مجموعة المكتبيين العرب-تصرفات للرجال تحرض عليهم الزوجات!!

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

تصرفات للرجال تحرض عليهم الزوجات!!

زوجتي نكدية، تغيرت بعد الزواج، لم أعد أطيق البقاء في المنزل،
النساء "كائنات مزعجة"..!!، وغير ذلك من عبارات يتناقلها الأزواج فيما
بينهم، ويلقون بها في وجوه الزوجات ولا يعرفون أن نسبة كبيرة مما يضايقهم
من نسائهم قد تكون مجرد ردود أفعال غاضبة على بعض التصرفات التي يفعلها
الرجال لعدم وقوفهم على خبايا نفوس الزوجات، مما يؤدي إلى تفاقم الأمور
وتكبد الطرفين لخسائر متعددة أهمها فقدان روح المحبة والمودة واستبدال
انتظار أية هفوات حتى لو كانت تافهة لإفراغ شحنات الغضب المكتوم
والمتراكم بها، وما كان أغنى الرجال عن ذلك لو تعرَّفوا على ما يثير حنق
زوجاتهم، واتخذوا قرارًا لا تراجع فيه بتجنبه نهائيًّا ليفوزوا بالخير في
الدين والدنيا، فقد قال رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه "خيركم خيركم
لأهله، وأنا خيركم لأهلي"..

أجمل بيت

أما عن خير الدنيا فليس هناك أجمل من بيت يشيع فيه روح المودة وتتفانى
الزوجة من أجل إسعاد زوجها، وكيف لا تفعل وهو الذي يتعامل معها بحب
ويحترم مشاعرها ولا يؤذيها بتصرفات أو أقوال تطعنها بحدة، فلا تجد من شدة
الألم إلا الرغبة العارمة في رد الصاع صاعين وربما صاعات، وما كان أغنى
الرجال عن ذلك لو امتنعوا عن هذه التصرفات التي سنعرضها في الأسطر
التالية..

ولنَعُد إلى فترة الخطبة، حيث يبدو الخطيب في أجمل صورة ويتحدث بأسلوب
ناعم يحرص فيه على الإعجاب بجمال خطيبته وتعجبه كل تصرفاتها ويلاحظ أي
تغير على مظهرها..

وبعد الزواج يتغير الموقف نهائيًّا، فيبخل الزوج حتى عن مدحها بأية كلمة
تشعرها بإقباله عليها كأنثى وتدعم من إحساسها بمكانتها لديه، ويظن معظم
الرجال أن هذا الكلام من الأمور التافهة، وأن الزوجة يجب أن تكتفي بزواج
الرجل منها، وأن استمراره في الزواج يعني رضاه عنها، وبعضهم يقول إن
ضغوط الحياة العملية والاقتصادية تأخذ وقتًا وجهدًا بالغين ولا طاقة لدينا
لمثل هذه الرفاهية التي لا داعي لها والتي تفكر النساء فيها لقلة عقولهن.

بدلاً من الذبول!

وتنهال الاتهامات على رؤوس النساء لسبب وحيد وأنهن يرغبن في إضفاء
اللمسات الحانية والرومانسية على الزواج، وألا يتحول إلى نوع من الروتين
الممل والذي ينسحب تدريجيًّا على كل تفاصيل الحياة، فتنسحب منه الحيوية
ويصبح باهتًا وذابلاً، وما كان أغنى الزوج عن ذلك لو حرص على التودد واللطف
والمجاملة من آن لآخر، فهو صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في ذلك؛ لأن ذلك
سيعود عليه بالخير المضاعف، حيث سيحرض ذلك الزوجة على معاملته بالمثل،
وسيدفعها إلى العناية بجمالها والحرص على أن تبدو دائمًا في أجمل صورة
أمامه، كما ستتغاضى بكامل إرادتها عن بعض ما يضايقها منه.

الثابت أن المرأة تأسرها الكلمة الحلوة والمجاملة اللطيفة فإن لم تجدها
من زوجها انطفأت بداخلها المشاعر الحلوة، وقد تضعف عند سماعها من غير
زوجها والضعف هنا لا يعني التورط في الخيانة فقط كما قد يتبادر إلى
الذهن، فمعظم النساء العربيات -والحمد لله- يترفعن عن ذلك، ولكننا نقصد
الضعف المعنوي وهو الإحساس بأن الزوج لا يقدرها قدرها وأنه يتعمد الانتقاص
من شأنها، وبهذا تبدأ في التعامل مع كل هفوة من هفواته، على أنها كبيرة
من الكبائر.

