لكل محتار: الحب قرار.. والزواج قرار - مجموعة المكتبيين العرب

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

العنوان: لكل محتار: الحب قرار.. والزواج قرار

التاريخ : Apr 10, 2005

المصدر:  موقع إسلام أون لاين . نت

نص الموضوع :

المشكلة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولا أعتذر لو أن لغتي العربية ليست قوية بما يكفي أو وجدتم بعض الأخطاء
النحوية بها وإذا استخدمت العامية فلا تغضبوا.. أكتب إليكم لأنني بالفعل
أحتاج إلى شخص أنضج مني سنا... أنا في السنة النهائية بإحدى الكليات،
وأعتبر نفسي ناضجا والحمد لله..

أي مشكلة تواجهني أحاول حلها بالعقل.. ولما كان الموضوع كبيرا، لزم أخد
رأي خبير (خبير في الحياة) أو فاهم في مواضيع الزواج والخطوبة أكثر من
الشباب.. فأصحابي من 20 إلى 25 سنة.. لكني متأكد من أننا مش عارفين حاجة
عن أصول الزواج وشروطه... ومتطلباته..

المهم، وأنا في المرحلة الثانوية.. توفى الله والدي.. وأنا أكبر إخوتي
فأًصبحت (راجل البيت).. طبعا مش بالمصاريف.. فوالدتي هي العائل... ولكني
راجل البيت.. يعني شعرت بأني حملت المسئولية... وطبعا لم أترك التعليم
ورحت أشتغل حتى أصرف على البيت.. لأن هذا تفكير "مش منطقي".. أصبر شوية
و"أبقى حاجة" وساعتها أرد الجميل لوالدتي..

وبالفعل كما أردت بالضبط.. دخلت الكلية.. ثم القسم الذي أريده.. وبعد
شهرين سأتخرج بإذن الله..

والحمد لله وضعت خطة لما بعد الكلية حتى أفعل ما أريد من نجاح اجتماعي ورد
الجميل..

سيدي:
أظنك هكذا عرفت ما تحتاج عني كي تفهمني..

والآن أبدأ بالمشكلة:
أحببت في المرحلة الإعدادية، وأيضا في الثانوية.. ثم في الكلية و و و..
لكني في كل حب كنت متأكدا من أنه حب مراهقة... وهذا طبيعي.. وأعرف أنه
حب لسلوك البنت وأسلوبها أكثر من حب البنت نفسها...

وطبيعي أني كنت أحبها في نفسي.. لا أقول لها طبعا.. وإلا كان سيبقى هبل أو
قلة أدب. لما دخلت القسم.. شفتها وأعجبتني... هي هادئة.. مؤدبة جدا..
متدينة.. محترمة.. جميلة جدا... وطبعا الجمال شيء نسبي يختلف من واحد
لآخر... لكن لا يختلف أحد على الاحترام والأدب، هي أطول مني قليلا، أكلمها
كلاما بسيطا جدا... وطبعا في حدود الدراسة فقط... لكنا طبعا نعرف بعضنا
جيدا.. دفعتنا قليلة.. "وكله عارف بعضه".. وأنا أكلم أصحابها.. وهي تعرف
أصحابي... وأكرر: كل هذا في حدود الدراسة والاحترام.. "إحنا مش زي الشباب
الهايف (آسف للكلمة) بتاع اليومين دول".. "إحنا بتوع مشاريع وامتحانات
ومذاكرة"... الضحك والمزاح "ok"... لكن الأولاد وحدهم والبنات وحدهم.

وخلال السنة الأولى والثانية والثالثة وأنا أفكر فيها كثيرا.. وأحاول أن
أنساها أكثر.. ساعات أنجح في نسيانها أو لا أشعر بشيء عندما تمر
بجواري... لكني أرجع وأفكر فيها أكثر... والآن... وأنا في آخر تيرم...
وأشعر أننا فعلا كبرنا... أصحابي وأقاربي منهم من خطب ومن خطٍبت.. وكذلك
صديقاتها منهن من خطبت ومن كتب كتابها.. ببساطة شعرت أني فعلا في حاجة لأن
تكون هذه الإنسانة شريكة حياتي.. وأنا خائف جدا أن أفقدها.. من أول الترم
وأنا أفكر في هذه الخطوة... وما يمكن أن يترتب عليها من مسئوليات جديدة
وتقصير في مسئوليات تجاه أمي وأخواتي ومن ساعتها.. وأنا أفكر.

