مجموعة المكتبيين العرب-لعب الطفل مرآة شخصيته

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

لعب الطفل مرآة شخصيته

"إن أردت أن تعرف طفلاً فتابعه أثناء اللعب" هكذا يقول خبراء التربية
والمهتمون بالتعليم من خلال اللعب، فملاحظة الطفل أثناء لعبه يمدنا بمادة
خصبة يمكننا من خلالها التعرف على شخصيته وطريقة نموه ونقاط قوته وضعفه
وطريقة تفكيره وتفضيلاته...

ومن خلال اللعب أيضا يستكشف الأطفال أنفسهم وأجسامهم والعالم المحيط بهم،
وعلاقاتهم مع الآخرين. فالأشياء التي يتابعها الأطفال كثيرة، واللعب يساعدهم
على تنمية مهاراتهم اللغوية والجسمية والحركية والوجدانية والاجتماعية.
فالصغير الذي يقذف لعبته مرارًا يلعب، وفي نفس الوقت يتابع ويلاحظ ما
يحدث: ما الصوت الذي يتبع القذف؟ هل هو نفس الصوت الناتج عن قذف المكعب
على البساط؟ هل ستبتسم الأم؟ هل ستناوله المكعب مرة أخرى؟...

فوائد اللعب التخيلي

وإذا تابعنا الطفل أثناء اللعب أيضًا، نجده يقول عبارات مثل: "سأعد
المائدة، ثم نجلس لتناول الطعام". على بساطة هذه اللعبة إلا أننا لو
دققنا لوجدنا أنها تعلم الطفل أمرين هامين -على الأقل- كاستخدام
صيغة "المستقبل"، وتتابع الأفكار، كما تعبر أيضا عن نمو هاتين القدرتين
لديه.

كما أن الألعاب التخيلية تساعد الأطفال على استكشاف مواقف وأدوار لاحظوها
كدور الأم والأب والمعلم، وماذا يفعل كل منهم في المواقف المختلفة. فإذا
ما أخذ الوالدان دورًا حيويًّا في لعب أطفالهم، فإن هذا اللعب يمكن أن
يساعدهم في بناء تقديرهم لذاتهم، خاصة إذا قام والداه بالثناء على طريقة
لعبه أو منحه تشجيعًا لطريقة تفكيره أو تصرفه خلال اللعب وغيره الكثير مما
يمكن للعب أن يبثه في نفس الطفل.

مراحل اللعب

يطور الطفل لعبه أثناء نموه جسمانيًّا ووجدانيًّا وعقليًّا. فقد وصف عالم
النفس السويسري "جان بياجيه" مراحل اللعب سنة 1962 كالآتي:

أولاً: اللعب الحسي حركي Sensor motor Play

في هذا النوع من اللعب يختبر الأطفال أحاسيسهم وحركاتهم. ففي سن 6 أشهر
ينمي الأطفال طرقًا بسيطة -وثابتة- لإحداث أشياء ممتعة من خلال التجربة
والخطأ. فالطفل يدفع الكرة مرة بعد مرة ليراها تتحرك، وبينما يكبر ويملك
مهارات حركية أعلى وأكثر، تنمو الحركات البسيطة السابقة لتصبح أكثر
تناسقًا وتعقيدًا. وعند سن 9 أشهر نجده يفهم أن نتيجة دفع الكرة تدحرجها،
وعند سن 18 شهرًا يبدأ برؤية العالم في شكل رمزي، ويبدأ في فهم وظائف
الأشياء، فهو يُطعم الدب الصغير بالملعقة، أو يقدم له شرابًا "تخيليًّا" في
كوب "فارغ"، وهكذا...

الموسم الزاخر للعب

ثانيًا: اللعب الرمزي:

يطلق الباحث النفسي "دوروثى سنجر" في "جامعة يال" الأمريكية على هذه
المرحلة "مرحلة الموسم الزاخر للعب". إذ إن هذا اللعب -الرمزي- يبدأ في
استبدال شيء بآخر.

فنجد مثلاً الطفل في سن 3 - 4 سنوات يستخدم الوسادة كتلّ يمكنه أن يصعده،
وبكرة المناديل كمكبّر صوت ينادي به الأعضاء الأبعد في اللعبة ولو تخيليًّا.

وفي سن 4 - 5 تبدأ أفكار الطفل وخبراته مع الأسرة والحياة الاجتماعية تمده
بمواد جيدة وموضوعات وأفكار للعب، مثل: لعبة البيت؛ قيادة السيارة؛
الزيارات الأسرية؛ طهي الطعام. وأغلب اللعب الرمزي يكون مع الأتراب في
البيت أو المدرسة، أو حتى مع الكبار.

وفي هذه السن أيضا يستمتع الأطفال باللعب البنائي مثل بناء المكعبات وما
شابهها، والتحكم في أجسامهم وحركاتهم، وتحويل اللعب إلى أشياء ومغامرات
تخيلية، كأن يتخيل الطفل نفسه في سفينة فضاء، أو طائر، وهكذا...

ويصبح الطفل أكثر استمتاعًا باللعب المنظم المحكوم بالقوانين والقواعد
عند سن 5 سنوات، وقد يضم هذا اللعب طرفين أو أكثر مثل: الشطرنج والسلم
والثعبان وغيرهما من الألعاب الجسمانية الحركية المحكومة بقواعد (كالعسكر
والحرامية).