ويزداد الطين بلّة عندما يفتقد الزوج إلى قدر كاف من الحكمة، فيبدي
الإعجاب ببعض النساء -غير زوجته بالطبع- ويتكلم ببراءة قاتلة عن مميزاتهن
المختلفة مما يثير غيظ زوجته، وقد اعترف لي أحد الأزواج أنه يتعمد إظهار
إعجابه ببعض مواطن الجمال والرشاقة لدى نساء أخريات؛ ليحرض زوجته بشكل
غير مباشر على تقليدهن، والحقيقة أن هذه طريقة غير موفقة بالمرة، فالأفضل
في هذه الحالة أن يقول الزوج لزوجته التي أهملت نفسها أنه يودّ أن يراها
كما كانت في أيام الخطبة وبدايات الزواج، وأنها تستحق أن تحافظ على
جمالها وأنوثتها طوال العمر؛ لأنه من الحرام أن تسمح بأي تراجع في هذين
المجالين ويساعدها نفسيًّا وعمليًّا على ذلك، ويشجعها على أي تحسن ولو كان
طفيفًا، كما أن عليه أيضا أن يهتم بنفسه داخل البيت كما يهتم خارجه..

هي والأصدقاء

وبعض الأزواج لا يريدون تحمل المسئولية، ويتعاملون معها على أنها عبء جسيم
يحاولون التنصل منه، والحقيقة أن المسئولية هي مبرر القوامة، وهي التي
تمنحه دور القيادة في الأسرة، وقد يهرب الزوج من تحمل مسئولياته لقضاء
أوقاته مع أصدقائه، ولا أحد ينكر على الزوج أن يتمتع بصداقاته، ولكن يجب
أن يكون ذكيًّا ليحدث قدرًا من التوازن بين أدواره المختلفة في الحياة، وألا
يشعر زوجته أنه يفضل أصحابها عليها؛ لأن الحديث مع أصحابه يخلو من
المشاكل ومن أية أمور تضايقه، وهذا لا يرجع إلى أنهم أفضل من زوجته، ولكن
لأنه وأصحابه يجتمعون على هدف قضاء بعض الوقت الممتع، ثم يعود كل منهم
لمواصلة حياته؛ لذا يرفضون الحديث عن المشاكل ويتكلمون عن الأمور العامة
فيرتاح الذهن، ولكن الوضع يختلف مع الزوجة؛ لأن بينهما حياة مشتركة فيها
الجيد والسيئ.

الرجل الذكي هو الذي يستطيع أن يحرض زوجته على قضاء وقت يومي ولو بضع
دقائق يستدرجها فيه بعيدًا عن طاحونة مشاكل الحياة اليومية لينعما سويًّا
ببعض الحديث اللطيف، وهو ما سيعود عليه بالخير، حيث ينعم بالراحة في
بيته ويستمتع بالحديث مع زوجته ويدفعها إلى الاتجاه الذي يرغب فيه؛
ليتناغما في الحياة اليومية، مما يضاعف من فرصهما في الانسجام في اللقاء
الزوجي الخاص لزيادة الحميمية خلال اليوم كله وليس خلال هذا الوقت فقط.

وقد يتعمد الزوج عدم مجاملة أهل الزوجة وذكر عيوبهم، حتى لو كانت
حقيقية، فلا شك أن ذلك يجعلها تتحفز لرد هذه الإهانة له ولأهله أو لهما
معًا، وما كان أغناه عن ذلك لو تعامل بودّ مع أهلها والود لا يكلفنا شيئًا
سوى ابتسامة وكلمات لطيفة وزيارة من وقت لآخر، ومكالمة هاتفية.

وهناك خطأ شائع يرتكبه بعض الأزواج وهو انتقاد الزوجة أمام الغرباء أو
أمام الأهل والأبناء، وهو ما يضاعف من غضبها الذي كان يمكن أن يقل بصورة
هائلة لو أبدى لها ملاحظاته على انفراد وأحسن اختيار كلماته، وقد يقول
الزوج وما أغناني عن هذا كله هذا يستلزم جهدًا، ونرد عليه بأن هذا الجهد
أيسر بكثير من الجهد الذي سيعانيه في ترميم ما يفسده اللسان، ولا تنسَ أن
النساء يحتفظن -عادة- بالإساءة لفترات طويلة؛ لذا فمن الذكاء الابتعاد عن
الإساءة إليهن واستخدام فطنة الرجل في توجيه زوجته لما يحب بصورة لطيفة.

وعلى الزوج مراقبة مزاحه فقد يمزح مع زوجته مزاحًا سخيفًا كأن يبدي ملاحظات
على سمنتها الزائدة وهو يضحك أو على سوء طهيها أو يتحسر على زواجه وما
شابه ذلك، وقد تسكت على ذلك أثناء قوله، إلا أنها تختزن الألم بداخلها
وتدخره للرد عليه في أقرب فرصة، ويتحول البيت إلى ساحة للمعارك كان يمكن
تجنبها لو أحسن الزوج الانتباه إلى ما يقوله سواء في الجد أو المزاح..

