أولادي : نعطيها لأولادك من بعدك ،
ونتكفل بهم طيلة حياتهم .
ضحكت ، وقلت له وما ينفعني أنا إن مت جاسوساً وتنعم أولادي من بعدي
بأموال اكتسبت بغير طريق شرعي ، وماذا ستفعل لهم الأموال؟! هل ستغسل عار
الأبد وتمحو من أذهانهم ومن أذهان الناس أن أباهم مات على ما تريدني أن
أموت عليه من نذالة وخسة ؟
توقفت برهة من الوقت ثم بادرته بسؤال خطر لي وأنا أحدثه، فقلت له : هل
تظن المسئول الأمني الأول في بلادكم كذاباً ؟ فقال لي مباشرة : وما السبب
في هذا السؤال ؟
فقلت له أنا لا أظنه كذاباً ، فهل تظنه أنت كذاباً ؟ فقال لي على الفور:
لا . . رغم أنه لم يكن يعرف ما أرمي إليه من هذا السؤال!
فقلت له إذا كان المسئول الأمني الأول في بلادكم أعلن أن أسامة ليس مطلوباً
في أي قضية لدولتكم وأنه لا علاقة له بما جرى فيها من أحداث وتفجيرات
وغير ذلك ، فإذا كان الأمر هكذا فلماذا تسأل عن أسامة بهذه الحماسة
وتحاول أن تقتله ؟ أم أنك تريدني أن أفهم أنك تعمل لدولة أخرى غير بلادك
؟!
انتظر محدثي قليلا ثم قال لي : هذا آخر ما عندك من كلام .
قلت له هذا ما عندي كله . فقال لي: (طيب نشوف بعدين).
. . . . . .
. . . . . .

وبعد، فإني أريد أن أختم هذا الكتاب ببيان بعض الأمور التي لا يستغني عن
بيانها ولا بد للقارئ أن يكون على بصيرة منها.
أولا: أنني لم اكتب ما كتبت، بقصد الإساءة إلى أحد، ولا لاسترضاء أحد،
وإنما هي نفثة مصدور ، وأنة محزون على الجو الذي يسود بلادنا، جو كبت
الحريات وخنق الآراء، وإن شرف الكلمة ليلزمني لأن أكتب ما كتبت ابتغاء
وجه الله أولا وحتى لا تضيع الحقيقة في ضباب النسيان، ولو أن المناخ الفكري
السائد في بلادنا يسمح بحرية الرأي والتعبير لما كان لي أن أكتب ما
كتبت. ولكان في وسائل النشر من تلفاز وإذاعة وصحافة ما أغناني عن تجشم
هذه الصعاب.
ثانيا: نحن أصحاب قضية، رضعنا البارود مع حليب أمهاتنا، ومن الملاحظ أن
أكبر العوامل التي تحفز الشباب إلى العمل والحركة بعد الإيمان بالله هي
قضية فلسطين وما يتصل بها، بصرف النظر عن عرقياتهم وانتماءاتهم
وتوجهاتهم، وبما أنني ابن القضية التي اصطليت بنارها أنا وأهلي فحق لي
أن أضحي في سبيل نشر ما يتصل بهذه القضية مما من شأنه أن يساهم في رفع
الظلم عن أهلي وأبناء وطني.
ثالثا: إنني كتبت ما كتبت وتحملت ما شاء الله لي أن أتحمل وأنا أعرف أن
هذا الكلام قد يغضب جهات ويسخط أخرى، ولكن شهد الله أني ما أردت أن أتملق
أحدا، ولا أن أنال حظوة عند هذا أو ذاك، وإنما أردت أن يكون القارئ في
بلادنا على بصيرة من قضاياه الخطيرة لا سيما قضية المسلمين الأولى، فلسطين
العزيز.
هذا ومما لا بد أن أشير إليه هو أنني لا أريد ثمناً من أحد ولم أسع للكسب
المادي الرخيص، ولو كنت أسعى لذلك لحصلت من عدم النشر أضعاف أضعاف جراء
ما أحصله من النشر، ودون كسب عداوات. ولكن أصحاب الذمم الرخيصة
والضمائر المتعفنة يحسبون أن العقول والآراء يمكن أن يساوم عليها، وسبيل
هذا أن يكون مع أصحاب النفوس المريضة، أما أنا فإني أربأ بنفسي عن هذه
المزايدات الخسيسة. وللقارئ الكريم أن يلتمس لي العذر وقد بذلت جهدي
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان، وأفوض أمري إلى الله إن الله
بصير بالعباد، وأقول كما يقول الصالحون:
اللهم اغفر لي ولجميع من أساءوا إلي من المسلمين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في
الدنيا" وقال أيضاً: " من جلد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان" .

المصدر: من كتاب "ابن لادن والجزيرة وأنا / للصحفي جمال إسماعيل " يحكي
فيه قصته مع قناة الجزيرة وأسامة بن لادن ويوضح فيه الكثير من الحقائق
التي قد تغيب عن الكثيرين ممن يعيشون في هذا الوطن