أنا في صراع دائم بين أكثر من رأي... فهل من الممكن أن تنتظرني؟ وماذا
سأقول لأبيها؟؟ اقرأ المحادثة التالية: الأول والثاني والثالث.. كلها
محادثات بيني وبين نفسي..
الأول: "إيه يا بنى.. أنت عبيط... أنت لسه وراك جيش... وهتعرف موقفك في
شهر يناير القادم"، وأيضا أريد أخذ بعض الكورسات (9 شهور) حتى "تتظبط"
ومرتبك يصبح أعلى "على أد مجهودك و خبرتك".

الثاني: "طيب.. وهل هناك فتاة ستنتظرك حتى تعرف موقفك من الجيش، ومن ثم
الكورسات، ثم البحث عن عمل.. ثم تبدأ تجهز للزواج؟؟؟".

الثالث: "آه ممكن تستنى لحد الجيش!!".
وبعدين أنت ممكن تتقدم للجيش بطلب (كبير عائلة \ عائل أسرة) وتأخذ تأجيل
5 سنين... والكورسات... كلها 9 أشهر بس!!

الأول: يابني افرض بعدما أخذت تأجيل.. وبعدما أخوك دخل الجيش وخلص...
وأنت لم تأخذ إعفاء آخر ودخلت أنت.. هل ستترك بيتك و"تروح الجيش؟؟"...
أنت كده تبقى ظلمتها.

الثاني: لا تنس أن عليك رد الجميل لوالدتك.. ومساعدة أختك في زواجها..
ومساعدة أخوتك.

الثالث: أنا ممكن أعمل كل هذا وأنا متزوجها.. الحمد لله المرتب سيكون
كبيرا.. و كلما كبرت، كلما كبرت مساعدتك.

الثاني: "ومش هتبقى بتظلمها وبتظلم والدتك أيضا؟"

الأول: وبعدين هل أنت جاهز؟

الثالث: لو اشتغلت.. ممكن أبقى جاهز في خلال سنة.. لكن تبقى المشكلة
(الجيش والكورسات).

الثاني: طيب هل يمكنك "تطنيش" الكورسات؟

الأول: احتمال أسافر دبي.. وحتى أكون كفء حقا.. "لازم الكورسات"... وبعدين
هي مش كورسات عادية.. إنها في قمة التخصص.. والمرتب بيبقى أحسن.

الثالث: أنت ممكن تأجلها ليبقى أمامك الموقف من الجيش.. قم بالتأجيل لأنك
عائل أسرة.. وهكذا تصبح مستعدا بعد سنة.

الثاني: أنا رأيي أنك "متأجلش" الجيش.. وجرب حظك، "ممكن تيجي من عندهم".

الثاني: أنت قبل كل ده لازم تقول لها وتشوف رأيها.. فقد تكون "عايش" في
الأوهام أصلا.

الأول: يعني يقول لها: انتظري سنة؟؟ أو انتظري حتى يتبين موقفي من
الجيش؟؟.. افرض أخذ ثلاث سنين.. "يقول لها إيه ساعتها"؟ .."معلش"؟

الأول: وبعدين هو كمان لازم يساعد أخته!.

الثاني : يا سيدي.. هي لو موافقة.. ممكن تنتظر.

الأول: أنت عندك شقة؟

الثالث: لا.. بس ناوي أؤجر فترة حتى أسافر.. لأني غالبا سأبقى فترة 3 أو 5
سنين في دبي.. ثم أشتري شقة.

الأول: طيب.. حلو.. "كل ده كلام عيال"، ناس لا تعرف شيئا في مواضيع
الزواج.. افرض ذهبت لأبيها... ماذا ستقول له؟

الأول: مممممممممم.

الثاني: هو لن يذهب إليه إلا بعد أن يعرف موقفه من الجيش..

الثالث: يعنى هو سيخبرها أولا.. وفي شهر واحد يذهب لأبيها؟؟.. "هو كده مش
عيب يعني"؟؟ ثم هي عندها 21 سنة ومهندسة وجملية ومتدينة.. واحدة مثلها
سيتخاطفها العرسان.. حتى قبل الامتحانات.. "لأ وكمان جاهزين!!".

الأول: لهذا كنت أريد أن أكلمها.

الثالث: لاحظ أنك لو كلمتها ووافقت.. فأنت ارتبطت بكلمتك.. دون أن تعرف
ظروف الجيش على الأقل.

