المكتبيون العرب والبرمجيات المفتوحة المصدر

الويكيبيديا: مصدر مفتوح لصناعة المعرفة

مقدمة عن المصدر المفتوح:

يمتد المصدر المفتوح كنموذج قابل للتطبيق في مجالات أخرى عديدة بعد نجاحه المشهود في مجال البرمجيات.

والمقصود بالمصدر المفتوح أن تتاح الشيفرة التي أنشئت بها البرمجيات للآخرين من المستخدمين والمبرمجين لكي يدرسوها أو يعدلوها وأن ينشروا النسخة المعدلة بحرية كاملة.

ويعد ريتشارد ستولمان المبرمج والمفكر أول من أطلق شرارة البداية لحركة المصدر المفتوح عام 1984 بتدشينه مؤسسة التطبيقات الكمبيوترية الحرة التي أكدت على أن حرية الإطلاع على شيفرة البرمجيات توازي الحق في حرية التعبير، وأن البرمجيات الكمبيوترية هي إحدى ثمرات الابتكار البشري ومن ثم فيجب أن توجه لصالح عموم البشر وليس مجموعة محدودة من الأشخاص أو المؤسسات التجارية.

ولعل أهم خصائص المصدر المفتوح والتي لفتت أنظار غير المبرمجين إلى إمكان تطبيق ذلك النموذج بنجاح في نطاق أخرى من أنشطة إنتاج ونشر المعرفة وخاصة بعد النجاح الذي حققته برمجيات المصدر المفتوح كنظام التشغيل لينكس Linux:

1-     حرية الإطلاع على إنتاج الآخرين ودراسته بغير قيود، وهو الأمر الذي يصبو إليه كل العلماء.

2-  تعاون عدد كبير من الأفراد لإنجاز هدف أو أهداف ذات قبول واسع وفوائد محققة تعود على أعضاء هذا المجال وعلى البشر عموماً.

3-  حرية البناء بل وتشجيع على ما أنجزه الآخرون أو تعديله بغير تقيد بعوائق قانونية أو غيرها مادام هذا التعديل سيتاح للآخرين.

 الويكيبيديا: مصدر مفتوح لصناعة المعرفة

ويكيبيديا http://ar.wikipedia.org هي دائرة معارف أو موسوعة إلكترونية تشبه دائرة المعارف البريطانية الشهيرة "البريتانيكا" ولكن اختلافات عديدة تفصل الموسوعتين قد لا يتسع المجال لذكرها فإن دراسات كاملة قد أعدت في هذا الأمر ولكن نذكر القليل منها.

فويكيبيديا متاحة مجانا على الإنترنت ويتعاون في إعدادها آلاف المتطوعين حول العالم، ويقدر عدد مواد أو مقالات ويكيبيديا – حتى يونيو 2006م – بما يزيد على 5.2 مليون في 195 لغة مختلفة (العربية إحداها برصيد 20.000 مقالة بالإضافة إلى الكثير من اللغات الأقل انتشارا في إفريقيا وآسيا).

وتحظى النسخة الإنجليزية من الموسوعة بنصيب كبير (16.1 مليون مقال)، وهو محتوى يفوق كثيراً النسخة الإنجليزية لدائرة المعارف البريطانية (80 ألف مقال) وموسوعة إنكارتا الإلكترونية التي تعمل على تطويرها شركة مايكروسوفت.

وتأتي اللغة الألمانية في المرتبة الثانية (حوالي 406 آلاف مقال) ثم الفرنسية واليابانية وكل منهما حوالي 300 ألف مقال.

أما النسخة العربية التي دشنت في نهايات عام 2003م فلا تزال في بداياتها برصيد 20.000 مقال.

 مؤسسة ويكيبيديا:

الويكيبيديا هي أحد مشروعات مؤسسة ويكيبيديا غير الهادفة للربح، وأسسها جيمي ويلز عام 2001م والذي كان يعمل خبيرا بالبورصة. وترعى هذه المؤسسة مشروعات أخرى بجانب الويكيبيديا منها: الويكي بوكس وهو مشروع إنشاء أكبر مكتبة رقمية متاحة مجانا على شبكة الإنترنت وخاضعة لاتفاقية المصدر المفتوح، والويكي ميديا وهو مشروع يهدف لإنشاء مكتبة سمعية وبصرية على شبكة الإنترنت خاضعة لاتفاقية المصدر المفتوح.

