الصفحة الرئيسية | دليل المواقع | Call to Islam | |
الموضوعات التقنية | الموضوعات الدينية | المكتبات والمعلومات | |
التعليم في بلادنا | أخبار محلية | أخبار عالمية | سجل الزائرين |
العنوان: سيكولوجية الرجل الشرقي المعاصر قبل الزواج
التاريخ : Jul 26, 2005
المصدر: مشاكل وحلول الشباب - إسلام أون لاين
نص الموضوع :
قبل أن أتحدث عن هذه السيكولوجية أقول إن
الواقع الاجتماعي الذي نعيشه
شديد التناقض والتخبط والفوضى، وإن أوضاع الفتاة العربية ليست بعيدة عن
هذا، والواقع الاجتماعي وواقع الفتاة العربية لهما دور كبير في تشكيل
النفسية التي سأتحدث عنها للرجل الشرقي أو العربي، لكن هذا الواقع لا
يكفي لتفسير أو حتى تبرير هذه النفسية!!
والصفات السيكولوجية التي أوردها هنا لا تعني تعميماً مطلقاً على كل
الشرقيين، ولا تعني كذلك أن يحملها الشخص جميعاً بل قد يحمل بعضها أو
كلها.
الرجل الشرقي "قبل الزواج" حائر ومتردد وعاجز ومتناقض وهارب من تحمل
المسئولية:
فهو "حائر من الأصل: هل يتزوج أم لا ؟!
وهو يرى أن زيجات كثيرة تفشل سريعاً، وأزواجا كثيرين لم يحققوا من الزواج
ما كانوا يطمحون إليه، وبالتالي ليسوا سعداء.
ويفكر لماذا يتزوج ومن الممكن أن يحصل على متعته دون زواج!! "أو هكذا
يتصور ويحاول أحياناً"، وهو حائر، خائف من المجهول، وهو يسمع إشاعات عن
هذه، وأقاويل عن تلك، وأخبار الفساد تنطلق، وفضائح السوء بالكذب وبالحق
تروج هنا وهناك؛ لتصبح كل فتاة مدانة حتى تثبت براءتها!!
ولم يعد الزواج مثل زمان حيث كانت المرأة ترعى وتعتني، وتربي، وتكون
ركيزة البيت، تستوعب طيش الرجل في شبابه، وضعفه في شيخوخته، تطيعه
وتقول: نعم، ويكون لها ما تريد بالطبع؛ لأنها كل حياة الرجل، وكل بيته…
أما الآن فقد فقدت المرأة حكمة الجدات، ولم تكتسب لا خبرات إدارة المنزل،
ولا مهارات تربية الأطفال ولا أساليب ترويض الرجل، فأصبح آدم الشرقي يسأل
نفسه ـ ولو بشكل غير واعٍ ـ لماذا أتزوج، وأنا في بيت "أمي" ترعاني،
وحولي السمراوات والشقراوات ؟!!
* و"آدم" الشرقي خائف من تحمل مسئولية الزواج بما يعنيه من نفقات،
ومسئوليات أبوة، وتربية، ورعاية، وتحمل أعباء.
خائف من زوجة تناطحه، أو من أطفال يزعجونه بمطالبهم وصراخهم، ومن مطالب
بيت، ومصاريف أسرة في ظل اقتصاد ليس بالمستقر، ولا بالمنتعش.
* وآدم الشرقي "خيالي" يريدها جميلة ومؤدبة، محافظة ومتفتحة، مستريحة
مادياً، وتجيد الطبخ، وماهرة في التبعل لزوجها، تشاركه في المناقشات
السياسية والثقافية حين يريد، وتقوم لتمسح للصغير البول والغائط دون
تأفف، طموحة ومتواضعة، تعمل ـ لتشارك في اقتصاديات البيت ـ صباحاً، وتطبخ
ظهراً، وتفتح له "الكازينو" في الليل فترقص وتغني.. وهكذا.