الأول: ولو لم أكلمها... أكيد سأخسرها... ممكن تخطب.

الثاني: طيب أنت ما ظروفك المادية؟

الأول: مش أكثر من 30 ألف جنيه.. ممكن أحصل عليهم من غير شغل.. أي بعد أن
أبيع قطعة الأرض.. التي أملكها وأريد أن أتركها..

الثالث: طيب هل يمكن لأحد أن يساعدك؟

الأول: لو ساعدني أحد من العائلة، فمن باب أولى أن يساعد أمي في تزويج
أختي... حتى أن مساعدة أختي واجب علي!!..

الثالث: طيب.. قابل أبو البنت واحك له ظروفك؟

الأول: أنا لو رحت لو الآن.. ممكن يقول لي: "أنت بذمتك لو في مكاني..
هتعمل إيه؟" هل ستوافق؟؟ "ولا هتقول لنفسك: قم إطلع بره"؟

الثالث: ألم تكن تحلم بأن تأخذ خطيبتك في سيارتك.. وتذهبوا سويا لاختيار
أحسن أثاث؟؟.. ما الذي حدث الآن؟.. ستأخذوا "ميكروباص" وتذهبوا.. "أو أي
حاجة"..

الأول: يا عم.. آخذ واحدة أحبها في ميكروباص ونتعب سويا.. أحسن من أن
أكون مستريحا ماديا.. مع أي واحدة "وخلاص".. أنا لا أرغب في الزواج
بالطريقة التقليدية.

الثاني: طيب أنت قلت لها؟؟

الأول: لمحت لها فقط.. عن طريق الإيميلات في الفترة الأخيرة.

الثالث: وكيف لمحت لها؟

الأول: يعني.. تلميحات.. وأعتقد أنها فهمت.. أو على الأقل عرفت أني معجب
بها.

الثاني: أنت زهقتننننننى.

الثالث: اسأل حد كبير ياعم... امش من أمامي.

الأول: ها أنا سألت.. وفي انتظار سماع الرد..

ملاحظة:
الأول والثانى والثالث.. هم نفسي.

****************************
الحل:
د.عمرو أبو خليل

يا بني..
المشكلة ببساطة أننا نفتح قلوبنا لتهب عليها رياح الحب قبل الأوان، ولأن
الحب عندنا مرتبط بالزواج فنجد أن كل الأمور قد اختلت.. نعم الحب له
أوان... نعم الحب قرار... هذا ما يفرضه الواقع الذي نعيشه... لأن الأمر
يترتب عليه حسابات وتقديرات كما يوضح هذا الحوار الحائر الذي ورد في
رسالتك.

ولكن الذي يحل المشكلة لمن وقع فيها هو أن يدرك خطأ التصور بأن الحب
الأول هو الأخير، وأن من يحب مرة لا يستطيع أن يحب مرة أخرى تصور أيضا
رومانسي مثل تصور أن الحب قدر لا فكاك منه.

ستحب مرة أخرى وستقابل بعد أن تنهي استعدادك للزواج سواء بوضوح الموقف
من التجنيد أو بحصولك على الدورات المؤهلة أو بسفرك للخارج من أجل
التخفيف من الأعباء الملقاة على الأم... ستقابل من تحبها وترضاها زوجة
وتسعد بمعاشرتها..

إن الزواج ليس قرارا عاديا ولكنه قرار يمس حياة الإنسان في كل مراحلها؛
فلا يصح أن تكون البداية قائمة على حالة من التشوش واختلاط الأمور وعدم
وضوحها.

إن الزواج له ما بعده، ويكاد اليوم أن يكون ترتيب ما بعده أهم من
الترتيبات الخاصة بالزواج؛ لذا فيجب أن تكون الخطوات هادئة ومدروسة
لتنهي دراستك ولتحصل على دوراتك ولتحدد موقفك من التجنيد ولتلتحق بعملك
ولتنظم حياتك، وليكن الزواج هو التتويج لهذا الانتظام حيث يصبح ما ينقص
حياتك وقتها هو زوجة تشاركك حياتك وكفاحك أيضا لأنك لن تكون قد أنهيت
الكفاح.

الخلاصة لا تجعل خطوة تسبق خطوة لندخل عالم الاحتمالات المفتوحة والتباديل
والتوافيق التي لا تنتهي لأن طريقا واحدا واضحا يحتاج لجهد كبير فلا تشتته،
وستجد من تحب وتتزوج في الأوان المناسب بإذن الله..