 نظام الويكي لإدارة المحتوى CMS:

تعتمد الويكيبيديا على نظام مستحدث في إنتاج ونشر المحتوى الإلكتروني يسمى (ويكي Wiki) وهي تعنى "بسرعة" في لغة أهل جزيرة هاواي الأمريكية، ويسمح هذا النظام لأي زائر للموقع أن يضيف أو يعدل أو يكتب مقالات في موضوعات جديدة تنشر بصورة لحظية على الموسوعة. كما أن هناك تاريخا لكل صفحة يتم إنشائها تحفظ بها التعديلات لاستعادة الصفحة في حالة أي محاولات تخريب متعمدة والتي نادرا ما تحدث، إلا أن بعض الموضوعات المثيرة للجدل كالحديث عن السيرة الذاتية لهتلر أو جورج بوش قد يكون فيها العديد من التضاربات، وبالرغم من إمكانية نشر الرأيين متلازمين في الصفحة الواحدة إلا أن البعض قد يتعمد تشويه وجهات النظر الأخرى، ولذلك تجري حاليا مناقشة إمكانية ألا تنشر التعديلات بسرعة عند حدوثها بل تتأخر بعض الوقت مما يمكن المدراء من الإطلاع عليها قبل نشرها إلا أن الأمر مازال قيد البحث الدقيق لوجود بعض المعارضات له حتى لا يتحول الأمر إلى ما يشبه الرقابة التي تفرضها بعض الدول على حرية التعبير على الإنترنت، ومصر حاليا ضمن هذه القائمة.

وترتبط مواد الويكيبيديا بعضها ببعض بالوصلات (Hyperlinks) بصورة خلاقة، وتعطي القارئ تجربة ثرية ومتشعبة حول المادة التي يطلع عليها، ويميز موسوعة ويكيبيديا سرعة استجابتها لكل ما يحدث في العالم من جديد، فالبحث عن ajax (وهي تقنية حديثة لتصميم صفحات الإنترنت) على كل من الموسوعة البريطانية والويكيبيديا؛ أوردت الويكيبيديا تعريفا جديا بها كما وفرت وصلات خارجية لمن يرغب في المزيد أما الموسوعة البريطانية فلم يرد بها أي شيء عنها. 

هل يمكن الوثوق بمعلومات الويكيبيديا؟

إن مثار الانتقاد الدائم للويكيبيديا أنها تحتوي معلومات لا يمكن الوثوق بها بصورة كلية لأن أشخاصا غير متخصصين هم من أعدوها. بيد أنه تجر الإشارة إلى أن باحثين من مجلة "نيتشر" البريطانية قارنوا بين جودة ودقة المقالات على الموسوعة البريطانية ونظيرتها الويكيبيديا في مايو 2005م؛ فوجدوا أن الأولى تفوقت على الثانية في 30% فقط من المقالات المقارنة الأمر الذي أثار اتهامات متبادلة عبر الصحف بين المجلة العلمية العريقة والموسوعة البريطانية، وربما يرجع السبب الخفي وراء المحاولات البريطانية المستميتة للدفاع عن الموسوعة البريطانية أنها قد تأخذ الأمر كسبق للمملكة المتحدة، وربما يستطيع المتابع لهذه القضية المثارة في بعض الدراسات وحتى في أحد البرامج التي قامت بإنتاجها شبكة BBC في هذا الموضوع أن يلاحظ هذا الأمر. 

لمعرفة كيفية التسجيل والمساهمة في الويكيبيديا قم بتنزيل هذا الملف (حجمه 457كيلوبايت)

المصادر:

1- http://ar.wikipedia.org

2- من ويكيبيديا إلى كامبيا: مصادر مفتوحة لصناعة المعرفة/ وليد الشوبكي .- جريدة العربي .- ع18 (نوفمبر 2006) .- ص 20-22.

3- http://www.khayma.com/librarians/archive/technology