أنماط اللعب

تؤثر الحالة المزاجية والتفضيلات الشخصية على طرق لعب الأطفال، فهناك:

- لعب موازٍ: يلعب فيه الطفل بمفرده في وجود طفل آخر يلعب إلى جانبه دون
أي تفاعل بينهما. وهذا نمط لعب معتاد وشائع في سن 2 - 3 سنوات، وعلى
الرغم من اعتقاد الراشد الذي يمر بهما أنهما لا يلعبان معًا، فإن فصلهما
عن بعضهما ربما يسبب لهما ضيقًا شديدًا.

واللعب المنفرد لبعض الأوقات مهم لكل طفل. فقد لاحظ "سينجر" الباحث
النفسي "أن التوازن بين اللعب المنفرد واللعب الاجتماعي يُعَدّ جيدًا لأغلب
الأطفال، فلعب الطفل بمفرده باستمرار إشارة لوجود مشكلة ما. كما أن اللعب
الجماعي يكسب الأطفال مهارات وقيم كالمشاركة والتعاون.

- لعب المجموعات: يناسب هذا النوع من اللعب االأطفال في سن 3 - 5 سنوات.
حيث ينمو الطفل ويصبح مستعدًّا للالتحاق بدور رعاية أو رياض الأطفال، حيث
يتعلم هناك بعض المهارات: كالتحدث وضبط الإخراج والانتظار في دور والجلوس
في دائرة ومشاركة الآخرين في لعب...

ادعم لعب طفلك

- تعرف على مراحل نمو طفلك لتقدم له الألعاب المناسبة لسنه. فالطفل في سن
عام يحب كثيرًا لعب الاختفاء كأن تخفي عنه شيئًا وتتركه يبحث عنه، إلا أن
مثل هذه اللعبة تُعَدّ مملة جدًّا لعمر ثلاث سنوات! في حين أنه قد لا يستمتع
بالعرائس بينما يستمتع بها وبتغير الأصوات التي تصدر عنها عند سن 4 سنوات.

- تعرف على اهتماماته وتفضيلاته في اللعب حتىى تشبع هذا الاهتمام وحاول
استثارة غيره.

- انتبه لتحول أطفالك من اللعب الحسي الحركي إلى اللعب الرمزي ومده
بالألعاب التي تساعده على هذا النمو والتطور.

- نوّع في اختيار الألعاب التي تساعد في كل ممناحي النمو (الجسمي الحركي -
العقلي اللغوي - الاجتماعي الوجداني).

- راعي نمو طفلك في اللعب حتى لا يمل أو يفقدد الثقة في قدرته، لا تمده
بالكثير من الألعاب مرة واحدة، ولا تمده بلعب أعلى من مستوى نموه.

- يمكنك حجب عدد من الألعاب عن الطفل لفترة ززمنية حتى لا يمل ألعابه.

- ألفت انتباهه لطرق أخرى بمشاركته اللعب أحييانًا، وامنحه فرصة ليقود
اللعب بنفسه.

- حلّل كل لعبة لمهاراتها الأساسية، ودرّب طففلك على هذه المهارات، مثلاً: لعب
البازل تتطلب البحث عن اللون المشابه، النظر للصورة لتبيين أجزائها،
تجربة وضع الجزء بجانب الجزء الذي يوافقه معتمدًا على تطابق الفراغ في
أحد القطع مع اللسان في القطعة الأخرى...

درّب طفلك على كل مهارة منفردة وحاول إفهامه أن كل لعبة أو نشاط يتطلب
عددًا من المهارات والخطوات..

لعب آمِن ومشجع

- حدّد له أماكن آمنة للعب تسمح له بالحرية ووتمديد لعبه: بناء المكعبات
مع وضع العربات، مع بناء الحديقة...

- خزن لعب الطفل في أماكن يسهل وصوله إليها وويسهل عليه جمعها بعد
الانتهاء من اللعب، ويمكنك استخدام صناديق الأحذية أو الصناديق البلاستيكية
لهذا الغرض..

- مد الطفل بألعاب وأدوات مشابهة للتي يستخدممها الكبار حوله: مسامير
ومطرقة؛ أدوات الطبيب؛ أدوات مطبخ؛ هاتف؛...

- العب مع الطفل خاصة في سنوات الطفولة المبككرة.. انتهز كل دقيقة لك مع
طفلك لتلعب معه لعبة بسيطة: أثناء اللبس اطلب منه ذكر الألوان التي
بملابسه؛ كم عدد الأزرار؛ أين الناحية اليمنى...

- شجّع طفلك واثنِ على الأفكار التي يتضمنها لعبه، فالثناء الإيجابي من أعظم
الهبات التي تمنح أطفالنا نموًّا صحيًّا، وحاول أن تنمي مستوى لعبه من
البسيط للأكثر تعقيدًا.

- أشعره بتقديرك واهتمامك بلعبه وأهميته، أسممعه كلمات كتلك: "أحب كثيرًا
الطريقة التي تلعب بها"، "هذه الفكرة جيدة، كيف وصلت لها؟" "جميل
محاولتك في هذه اللعبة مرة بعد مرة...".



المصدر: نيفين عبد الله صلاح - إسلام أون لاين.نت