وهذه المرأة التي يريدها موجودة بالطبع، ولكن في الأحلام، ولا بأس من
الأحلام، والملفت أنه يجد من تعده ـ ولو ضمنياً ـ بذلك، وليس هناك أسهل من
الكلام.
* وآدم الشرقي يركبه "الوسواس": تعجبه الواحدة منهن، فيبدأ في نصب شباكه
حولها، ويتقرب منها بالأسلوب الذي يناسبها فإذا استجابت ووقعت في الشباك
زهد فيها، وراح يبحث عن غيرها، إذا تمنعت ربما واصل العدو وراءها، ولا
يمنع ذلك أن يسعى لاصطياد أخرى في نفس الوقت، وإذا أحبته، وتحملت من
أجله، وتنازلت في قليل أو كثير جاء يقول: إن من تنازلت مرة يمكن أن
تتنازل مرات ومرات!!
* وآدم الشرقي يرى المتاح من البنات الجاهزات للزواج كثيرا، ويرى
الجاهزين للزواج من الشباب قليلا، وكلما كثر العرض بهذا الكم ونقص الطلب،
أحس "آدم" أنه "نادر الوجود"، أو كما يقول المصريون "فرخة بكشك"... وهذا
الشعور يزيده تيهاً ودلالاً في مجتمع يضغط على الفتاة المتأخرة في الزواج
وأهلها، ويعطيها وصمة "العانس" رغم أنها يمكن أن تكون أسعد بكثير
من "زوجة" تعيسة"، ولكنها التقاليد البالية.
* وحواء الطبيعية تريد الحب والحنان والجنس بالزواج الحلال، والطلب قليل،
والماديات صعبة، والطموحات هائلة، وفي هذا المناخ قد تلعب "حواء" بأكثر
من بطاقة، أو على أكثر من حبل، أو في أكثر من خط "لعل وعسى" فلا بأس من
كلمة مجاملة هنا، وابتسامة "بريئة" هناك، ولا بأس من بعض الأصباغ والمكياج
والعطور لتشجيع "آدم"، فهل هذا يشجعه أم يغذي هواجسه وتناقضاته؟!
* وآدم الشرقي يحسن الكلام، ويجيد الوعود، ولا يتعب من خلف الوعد، واختلاق
الأعذار، ولديه القدرة على التراجع حتى يوم الزفاف نفسه، والمبررات جاهزة
وكثيرة.
ما أسهل كلمة: أحبك.. على لسانه.. يقولها مثل صباح الخير، ثم يتراجع عن
مقتضياتها عند اللزوم، ومضى زمان كان فيه الرجل كلمة، وللبيوت حرمتها
فمن دخلها، وقال: نعم، تحمل المسئولية حتى يموت، ولا يتراجع إلا بالأصول،
وفي الضرورة القصوى.
* ولأن كل شيء أصبح وارداً فلا بأس من "التجريب"، ولا بأس من "التقليب"، فهو
اليوم يسعى وراء محجبة ينشد عندها الالتزام الديني، وغداً عند "جميلة"
يقصد بها أن تعفه عن النظر لغيرها، وبعده عند "ثرية" لتواسيه بمالها،
وبعد ذلك مع صغيرة مدللة يلاعبها وتلاعبه، هكذا دون منطق متسق، ودون تحديد
لما يريد بوضوح.
ونصيحتي لحواء العربية أن تكف عن الدوران في هذه اللعبة المعقدة، وأن
يكون لها كيانها الذي تستمده من إيمانها بربها، وطاعتها لأوامره،
وارتباطها بمجتمعها، ودورها في الحياة دارسة ومتعلمة ثم باحثة أو عاملة.
أنصحكما بالمزيد من الفهم لفلسفة التشريع الإسلامي، وكيف ينظم حركة المرأة
في المجتمع، وكيف يرتب نشأة الأسرة وسيرها: بدءاً من اللقاء بين الرجل
والمرأة وحتى المواريث.