الصفحة الرئيسية | دليل المواقع | Call to Islam | |
الموضوعات التقنية | الموضوعات الدينية | المكتبات والمعلومات | |
التعليم في بلادنا | أخبار محلية | أخبار عالمية | سجل الزائرين |
سر قوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد
حينما تأملت في الأسباب التي تدفع الرئيس الايراني
احمدي نجاد لاتخاذ هذا
الموقف المتشدد تجاه امريكا والدول الغربية بشأن البرنامج النووي
الايراني واعلانه أن إيران لن تتراجع عن برنامجها النووي ولن تقبل بالضغوط
واضطرار امريكا مع اوربا للبحث عن حل سلمي في المسألة، وجدت ان من أهم
هذه الأسباب أن الرئيس احمدي نجاد رئيس منتخب وجاء إلي الحكم بإرادة
الشعب ورغبته، وليس رئيسا مفروضا او معينا مثل كثير من الرؤساء والزعماء
العرب الذين لايبدون مقاومة للضغوط الأمريكية والغربية او يضطرون للرضوخ
لها إذا ابدوا شيئا من المقاومة في البداية. السبب الثاني الذي هو نتيجة
للأول هو قوة الجبهة الداخلية وتماسكها وراء أحمدي نجاد، وقوة الجبهة
الداخلية لدي كافة الانظمة هي مفتاح رئيسي وسحري لصمود اية أمة ومقاومتها
لأعدائها مهما كان ضعفها الظاهر ومهما كانت قوة عدوها، فالضعف الظاهر
يقوي بالتماسك والوحدة الداخلية، بينما القوة تهترئ بالتفكك والضعف،
وإذا نظرنا إلي معظم الدول العربية نجد أن تماسك الجبهة الداخلية وراء
الحكام ضعيف للغاية، وذلك لأسباب معاكسة للأسباب التي ذكرناها بالنسبة
لتماسك الجبهة الداخلية وراء أحمدي نجاد، فالزعماء العرب غير منتخبين او
جاءوا إلي الحكم وفق أنظمة لاتنم عن خيار شعبي وبالتالي فإن هناك انفصاما
بينهم وبين الجبهة الداخلية، كما ان غالبيتهم يعانون من الاستبداد
والظلم، وعدم إشراكهم في اتخاذ القرار، حتي اصبحت الحكومات في معظم
الدول العربية في واد وشعوبها في واد اخر.
وإذا كانت الجبهة الداخلية قوية ومتماسكة يمكن المراهنة بعد ذلك علي
الجبهة الخارجية والبعد الدولي، وهو تماما ما لعبه نجاد حينما راهن علي
تفكيك الموقف الغربي من خلال المراهنة علي الموقف الصيني والروسي والتردد
في الموقف الاوروبي، فاجبر الولايات المتحدة علي إعادة النظر في خطتها
تجاه ايران، وقد ادركت الولايات المتحدة التي اشارت مصادر عديدة إلي أنها
كانت قد أعدت خطة بالفعل لضربة جوية قوية ضد ايران وبدأت بالفعل بنشر
بطاريات باتريوت في بعض دول الخليج ان الامر ليس بالسهولة التي كانت
تتوقعها وان المصالح الأمريكية، ستكون أكثر تهديدا كما أن الموقف الدولي
لن يخدمها اذا اقدمت علي هذا، لذلك خرج احمدي نجاد بشكل مؤقت منتصرا
تدعمه جبهته الداخلية القوية التي كانت رهانه الأول وتبقي هي المحرك الأول
لسياسته التي قيمها بعض المراقبين في البداية علي أنها سياسة متهورة
بعيدة عن فهم الموقف الدولي وأبعاده، وأن هجومه علي إسرائيل والمحرقة في
هذا الوقت ربما يجر علي بلاده التي تعاني من ضغوط امريكية نقمة اللوبي
الصهيوني الذي سيضاعف الضغوط علي ايران، لكن نجاد كرر هجومه علي إسرائيل
والمحرقة كمن يلقي بكرة من اللهب في وسط اوروبا، ولم يقف عند حد ذلك بل
إنه يسعي الآن لتشكيل مؤتمر علمي سيدعو إليه معظم المؤرخين المهتمين
بالمحرقة من أجل البحث في حقيقتها وطبيعة ما تم فيها، وهذا تحد كبير في
ظل أن كل من يشكك في المحرقة في الغرب او حتي في الاعداد التي يعلنها
اليهود تحل عليه اللعنة ويسجن في بعض الدول ولعل المؤرخ البريطاني
الشهير ديفيد ايريفنج الذي كان يشار إليه علي أنه أفضل من أرخ لفترة
هتلر والحرب العالمية الثانية والذي اجريت معه حوارا في العام 2000
بعدما شكك فقط في عدد اليهود الذين قتلوا في المحرقة معتقل الآن. في
النمسا بحكم قانون نجح اليهود في اصداره هناك يقضي بسجن كل من يشكك في
الارقام التي اعلنها اليهود حول عدد ضحايا المحرقة، لكن نجاد ذهب إلي
ابعد من ذلك وشكك في المحرقة نفسها مما يعني ان معركته طويلة مع
الاسرائيليين واللوبي اليهودي العالمي الذين يحاولون بكل الوسائل حشد
جبهة قوية للتصعيد ضد ايران.
لكن نجاد يبدو أنه يدرك ابعاد اللعبة التي يقوم بها ويراهن علي جبهته
الداخلية واصطفاف الشعب خلفه، معتقدا ان ذلك كفيل بصناعة المعجزات وتحدي
الاقوياء والأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد.
المصدر: أحمد منصور - جريدة الأسبوع