لمسات بسيطة

كما يتعامل بعض الرجال مع زوجته على أنها ربة بيت تعتني بطعامه وشرابه
ولا يحاول إشباعها كأنثى، فلا يمهد للقاء الخاص بالمداعبة والملاطفة كما
أوصى بذلك الرسول الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، ولا يكلّف نفسه أن يقول لها
كلمات لطيفة أو يهديها لمسة حانية بعد الانتهاء من اللقاء، وكأنها شيء
للاستخدام لا يلتفت إليه إلا عند الحاجة، مما يؤثر عليها ويقلل من
استجابتها له، وقد تكره هذا اللقاء خاصة إذا كان الزوج يتعامل معها بلا
اهتمام لمشاعرها في أثنائه، ولا يخصها ببعض المجاملات بعيدًا عنه، وهو ما
يرسخ لديها فكرة أنه أناني ولا يأبه لا بمشاعرها ولا باحتياجاتها الحسية،
فتتعامل معه على هذا الأساس، ويحصد النتائج المؤلمة، ويحرم نفسه بيده من
الحصول على أقصى تجارب ممكنة في هذا اللقاء الحميم..

ومن الأمور البسيطة والتي يتجاهلها معظم الأزواج وتؤثر كثيرًا من النساء،
تذكر يوم الزواج ويوم ميلادها وإعطاؤها نقودًا من آن لآخر حتى ولو كانت
بسيطة لشراء شيء يخصها، أو إحضار هدية لها، ومدحه لطهيها وأن يقول لها
سلمت يداك وإمساك يدها أثناء عبور الشارع، وإبداء إعجابه بذوقها، وأن
يتصل بها من العمل من وقت لآخر، فكل هذه اللمسات تزيد من رصيد الرجل لدى
زوجته ولمن ينسى من الرجال بإمكانه تسجيل هذه المواعيد في ذاكرة الهاتف
ليتذكرها ولا يخبر زوجته بذلك بالطبع..

ومن "أسخف" ما يمكن أن يفعله زوج في زوجته أن يبدي اعتراضه على تزينها
داخل البيت بحجة أنها كبرت، فمن حق الزوجة أن تفعل ما تريد وترتدي ما
تريد داخل بيتها، وعلى الزوج الامتناع التام عن إيذائها عامة، وفي هذه
الناحية خاصة، وعليه أن يسعد برغبتها في التزين له، وأن يحارب هو الشعور
بكبر السن سواء لديه أو في نظرته إلى زوجته، وأن يدرك أننا مطالبون
جميعًا بأن نعيش الحياة لآخر لحظة في أعمارنا بقلوب شابة وعقول متفتحة
وأجساد جميلة، وأن ما يخالف ذلك يعني هزيمة أنفسنا وانسحاب الحياة
الحقيقية من داخلنا تدريجيًّا..

امنحها الاطمئنان

ويغيب عن معظم الأزواج أن المرأة تحب الإنصات لحديثها ليس لأنها تعتبره
هامًّا، ولكن لتحصل هي على الاهتمام من خلال هذا الإنصات، فتطمئن على مكانتها
لدى زوجها، والزوج الذكي هو الذي يستطيع أن يوجّه حديث زوجته بعيدًا عن
الأمور المملة والذي يستطيع إدارة الدفة فيتعامل معها كصديق ويحرضها على
إشاعة روح المرح في الزواج ويهتم بحديثها، ولو كان في أمور لا تخصه من
باب إعطائها حقها كزوجة، وغلق أبواب تجهمها في وجهه، ويتفهم بذكاء أنها
عندما تسأله عن الذي فعله في يوم لا تريد التلصص على حياته قدر ما تريد
إشعاره باهتمامها، وأن تحس بأنها شريكة له في حياته، فيفعل ذلك بالقدر
الذي لا يرهقه بالطبع والذي يمنحها درجة معقولة من احتياجاتها، ويحرص على
قضاء بعض الأوقات اللطيفة معًا من آن لآخر واصطحابها خارج المنزل.

أخيرًا.. يستطيع كل زوج ضمان حب وولاء زوجته وحماية نفسه من تصعيد أية
مشكلة إلى أزمات طاحنة لو تعامل معها كما كان سيتعامل معها في بدايات
الزواج، وكما يحب أن يتعامل زوج ابنته معها، ولن يكلفه ذلك جهدًا، بل
سيوفر عليه طاقات كثيرة وجهودًا جبارة في رأب الصدع الناتج عن الخلافات
وفي ترميم العلاقة، وسينعم بالراحة وسيحرضها على تجنب أسباب الخلاف لتظل
تنعم بالمعاملة الطيبة، فهل يأخذ الأزواج بزمام المبادرة قبل أن يتركوها
تفلت من بين أيديهم وتكون الخسارة من نصيب الجميع؟!


المصدر: نجلاء محفوظ - إسلام أون لاين.نت