الصفحة الرئيسية | دليل المواقع | Call to Islam | |
الموضوعات التقنية | الموضوعات الدينية | المكتبات والمعلومات | |
التعليم في بلادنا | أخبار محلية | أخبار عالمية | سجل الزائرين |
مذكرات جاسوس أمريكي
كانت مهمته غاية في البساطة وهي أنه: إذا تخرج عشرة مهندسين مثلاً
أو
مثلهم من الأطباء أو المعلمين أو الزراعيين أو الاقتصاديين ... إلخ، أن
يختار منهم الأسوأ والأغبى ويضعهم في أماكن هامة ووظائف أكبر من قدراتهم.
وإليكم القصة الكاملة:
في زمن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي،
كانا يجندان الأسرى ويتبادلان التجسس على بعضهم البعض، وقبل انهيار الاتحاد
السوفيتي شغل واحد من أهل الثقة أو من أهل الخبرة أو من أهل الحرز، أو
لعله من أهل الحظوة، منصباًً مرموقاً هاماً وحساساً .. ظن فيه الخبثاء ظن
السوء، وأنه يعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية .. ظل أحدهم تساوره
الهواجس والأحاسيس، هل يصارحه ويلقي في وجهه القنبلة بأنه عميل للولايات
المتحدة الأمريكية، لكنه يعود ويتراجع، يده لا تمسك كل بخيط الدليل، قلبه
يحدثه ويرتاح لهذا الاتهام.. مثل هذه الأمور الخطيرة التي تمس الشرف لا
ينفع فيها الظن ولا خفقات القلب..
عشرات من السنين لا يغادر الشك صدر الرجل، إلى أن سقط نظام الاتحاد
السوفيتي، وسقط معه الحجر من فوق صدره، وصارحه بما في نفسه والشك الذي
كان في صدره بأنه عميل للولايات المتحدة الأمريكية، وكانت المفاجأة ..
اعتراف العميل بفعلته.
كانت مهمته غاية في البساطة وهي أنه: إذا تخرج عشرة مهندسين مثلاً أو
مثلهم من الأطباء أو المعلمين أو الزراعيين أو الاقتصاديين ... إلخ، أن
يختار منهم الأسوأ والأغبى ويضعهم في أماكن هامة ووظائف أكبر من
قدراتهم .. ثلاثون عاما بهذه الخطة المحكمة، يقوم بهذا الدور بإخلاص وتفان
إلى أن دمر قطاعات الاقتصاد والزراعة والطب والفنون والثروة الحيوانية
والزراعية، وليس هناك جهاز مخابراتي مهما بلغت قوة تدريبه بمستطيع
اكتشاف أمره.
استمع الرجل لاعترافته غير مصدق رغم الشك الذي يملأ صدره، استطرد العميل
في اعترافاته قائلاً له : (لم تستطع أنت أن توجه لي أي اتهام رغم نظراتك
المريبة ومحاولاتك في تفسير سكناتي وتحركاتي .. ولا تنس أن أنا الذي وقعت
قرار تعينك مساعداً لي) وضحكا ... ولكنا بكينا.
المصدر: الكاتب الفنان حمدي أحمد - جريدة الأسبوع